الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لطفي بوشناق.. صوت متعدد الأوطان ومبدع عاش ليغني

  • Share :
post-title
الفنان لطفي بشناق

Alqahera News - محمد عبد المنعم

يُعرّف نفسه بالمواطن وكل البلاد أوطانه، صوته ذاكرة للتاريخ، جاب به الأرض من مشرقها لمغربها، وقف على كل المسارح وغنى للإنسان والحياة والوطن، لا يريد أن يكون عابر سبيل، بل يُقدم دورًا في كل الميادين، يقف كالنخل عاليًا في السماء، ويقول: "ارتحت وميهمنيش خسرت أم ربحت، وما زلت عايش الحياة بإحساس، فأنا الصادق في هذه المسيرة وأديت الأمانة بأحسن وجه"، فهو الفنان الذي كان الصدق شعاره وعنوانه.. إنه التونسي الكبير لطفي بوشناق الذي يعيش ليُغني ولا يُغني ليعيش.

"لأجل النبي" بوابة الغناء

لطفي بوشناق ابن مدينة تونس، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1954، تعلّق منذ صغره بالموسيقى والغناء، وكان يُحب أن يستمع للسيدة أم كلثوم، وغيرها من مطربي الوطن العربي، بدأ يغني بحثًا عن فرصة له، حتى لعبت الصدفة دورها ويحكي قائلًا في لقاء متلفز: " كنت متواجدًا في أحد الأماكن، وكان مقررًا أن يُغني الفنان التونسي الكبير عدنان الشواشي، لكنه لم يحضر فكان مدير الفرقة يعرف أنني أغني، ويشعر بإمكاناتي فقدمني للجمهور، ووقفت أغني "لأجل النبي" وسط تفاعل كبير من الحاضرين، ومن وقتها لم أتوقف عن الغناء نهائيًا، وقدمت بعد ذلك أغنية "جرا أيه يا دنيا" مع الراحل أحمد صدقي، وهو الفنان الذي لم يأخذ حقه، فهو هرم من أهرامات الموسيقى".

سعى للاختلاف

قرر لطفي بوشناق ألا يكون فنانًا مكررًا، ورفض وضعه في قالب موسيقي معين، لذلك تجده دائمًا حريصًا على التنوع بين الأغاني الأندلسية والموشحات والغناء الصوفي والأغاني الأندلسية والتركية والمقام العراقي، فلا تعرف أن تحدد له طريقًا، فقد رزقه الله بصوت يجوب به الأرض، لذا قرر أن يتغنى بكل ما يليق على صوته، إذ يقول في لقاء تلفزيوني: "لقد جبت الأرض من الشرق إلى الغرب، وسعيت أن أكون متنوعًا، درست وتعلمت وأنا ابن المدرسة الرشيدية، أقدم مدرسة معنية بالتراث والموسيقى التونسية، وحرصت أن أكون متنوعًا، وفتحت الباب لكل التجارب، شرط ألا أكون متطفلًا على التجربة".

الفن رسالة

لطفي بوشناق الذي اختارته الأمم المتحدة ليكون سفيرًا للنوايا الحسنة، كان يؤمن منذ انطلاقته بأن الفن رسالة ومهمته كبيرة، ويقول في لقاء تلفزيوني: "الفن والثقافة هما هويتنا العربية ويجب أن نكون صادقين حتى تصل تلك الثقافة إلى الناس في كل مكان، فأنا أغني لأوثق حياة، لأن التوثيق جزء من شخصيتي كفنان، وأحب أن اختار ما أغنيه وألا يُفرض عليّ شيئًا، لذلك اخترت أن أكون امتدادًا للماضي وأتعايش مع الحاضر، وأن تكون لديّ رؤية للمستقبل.

فلسطين رسالته

بما أن الفن رسالة، حمل لطفي بوشناق القضية الفلسطينية في قلبه، لذا تجده من حين لآخر يذهب إلى القدس ويتجول بين شوارعها يسجل الحلقات التلفزيونية، ويوثّق تواجده، ويجوب الشوارع بين الناس يحكي معهم ويغني لهم: "تبقى فلسطين بالعالي وأغلى من أغلى غالي"، كما سبق أن وضع يده بجانب نجوم الوطن العربي وقدم معهم الأوبريت الذي جاب الأوطان العربية، "الحلم العربي".

ملامح مشروعه الفني

تعاون لطفي بوشناق في مشواره الفني الكبير مع العديد من الملحنين والشعراء من كل الدول العربية، وقدّم ما يزيد على 5 ألبومات، بجانب أغانيه المستقلة، لكن حينما سألته مذيعة عن الشخص الذي شكّل ملامح مشروعه الفني، رد قائلًا: "الشاعر التونسي آدم فتحي، فقد حقق نقلة في حياتي الفنية وثقافته واختصاصه فرقوا معي، ووضعنا سويًا استراتيجية واضحة الملامح، فتشعر أنه يعبر عن ما بداخلي بالكلمة وأنا أُعبر عنه بالصوت فقد كرّث حياته للفن".

لا أندم على أغنية

لطفي بوشناق الذي تزوج وأنجب ولدين، هما المخرج عبدالحميد وحمزة، لم يندم في مشواره الفني على أغاني قدمها، ويقول: "أنا أختار أعمالي بتأني واستشير آدم فتحي وبعض أصدقائي ومجموعة من المثقفين خارج المجال الفني، وإذا اتفق شخصان على أن العمل ليس جيدًا أُلغيه.

تجربة تضيف للتاريخ

سألت مذيعة يومًا لطفي بوشناق، هل من الممكن أن تقدم سيرتك الذاتية؟ فرد قائلًا: "ما زلت في أوج العطاء ومسيرتي الفنية هي موروثي الغنائي الذي أتركه ليحكي عني دائمًا، وأتمنى أن تضيف تجربتي الفنية للتاريخ، وأنا راضٍ عن نفسي".