تحت شعار "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد"، ووسط تواجد قوي للمسرحيين العرب وفي يوم المسرح العربي، انطلق من المغرب الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي تستمر فعالياته حتى 16 يناير الجاري، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد، والكاتب إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، حيث بدأ الحفل بعرض استعراضي شهد ترحيبًا كبيرًا من الحاضرين، وألقى بعدها الفنان العراقي جواد الأسدي الذي اختارته الهيئة العربية للمسرح ليكون "صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح"، كلمة أعرب فيها عن سعادته بالوقوف أمام كل هؤلاء المسرحيين، ووجه لهم كل المحبة والاحترام يقول مطلعها "صباح الخير خشبة المسرح ملاذي، مأواي".
قيم التسامح
من جانبه رحّب وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد بالحضور حيث قال: "هذه الفعالية أبرزت وأكدت الامتداد الجغرافي للوطن العربي، وهذا المهرجان حريص على نشر قيم التسامح، كما أنه دعوة لتقوية المسرح العربي ليكون مُنفتحًا مع قضايا الحاضر والمستقبل، وأود أن أشيد بدور النساء في الوطن العربي للنهوض بـ"أبو الفنون".
ساحة لا تهدأ
فيما أكد إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح: "هذه الهيئة هي بيت المسرحيين وتُكبّر أفكارهم ومبادراتهم ونحن ننحاز للإبداع والمبدعين بلا تردد، وباقون على صهوات خيولنا في المسرح فهو ساحة لا تهدأ وليس فيها استراحة".
تكريم وحفاوة
كرّم المهرجان عشرة مسرحيين مغاربة أثروا المسرح بتاريخهم الكبير وهم الفنانة نزهة الركراكي، الممثل والمخرج المسرحي عبدالإله، فاطمة الغالية الشرادي، المؤلف والممثل محمد الجم، الفنان مصطفى دسوقي، الذي لم يستطع التواجد وسيتسلم تكريمه لاحقا، الفنان مصطفى الزعري جمال الدين، الفنانة مليكة العمري، المخرج عبد الرزاق البدوي، الممثل والمؤلف المسرحي محمد البلهيسي، الفنان والكاتب محمد التسولي.
وبعد تسلم المكرمين الدروع حرصوا على إلقاء كلمة للحاضرين، حيث قالت نزهة الركراكي: "هذا التكريم فخر لي، وأنا محظوظة جدًا لتواجدي وسط هؤلاء الفنانين الكبار، وأتوجه بالشكر للجهة المُنظمة على الحفاوة وكل عام وأبو الفنون بخير".
فيما أعربت فاطمة الغالية الشرادي عن سعادتها، حيث قالت: "تغمرني سعادة كبيرة فأنا ابنة الجوهرة الزرقاء الآتية من عُمق الصحراء المغربية التي تحظى بهذا التكريم، وله في نفسي طعم خاص ويحمّسني على الإبداع والعطاء، وشكرًا لوزارة الشباب والثقافة على التواصل".
أما مليكة العمري فقالت: "هذا التكريم يُزيدني فخرًا واعتزازًا وأشكر الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة والشباب والتواصل على هذه الالتفاتة النبيلة وأشكر كل من ساهم في تكريمي من بعيد أو قريب".
ورغم مرضه حرص عبد الرزاق البدوي على التواجد لتسلم تكريمه وقال: "أتوجه بالشكر والتقدير لوزير الثقافة الذي اقترح على الهيئة العربية لكي أكون ضمن المكرمين اليوم، وهذا شرف عظيم لي، فعملت في المسرح أكثر من 70 عامًا، وهذه هي المرة الأولى التي أكرّم فيها في هذه المدينة".
وقال محمد التسولي: "سعيد بهذا العرس الثقافي والفني والاجتماعي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح العربي، ووزارة الثقافة بالمملكة المغربية، حيث يلتقي في هذا المهرجان نخبة من الفنانين العرب وما عليّ إلا أن أتوجه نيابة عن المبدعين المغاربة بالشكر للقائمين على هذه الفعالية".
أما مصطفى الزعري جمال الدين فقال: "الفنان ورجل المسرح بصفة عامة ليس لديه تكريم نهائي ونحن مازلنا قادرين على العطاء لـ أبو الفنون".
وقال المخرج عبد الإله: "فخور جدًا بتواجدي بين فطاحل المسرح المغربي.. أحبكم جميعا وسعيد لتواجدي بينكم وأشكر وزير الثقافة على هذه اللفتة الحميدة، وأشكر الهيئة العربية للمسرح على ثقتها فينا، وسأظل أكررها دائما شكرًا لزوجتي".
ووسط ترحيب كبير صعد الفنان محمد الجم حيث قال في كلمته: "هذه المناسبة فرصة لنتعرف على مسرحيين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وأشكر القائمين على المهرجان لهذه الفرصة".
أما ختام المكرمين فكان مع المؤلف المسرحي محمد البلهيسي، حيث قال: "تحية لوزير الشباب والثقافة والتواصل الذي زرع دفئا جديدًا لهذه الوزارة وجعل منها جسدًا يحيا من جديد".
استعرض المهرجان الذي يشارك فيه 16 عرضًا مسرحيًا، برومو لأبرز الأعمال المتنافسة على الجوائز المختلفة للمسرح العربي، كما أعلن خلال الحفل عن أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، وجاءوا كالتالي: المؤلفة الفلسطينية إيمان عون، د.جوليا قصار من لبنان، د.خالد مبارك من السودان، خالد الطريفي من الأردن، ومدحت الكاشف من مصر.