الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماري منيب.. أسطورة كوميدية قست عليها الحياة

  • Share :
post-title
ماري منيب

Alqahera News - إيمان بسطاوي

في عمر الـ14 عامًا وطأت قدم الفنانة "ماري منيب" خشبة المسرح كمطربة وليست كممثلة، كما عرفها الجمهور من خلال رواية تحمل اسم "القضية نمرة 14"، واستمرت في الغناء بتقديم مسرحية "العشرة الطيبة" التي لعبت بها دور "ست الدار" مع زوجها الأول فوزي منيب.

حياة قاسية

"حياتي كلها دراما وغُلب".. بهذا الحديث عبّرت "ماري منيب" - الذي يواكب اليوم ذكرى وفاتها - عن قسوة حياتها التي عاشتها، فهذه السيدة التي ملأت الدنيا ضحكًا وبهجة أصبحت بسببها أسطورة الكوميديا، لم تخلو حياتها من البؤس، بداية من نشأتها في بيروت بعد أن تركهم والدها الذي كان يعمل موظفًا بأحد البنوك وأدمن القمار، بحسب ما قالته عن قصة حياتها: "والدي كان يعمل موظفًا في البنك، لكنه من مدمني لعب القمار، وهو ما دفعه لترك أسرته واتجه لمصر بحجة أنه سيجلس 15 يومًا، ليغيب عنا لمدة عامين، والبعض نصح أمي بالذهاب إليه، لكن تصادف عودته إلى بيروت في نفس الوقت الذي سافرت فيه أمي إلى مصر، فمكثنا مع خالي للبحث عنه، ولم تكن تعرف أنه عاد لبيروت بل توفي أيضًا، فعلمت أمي بالأمر بعد فترة، وولم يترك والدي سوى مبلغ 5 آلاف جنيه كنا نعيش منه، وأمي كانت تعمل في الخياطة والتطريز، وحاولت أنا وشقيقتي أن نعمل من أجل مساعدتها، وبالفعل عملنا بالمسرح من أجل لقمة العيش، ونجحت في العمل مع فرقة نجيب الريحاني".

رهبة الجمهور

ساهم الفن في تغيير "ماري سليم حبيب نصرالله" الشهيرة باسم "ماري منيب" وأكسبها بعض الصفات، وإذ لم تكن تتمتع بالجرأة التي أصبحت عليها فيما بعد، لتقول عن ذلك في لقاء تلفزيوني سابق: "كنت خائفة من الجمهور في أول مرة أقف فيها على خشبة المسرح، لدرجة أنني وقعت على الأرض وأغمضت عيني بعد أن رأيت الجمهور ورفضت النهوض من مكاني، واضطر فريق العمل لسحبي من على الخشبة، وفي اليوم التالي من عرض المسرحية بسبب شدة خجلي ورهبتي رفضت أن أفتح عيني في أثناء وقوفي على المسرح، لكن مع الوقت أصبحت جريئة".

فرقة نجيب الريحاني

كانت فرقة نجيب الريحاني لها مكانة خاصة في قلب "ماري منيب" وأحد أعضائها الرئيسيين، وقدمت معها أمتع الروايات للجمهور، حتى عند تعرضها لأزمة صحية رفضت أن تغيب عن الفرقة، تقول عن ذلك: "فرقة نجيب الريحاني تعز علىَّ ولا أستطيع أن أغيب عنها لحظة حتى في تعبي، وتعرضي لأزمة صحية كان أمامي إما العمل في السينما أو فرقة الريحاني، فاخترت الفرقة، وأتمنى العمل بها حتى الموت، وعندما كنت أسافر للبلدان العربية كانوا يسألونني عن غيابي عن السينما وتأثرت بكلامهم، وبالفعل عدت للسينما بعد غياب بفيلم "لصوص لكن ظرفاء".

حب ووجع

طرق الحب قلب "ماري منيب" في عمر مبكر، بعدما وقعت في غرام "فوزي منيب" الذي كان يعمل في فرقة نجيب الريحاني، لتتزوجه دون علم والدتها وضد رغبتها وتنجب منه ولدين، وعملت معه في الإسكندرية ثم عادا إلى مصر، لكنها ندمت على هذه الزيجة وانفصلت عنه بعد فترة، بعد أن وقع زوجها في غرام فتاة أخرى، ومع مرور الأيام هربت الأخيرة مع أحد أعضاء الفرقة، ليقابل "فوزي" طليقته ماري منيب ويخبرها بالأمر، وتكشف له أن دعوتها استجيبت بعد أن طلبت من ربنا "بأن يحرق قلبه على حبيبته مثلما حرق قلبها".

تضحية

ضحت "ماري منيب" كثيرًا في حياتها، حيث وافقت على الزواج من "عبدالسلام فهمى" زوج شقيقتها "أليس"، بعد وفاتها، طالبًا منها الزواج من أجل تربية أولاد شقيقتها، وقد غيّرت هذه الزيجة مجرى حياة "ماري" حيث غيرت اسمها لـ أمينة عبد السلام، لكنها ظلت تعمل بالفن حتى آخر يوم في حياتها.

حصيلة فنية

قدمت "ماري منيب" أكثر من 200 عمل فني سواء في السينما والمسرح، واشتهرت بشخصية "الحماة" في أكثر من فيلم سينمائي مثل "الحموات الفاتنات ـ حماتي قنبلة ذرية ـ وحماتي ملاك"، كما قدمت عددًا كبيرًا من المسرحيات مثل "إلا خمسة ـ و"30 يوم في السجن ـ تعيش وتاخد غيرها ـ ولو كنت حليوة" وغيرها.

رفض التلفزيون

رفضت ماري منيب التي توفيت في 21 يناير عام 1969، دخول الشاشة الصغيرة، إذ بررت موقفها عندما سألها الفنان شكوكو عن سر غيابها عنه، لتقول في برنامج مع الإعلامي وجدي الحكيم: "التلفزيون مبتدئ وأنا سيدة عتيقة في الكار، وطريقة الأداء في التلفزيون لا تتناسب مع طريقة أدائي، ففي التلفزيون يريدون تحفيظي الجملة والكلام بسرعة دون طعم، وأعترف أن الفن موهبة من عند ربنا، وأنا من هواة التخصص وربما هذا سبب آخر في أنني لم أدخل مجال التلفزيون، لأنني أشعر أن الفنان يتشتت عندما يوزع جهده على السينما والتلفزيون والمسرح، وبالتالي لا يؤدي فنه بشكل جيد".