الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فهد البتيري: الفن السعودي ينقصه الوقت لإثبات نفسه عالميا.. ومصر مركز فني عربي (حوار)

  • Share :
post-title
الفنان السعودي فهد البتيري

Alqahera News - ولاء عبد الناصر

- شخصيات "المكتب" ستتغير في الجزء الثاني.. واقتباس الأعمال الأجنبية مجازفة وتحدٍ

- تجربتي في فيلم "الخلاط" مُثمرة وخطوة مختلفة في مشواري الفني

- متفاءل بالدورات المقبلة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي.. والمنصات أصبحت بديلًا للتليفزيون

يضع الممثل السعودي فهد البتيري معيارًا رئيسيًا لاختيار أعماله الفنية، يبتعد فيه عن تكرار أدواره، باحثًا عن الجديد ليقدمه، الأمر الذي حرص عليه أيضًا في مسلسله "المكتب" الذي حقق نجاحًا وقت عرضه، وينتظر حاليًا عرض الجزء الثاني منه، كما تألق مؤخرًا في فيلم "الخلاط"، الذي عُرض لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحاز على إشادات واسعة من قبل النقاد والجمهور.

كشف فهد البتيري في حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية" أن الموسم الثاني من "المكتب" سيشهد مفاجآت كثيرة، كما تحدث عن رأيه في فكرة اقتباس الأعمال الفنية من إنتاجات أجنبية، وانتشار المنصات الإلكترونية، ورغبته في دخول عالم الفن من بوابة مصر، وأمور أخرى كثيرة في هذه السطور:

ما الأسباب التي حمستك للمشاركة في مسلسل "المكتب"؟

الحقيقة أرى أن المسلسل فرصة كبيرة لكي أعبر عن نفسي كممثل وكاتب في آن واحد، وهذه التجربة لم تحدث لي من قبل، بالإضافة إلى أن العمل يعد أول نسخة عربية لمسلسل the office، وعملنا على إظهاره بشكل مختلف، منها أن رجال الأعمال في الشركة يرتدون الزي السعودي بدلًا من البدل الرسمية.

ما المفاجآت التي سيتضمنها الموسم الثاني؟

الموسم الثاني مليء بالمفاجآت، إذ إن نحو نصف الحلقات ليست مُقتبسة من أي نسخة، فهي أفكار جديدة وطازجة خصيصًا لهذا الموسم، بالإضافة إلى تطوير جميع الشخصيات داخل الشركة التي تدور بها أحداث العمل.

بالحديث عن تطوير الشخصيات.. ما الجديد الذي سيُضاف لدورك؟

شخصية "طلال" التي أجسدها تم تطويرها بشكل جذري في الموسم الثاني، إذ كانت تتعامل في الموسم الأول مع الوظيفة، كأنها حالة مؤقتة، فنجده دائمًا يتجنب الدخول في علاقات عميقة بالعمل، لكنه في الموسم المُقبل يتغير ليشعر بأنه جزء من فريق العمل، ويصبح أقرب شخص للموظفين ويتفاعل ويشارك معهم في إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجههم.

المسلسل مأخوذ عن نسخة أجنبية.. ما رأيك في فكرة تعريب الاعمال الأجنبية؟

في رأيي أن اقتباس الأعمال الأجنبية وتحويلها إلى العربية يحمل قدرًا من المجازفة والتحدي في الوقت نفسه، المجازفة تتضح فيما يتعلق بمواجهة الجمهور، الذي بطبيعة الحال على الأغلب يكون غير مُتقبل لفكرة اقتباس الأعمال الأجنبية، ويتمنى تقديم أعمال بأفكار جديدة له، والتحدي يُظهر للفريق القائم على العمل أنه ينتج عملًا مُقتبسًا ولكن مختلفًا بشكل كافٍ وجذاب، حتى يجذب انتباه غير المهتمين لاقتباس الأعمال الأجنبية.

