تحديات جديدة يتطلع إليها القائمون على الدورة الثامنة لمهرجان أيام قرطاج الموسيقية والمقرر إقامتها في الفترة من 21 إلى 28 يناير الجاري، من خلال الإعداد لبرنامج فني مميز، يتضمن 40 عرضًا من 18 بلدًا عربيًا وإفريقيًا وأوروبيًا.
تتسم الدورة المقبلة بالانفتاح على جميع التعبيرات الموسيقية العالمية، والصناعات الموسيقية، مع الحفاظ على العديد من الفقرات الأخرى مثل الندوات والتكريمات والمحاضرات، إضافة إلى ذلك تحتفي إدارة المهرجان بمئوية السينما التونسية.
غياب المسابقة الرسمية
تشهد الدورة الثامنة غياب المسابقة الرسمية للمرة الثانية على التوالي، هذا ما أكدته المديرة الفنية للمهرجان المطربة والباحثة في العلوم الموسيقية درصاف الحمداني، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، حيث برّرت هذا الخيار على أن أيام قرطاج الموسيقية منصّة لالتقاء المبدعين الموسيقيين وللتعبير والتلاقي الفني والثقافي، والتعريف بالأعمال الموسيقية والمشروعات الجديدة، وإبراز المواهب الموسيقية الصاعدة ومساعدتهم في الترويج لأعمالهم عبر إتاحة الفرصة لهم للقاء المنتجين والموزعين ووكلاء الأعمال الفنية، إلى جانب سلسلة من اللقاءات المهنية لتبادل المعارف والخبرات التي من شأنها أن تحقّق الاستفادة للمهنيين خاصة الشباب منهم.
قمة الفرنكوفونية
توضح هند مقراني، المُكلّفة بتسيير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، أن هذه الدورة ستواصل الاحتفاء باحتضان تونس لقمة الفرنكوفونية جربة 2022 وستحيي أنواعًا من المهن الموسيقية، وتحديدًا آلات العزف التي "شارفت على الاندثار" منها الطبل والقصبة.
كما حافظت على التوجّهات الكبرى التي بُعثت من أجلها مع حمل مَشعل التجديد في الخيارات والتوجهات.
عروض المهرجان
ينقسم برنامج عروض الدورة الثامنة إلى عروض موسيقية كبرى يحتضنها مسرح الأوبرا، وعددها 11 عرضًا أهمها عرض "نوستالجيا" للملحن الموسيقي ربيع الزموري، وهو عرض تمّ إنتاجه بالشراكة مع مسرح أوبرا تونس وكلّ من الأوركسترا السيمفوني التونسي، والفرقة الوطنية للموسيقى، ويأتي هذا العرض بمثابة إعادة إحياء موسيقى الأفلام وموسيقى جينيريك الأعمال الدرامية التلفزيونية التي ألفها ربيع الزموري.
أما بقية العروض المُختارة لهذه الدورة، وعددها 29 عرضًا منها 20 عرضًا لفنانين تونسيين مقيمين بأرض الوطن، وآخرين يقيمون في المهجر، فستتوزّع بين مسرح الجهات بمدينة الثقافة وقاعة الريو بالعاصمة.
معرض موسيقي
يشير مُنذر فلّاح، مدير الإنتاج وعضو الهيئة المُديرة للمهرجان، إلى أن المهرجان سوف يُطلق في دورته الثامنة قسمًا جديدًا هو "ماركت أيام قرطاج الموسيقية"، وهو عبارة عن معرض موجه لمختلف الفاعلين في القطاع الموسيقى، ومجال الصناعات الموسيقية، إذ يهدف إلى التعريف بالمُنتجات الموسيقية على غرار بائعي إسطوانات "فينيل" فضلًا عن جامعي القطع والآلات الموسيقية والعارضين والعاملين في صناعة وإصلاح وبيع الآلات الموسيقية.
كما سيتمّ أيضا استحداث قسم جديد بعنوان "أيام قرطاج الموسيقية الواقع الافتراضي" بالتعاون مع مركز تونس للاقتصاد الثقافي الرقمي، وهو قسم سيُمكّن الجمهور من مواكبة عروض موسيقية افتراضية.
وتهتمّ الندوات المبرمجة بـ"حقوق التأليف والملكية الفكرية" و"مستقبل موسيقى العالم" و"الموسيقى التونسية وإمكانات التسويق العالمي"، إلى جانب الورشات التكوينية، التي تتمحور حول "إدارة الفنانين" و"محتوى الملفات الفنية" و"إدراج الفيديو في الإخراج الركحي".
مُكرمون
تكرّم إدارة الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية الفنان الفقيد رضا بالحاج خليفة المعروف باسم "رضا ديكي ديكي"، إلى جانب الفنانة علياء السلامي والفنان فوزي شكيلي.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار تذاكر العروض تتراوح بين 10 دنانير و25 دينارًا، وأرجعت المديرة الفنية درصاف الحمداني هذا الخيار للحرص على توفير عائدات مالية بهدف المساهمة في تغطية نفقات العروض.