الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واجه اتهامات بالعنصرية والإساءة المنزلية.. ميل جيبسون "نجم بأكثر من وجه"

  • Share :
post-title
ميل جيبسون

Alqahera News - رشا حسنى

ميل جيبسون، هو أحد نجوم هوليوود القلائل الذين استطاعوا إثبات مكانتهم ليس فقط كأبطال لأفلام الحركة والإثارة، ولكن أيضًا كممثلين موهوبين يستطيعون أداء أدوار درامية صعبة ومُركبة، بالإضافة إلى نجاحه كمخرج عندما تصدى لإخراج مجموعة جيدة من الأفلام السينمائية منها على Braveheart أو "القلب الشجاع"، الذي فاز عنه بجائزة الأوسكار كأفضل مخرج عام 1995.

ولد ميل كولمكيل جيرارد جيبسون في الثالث من يناير عام 1956، في مدينة بيكسكيل بولاية نيويورك الأمريكية، وكان السادس من بين أحد عشر طفلاً، فالأب هو هاتون جيبسون عامل فرامل بالسكك الحديدية، أما والدته فهي آن باتريشيا جيبسون التي كانت تنتمي لأصول أيرلندية من مقاطعة لونجفورد.

بعد وقت قصير من اندلاع حرب فيتنام، نقل هاتون جيبسون عائلته إلى أستراليا خوفًا من تجنيد أبنائه في الحرب، وقضى جيبسون ما تبقى من طفولته في سيدني، حيث التحق بكلية سانت ليو الكاثوليكية، وهي مدرسة ثانوية كاثوليكية للبنين فقط، وأنهى تعليمه في المدرسة الثانوية في نيو ساوث ويلز.

Man Without a Face
البدايات

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، فكّر جيبسون في أن يصبح طاهيًا أو صحفيًا، لكنه انتهى به الأمر إلى اتخاذ مسار وظيفي مختلف، وذلك بعد أن قدمت شقيقته طلبًا نيابة عنه إلى المعهد الوطني للفنون المسرحية في سيدني، حينها قرر إجراء اختبارات القبول، وقُبِل في مدرسة الدراما رغم عدم وجود خبرة سابقة له في مجال التمثيل.

بعد فترة وجيزة، ظهر "جيبسون" لأول مرة على خشبة المسرح في مسرحية "روميو وجولييت"، وظهر لأول مرة على الشاشة في الفيلم منخفض التكلفة Summer City أو مدينة الصيف عام 1977.

في نفس عام تخرجه من المعهد الوطني للفنون المسرحية، انضم جيبسون إلى شركة المسرح الأسترالي الجنوبي، وظهر في أدوار رئيسية في عدد من المسرحيات الكلاسيكية، من بينها "أوديب" و"هنري الرابع".

The Year of Living Dangerously
الانطلاقة السينمائية

بعد تحقيقه مكانة مُتميزة على خشبة المسرح، انتقل جيبسون إلى التليفزيون، وحصل على دوره الأول في المسلسل الأسترالي The Sullivan's، الذي استمر من عام 1976 وحتى عام 1983.

سرعان ما انطلق جيبسون سينمائيًا من خلال دورين، يعدان من بين أهم أدواره، كان أولهما دور المحارب العصري في Mad Max عام 1979، ودوره كرجل يعاني من مرض عقلي ويقع في حب امرأة تكبره سنًا، في فيلم Tim الذي حصل عن أدائه فيه على جائزة المعهد الأسترالي السينمائي الأولى كأفضل ممثل، كما أصبح Mad Max أكثر فيلم أسترالي تحقيقًا للأرباح حتى الآن، حيث حقق أكثر من 100 مليون دولار في جميع أنحاء العالم.

حصل جيبسون على جائزة المعهد الأسترالي السينمائي الثانية عن دوره في فيلم دراما الحرب العالمية الأولى Gallipoli للمخرج بيتر وير عام 1981، وفي وقت لاحق من نفس العام، شارك في فيلم Mad Max 2: The Road Warrior الذي عُرض في الولايات المتحدة باسم The Road Warrior في عام 1982، وهو الفيلم الذي جعل من جيبسون نجمًا عالميًا.

في عام 1982، قدم جيبسون أول أدواره الرومانسية من خلال فيلم The Year of Living Dangerously أو "سنة العيش بخطورة"، الذي كان ثاني تعاون له مع المخرج بيتر وير.

Mad Max
أول ظهور في أمريكا

شهد عام 1984 أول ظهور لـ"جيبسون" في السينما الأمريكية، واعتُبر ظهورًا ناجحًا، من خلال فيلم The River أو النهر، لكنه سرعان ما عاد لأستراليا مرة أخرى عام 1985 لاستكمال دوره في سلسلة Mad Max من خلال الفيلم الثالث Mad Max: Beyond Thunderdome.