لكن البعض يرى أن الاقتباس مرادف للإفلاس.. ما ردك؟

من يقول إن الاقتباس استسهال أو إفلاس لا يعلم حجم التحدي الذي يواجه الكُتاب لصناعة نسخة مُتميزة من عمل خارج المنظومة الثقافية العربية، بالعكس الأمر صعب جدًا عن إنتاج عمل فكرته جديدة، ففكرة اقتباس العمل من كاتب آخر ثم تحويله وتعديله ليُنتج نسخة منفردة ومتميزة، من أكبر التحديات التي قد تواجه كاتب العمل، لأنه يبني على أساس بناه كاتب آخر.

هل عرض العمل على منصة إلكترونية يعزز من فكرة اتجاه معظم صُناع الفن إليها بدلًا من التليفزيون؟

اتجاه صناع الأعمال الدرامية إلى المنصات الإلكترونية تدرج طبيعي، خاصّة أن صيغة الأعمال الدرامية لم تتغير، لكن الفرق الأوحد يتمثل في قُدرة المشاهد على التحكم بتوقيت متابعته للعمل بما يناسبه. 

ولا أرى أنه في المستقبل ستُستبدل القنوات التليفزيونية بالمنصات الرقمية، لأنها اُستبدلت الآن بالفعل، فأنا شخصيًا في منزلي لا يوجد لدي جهاز تليفزيون، واعتمد على المنصات الرقمية.

شاركت مؤخراً في فيلم "الخلاط" بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.. كيف تقيم هذه التجربة؟

كانت تجربة مُثمرة للغاية ورائعة، واستمتعت بأجواء التصوير، التي كانت تشبه كثيرًا الأعمال التي كنت أقدمها عن طريق اليوتيوب مع أصدقائي، بالإضافة إلى أن الدور كان ممتعًا جدًا وأعتبره خطوة جيدة ومختلفة لي في مشواري الفني. 

والفيلم عبارة عن قصص متداخلة، يعتمد الطابع الأساسي فيها على الحيلة، حيث أجسد خلال العمل دور شخص يُخالف القانون، ويتورط في وضع معين، ورغم أنه شرير لكن الجمهور يتعاطف معه.

ما معايير اختيار الأدوار المقدمة لك؟

بالنسبة لي المعيار الرئيسي، الذي أضعه في عين الاعتبار أثناء اختيار العمل الفني، يكون من خلال عدة أسئلة منها هل هذا الدور سيُضيف لي؟ هل سيعلمني شيئًا جديدًا؟ هل هو تحدي بالنسبة لي أم لا ؟ فأنا أحرص على البعد عن الأعمال المُكررة، ودائمًا أبحث وأتطلع إلى الجديد والمختلف.

كيف كان انطباعك عن مهرجان البحر الأحمر في دورته الثانية؟

نقلة نوعية للدورة الأولى على صعيد التنظيم، واختيار الأفلام المعروضة، والضيوف العالميين والمحليين المدعوين لهذا الحدث الثقافي الفني، لذا أجد نفسي متفائلًا بالدورات المقبلة.

ما رأيك في التقدم الفني الذي تشهده السعودية حاليًا؟

النهضة الفنية في السعودية بشكل عام سواء على الصعيد السينمائي أو الدرامي مُثمرة جدًا، ومُشرِحة لكل صدور الفنانين السعوديين، وما نشهده حاليًا يعد التدرج الطبيعي في النمو الثقافي للسعودية، وأتمني للسعودية مستقبلًا مشرقًا وأكبر في الفن.

وفي رأيي أنه لا ينقص السعودية لتثبت نفسها للجميع في دول العالم سوى الوقت، فالشغف لدى الفنانين والإرث الثقافي، والبيئة الداعمة سواء كانت على الصعيد الحكومي أو الخاص موجود، كل هذه العوامل تشير إلى مستقبل مُبهر ومُبهج للفن في السعودية.

هل من ضمن خططك المشاركة في الأعمال الفنية المصرية؟

الحقيقة أنني اكتسبت أصدقاء وزملاء فنانين شباب كثيرين في مصر، وأتطلع إن سمحت الفرصة أن أشارك في أعمال مصرية، فمصر مركز فني ثقافي عربي وعنصر جذاب لكل فناني العرب، ويشرفني أن أخطو هذه الخطوة القيمة.