غضب عارم، أثاره إعلان روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وهو الاتفاق الذي تم بوساطة الأمم المتحدة، وجاء إعلان روسيا بعد ما وصفته بهجوم كبير من طائرات مُسيرة أوكرانية على أسطولها في شبه جزيرة القرم، وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن القوات الأوكرانية استخدمت 19 طائرة مُسيرة لمهاجمة سفن من أسطول البحر الأسود في شبه جزيرة القرم وتحديدا في ميناء "سيفاستوبول"، وقالت وكالة "رويترز"، إن الإعلان الروسي يُمثل ضربة لمحاولات تخفيف الضغط العالمي على إمدادات الحبوب، وأنه سيؤدي إلى قطع صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئها الحيوية على البحر الأسود.
بايدن يندد: القرار الروسي يفاقم الجوع
من جانبه، ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالإعلان الروسي، قائلًا إنه "مشين تمامًا" وسيفاقم الجوع، مضيفًا في تصريحات صحفية: "لا يوجد شيء يستحق ما يفعلونه، لقد تم التفاوض برعاية الأمم المتحدة وينبغي أن يكون ذلك نهاية الأمر"، وكان من المفترض أن يسمح الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بشحن الحبوب من أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر المصدرين في العالم، حيث أبلغت روسيا، أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة أنها ستُعلق الاتفاق إلى أجل غير مسمى، لأنها لا تستطيع ضمان سلامة السفن المدنية التي تُبحر بموجب هذا الاتفاق، وفقا لـ"رويترز".
روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن
ولم تكتفِ روسيا بتعليق مشاركتها في الاتفاق، حيث قال دميتري بوليانسكي، نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، على تويتر: إن روسيا طلبت أيضًا من مجلس الأمن الدولي الاجتماع، غدًا الإثنين، لبحث هذا الهجوم، وقالت روسيا إنها صدت الهجوم، لكن السفن المستهدفة كانت من المشاركة في تأمين ممر نقل الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
اتهامات أوكرانية ومطالبة برد فعل دولي
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فطالب برد فعل دولي، قائلًا إن تعليق روسيا للاتفاق يتطلب ردًا دوليًا قويًا من الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين.
وأضاف في خطاب مصور أنها محاولة واضحة من روسيا للتسبب في مجاعة واسعة النطاق بأفريقيا وآسيا، مطالبًا بطرد موسكو من مجموعة العشرين، ومنذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة، في 22 يوليو، تم تصدير 9 ملايين طن من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا من أوكرانيا، إلا أنه قبل انتهاء مدة الاتفاق في 19 نوفمبر، قالت روسيا إن به مشكلات كبرى، في حين اتهمت كييف موسكو، بمنع 200 سفينة تحمل شحنات الحبوب.