في عام 1987، قدّم "جيبسون" أول فيلم من سلسلة الأفلام الشهيرة Lethal Weapon التي حققت نجاحًا تجاريًا كبيرًا، وشاركه بطولتها النجم داني جلوفر واستمرت حتى عام 1998.

Braveheart
علامات فارقة

في عام 1990، أسس جيبسون شركة إنتاج سينمائي حملت اسم Icon Productions، كان باكورة إنتاجاتها فيلم "هاملت" للمخرج فرانكو زيفاريلي، وقدم من خلاله جيبسون أداءًا سينمائيًا مميزًا.

خلال سنوات التسعينيات الأولى، ظهر جيبسون في بعض الأدوار المتواضعة بأفلام لم تنجح جماهيريًا، من بينها Air America عام 1990 و Forever Young عام 1992.

في عام 1993، قدّم جيبسون نفسه كمخرج لأول مرة من خلال فيلم Man Without a Face أو "رجل بلا وجه"، الذي قدّم فيه دور ضحية من ضحايا الحروق.

ثم جاءت انطلاقة جيبسون الحقيقية في عام 1995 من خلال إخراجه لفيلم دراما القرن الثالث عشر الملحمية Braveheart أو "القلب الشجاع"، الذي قام ببطولته أيضًا حيث جسد دور النبيل الاسكتلندي السير ويليام والاس، وحقق الفيلم نجاحًا تجاريًا منقطع النظير، كما فاز بخمس جوائز أوسكار، من بينها جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج.

في أواخر التسعينيات، لعب جيبسون دور البطولة في عدد قليل من أفلام الإثارة والجريمة، من بينها فيلم
Ransom في عام 1996، وفيلم Conspiracy Theory أو "نظرية المؤامرة" مع النجمة جوليا روبرتس عام 1997، وفي عام 2000 لعب دور البطولة في فيلم الكوميديا الرومانسية What Women Want أو "ماذا تريد النساء" أمام النجمة هيلين هانت.

في عام 2004، عاد جيبسون إلى مقعد المخرج مرة أخرى من خلال فيلم "حياة وآلام السيد المسيح" عن آخر 12 ساعة في حياة السيد المسيح، وأثار الفيلم جدلًا واسعًا حول طريقة تصوير جيبسون لحادثة صلب المسيح، مما دعاه إلى التصريح بأن الروح المقدسة هي التي أخرجت الفيلم وليس هو، هو فقط كان يُنظم طريقة العمل داخل كواليس تصوير الفيلم.

Conspiracy Theory

الغياب والعودة الأخيرة

في عام 2006، اتُهم جيبسون بالعنصرية ومعاداة السامية نتيجة لتصريحات أدلى بها بعد اعتقاله بسبب قيادته تحت تأثير الكحول، وحُكم عليه بقضاء ثلاثة أعوام تحت المراقبة وإلزامه بحضور اجتماعات للتعافي من إدمان الكحول، وهو ما اضطره للابتعاد عن التمثيل لفترة ليست قصيرة عاد بعدها من خلال دوره في فيلم The Beaver أمام النجمة جودي فوستر عام 2011، ولكن فشل الفيلم في تحسين صورته أو مساعدته على استعادة مكانته في هوليوود الذي بات يُنعت فيها "بالنجم المنبوذ".

وفي عام 2011، خضع جيبسون للتحقيق بتهمة الإساءة المنزلية بعد فترة وجيزة من انفصاله عن المطرب الروسية أوكسانا جريجوريفا، بعدما أظهرت تسجيلات هاتفية للممثل وهو يوجه لها إهانات عنصرية، ثم اعترف لاحقًا بضربها وصفعها أكثر من مرة.

خلال المحاكمة، لم يطعن جيبسون في تهمة جنحة العنف المنزلي، وحكم عليه بثلاث سنوات تحت المراقبة، وسنة واحدة من الاستشارات في مجال العنف الأسري وخدمة المجتمع، بالإضافة إلى عدة غرامات نتيجة لذلك، تم استنكار جيبسون من قبل زملائه في هوليوود وتخلي وكلاؤه عن تمثيله.

Hacksaw Ridge

في عام 2016، وجد جيبسون ضالته، إذ استعاد بعضًا من مكانته بعد أن أخرج فيلم دراما الحرب العالمية الثانية المتميز Hacksaw Ridge، الذي أخرجه بعد أكثر من عشر سنوات من آخر فيلم أخرجه.

لم يحقق الفيلم نجاحًا في شباك التذاكر، لكنه نال إشادات نقدية جيدة، كما ظهر في قوائم ترشيحات جوائز الأوسكار والجولدن جلوب.