الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إبراهيم أصلان.. أديب بروح سينمائية

  • Share :
post-title
إبراهيم أصلان

Alqahera News - محمد عبد المنعم

الأديب المصري إبراهيم أصلان.. اسم يعبّر عن حكاية، انتقل من قرية "شبشير الحصة" التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية عاصمة إقليم دلتا مصر، ليعيش في (إمبابة والكيت كات) بمحافظة الجيزة، اندمج بين الناس بوجدانه، وسيطروا عليه فحوّل قصصهم إلى شخصيات رصد تفاصيلها وحكاياتها، بلغة قريبة من الشارع.

بوسطجي

عمل إبراهيم أصلان الذي ولد عام 1934، وتوفي في مثل هذا اليوم من عام 2012، كبوسطجي في هيئة البريد، وأراد توثيق تلك الفترة فحوّلها إلى رواية تحمل اسم "وردية ليل"، وكان ينقل كل ما حوله أو ما يُسيطر على فكره إلى روايات وحكايات جعلت اسمه متداولًا بين الناس، ما حمّس الأديب يحيى حقي، الذي كان تربطه به علاقة قوية، بأن يطلب منه كتابة قصصه في المجلة التي كان يرأس تحريرها فزاد من انتشاره وشهرته.

الكيت كات

كتابات إبراهيم أصلان جذبت المخرج المصري الكبير داود عبد السيد لينقل هذا العالم إلى السينما، فاختار رواية "مالك الحزين" ليُجسد شخصيتها للناس وينقل تجربة هذا الأديب إلى جمهور أوسع، واتفقوا على تحويلها لفيلم يحمل اسم "الكيت كات" قام ببطولته الفنان المصري الراحل محمود عبد العزيز، ليُصبح من علامات السينما المصرية، ليلحق به أيضًا أفلام "عصافير النيل" و الفيلمان القصيران "ولد وبنت" و"آخر النهار" المأخوذ عن المجموعة القصصية "حجرتين وصالة"، التي تم تقديمها أيضًا في عمل طويل.

الكيت كات
تأثير

روايات إبراهيم أصلان التي دخلت عالم السينما ليست كثيرة، ولكن تأثيرها كان أكبر من فكرة الكم وخلّدت اسمه بين الناس، وحول ذلك يقول المخرج المصري مجدي أحمد علي لموقع "القاهرة الإخبارية": "إبراهيم أصلان هو نجيب محفوظ العصر، فهو من تلاميذ الأديب الكبير، ومن أساتذة الجيل الذي يليه، وأفضل من كتب الرواية والقصة القصيرة في مصر، فهو مثل أغلب المصريين من أصول ريفية ونزح إلى المدينة وعبّر عن أحيائها الشعبية والقرية".

لغة مختصرة

إبراهيم أصلان أفضل مَن تحدث عن المدينة والريف وكان لديه لغة تلغرافية مُختصرة مُكثفة جدًا، حسبما قال مجدي أحمد علي، ويضيف: "إبراهيم كان ميالًا للاختصار واعتاد أن يمسك القلم مع الأستيكة، فالتطويل ألد أعداء الكتابة كما علّمنا الأديب يحيي حقي، وكل ما كتبه إبراهيم أصلان هو تعبير مُكثف عن روحه والحياة والأدب الخالص".

إبراهيم أصلان
انغماس في الحدث

يكتب الأديب الراحل عن تفاصيل يعرفها جيدًا وحفظها وهذه ميزة حسبما يقول مجدي أحمد علي، مؤكدًا أن هناك كثيرين يكتبون بدعوى التقدم والعصرية وعن عوالم لا يعرفونها، أما إبراهيم فقد كان مغموسًا داخل الحدث، وكان يكتب بروح سينمائية، ويقول: " كان محبًا للسينما ويشاهدها كثيرًا، ويُفسر الأزمة بشكل رائع، ومن يعشق السينما الحقيقية كان يستمتع بما يكتبه إبراهيم أصلان لأنه ينقل صورة وروح ويكتب الحوار بالعامية مما يُسهّل قرب الشخصيات للمُتلقي دراميًا".

استيعاب وتذوق

"من حُسن حظ إبراهيم أصلان أن داود عبد السيد حوّل روايته لشكل سينمائي ليس مملًا" هكذا يبدأ الناقد المصري عصام زكريا حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية"، ويوضح: "كانت مشكلة كثير من الأعمال الأدبية أنها حينما تُحول إلى أعمال درامية تكون خفيفة سينمائيًا، أو يلتزموا بالنص ولا تخرج بشكل جيد، أما الكيت كات فهو فيلم فنيًا ممتاز وعلى مستوى الترفيه والاستيعاب والتذوق كان سهلًا".

المخرج داوود عبد السيد
صورة قوية

ويؤكد "عصام" ما قاله المخرج مجدي أحمد علي بخصوص ابتعاد إبراهيم أصلان عن التطويل في أعماله، حيث يقول: "يتميز أصلان بابتعاده عن الزوائد اللغوية في الكتابة ولديه الاقتصاد الشديد في رسم الصورة والحدث وهذا يُسهل على السينمائي أن يقرأ الرواية كسيناريو لأنه أحيانا، قد يقوم الكاتب بتقديم تصور فقير ولغة متضخمة فلا يخرج منها صورة سينمائية جيدة، على عكس إبراهيم أصلان فالصورة في أعماله قوية جدًا".