الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ياسين التهامي: أنا مريض دواؤه الكلمة والإحساس.. وأعشق أم كلثوم

  • Share :
post-title
ياسين التهامي

Alqahera News - إيمان بسطاوي

"يا ملهمي" و"أكاد من فرط الجمال أذوب"، وغيرها من الكلمات التي تعبر عن العشق الإلهي، وتجسد روحانيات عالية تنطلق في عوالم من السمو الروحي، ينشدها المداح المصري ياسين التهامي، الذي ملأ الدنيا بجمال صوته وعذوبة كلماته، ليجتمع في حبه المريدين شرقًا وغربًا، ليس فقط في مصر ولكن بأرجاء العالم.

نصف قرن من العطاء المتواصل لشيخ المنشدين ياسين التهامي بدأها عام 1973، ليشكّل جزءًا من وجدان مصر، الذي قال عن رحلته وبداية مشواره، في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: "لا أعلم كيف مرت هذه الرحلة، والتي بدأتها من أسوان إلى الإسكندرية في عام واحد، تأثرت خلالها بنشأتي في أسرة متصوفة، إذ إن والدي من علماء الزهد وهو ما أثر في تكويني، وأتذكر المناسبات التي كان يتجمع فيها الأحباب في أوقات مختلفة، سواءً في الأعياد أو المولد النبوي وغيرها، فضلًا عن أنني تأثرت أيضًا في حياتي بدراستي في الأزهر الشريف، واستمد طاقتي من النبي محمد".

ياسين التهامي في معرض القاهرة الدولي للكتاب

الكلمة سفير العقل

يجمع ياسين التهامي بين قوة اللفظ وسلامة التعبير واللغة العربية الفصحى في أناشيده التي يتغنى بها، ليقول عن ذلك: "يرجع تمسكي باللغة العربية الفصحى في قصائدي إلى تأثري بالقرآن الكريم، ثم نشأتي العائلية والفترة الوجيزة التي قضيتها في الدراسة الأزهرية فكانت الكلمة سيد الموقف، ودائمًا أقول إن الكلمة سفير العقل إذا خاطب العقل، وسفير اللسان إذا خاطب اللسان، فكانت الكلمة أولًا وأخيرًا سببًا في إتقاني اللغة العربية، فأنا أعتبر الكلمات دواء لكل داء".

وعن كيفية ومعايير اختيار قصائده، يقول "التهامي": "لا أختار القصائد وهذا ليس تعاليًا، ويمكن أن أصف نفسي بأنني مريض يبحث عن الدواء من خلال الكلمة المناسبة وتذوقها بالإحساس، وطالما وُجِد الإحساس فيكون هناك فهم وتلاقٍ مع المحبين".

كان شيخ المنشدين أول من أدخل الآلات الموسيقية إلى الإنشاد، وعن ذلك قال: "منذ صغري أتذوق الموسيقى وأنا مدمن لصوت السيدة أم كلثوم طوال عمري، وجلبت آلات موسيقية كثيرة احتفظ بها منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكنني عندما كنت أعزف عليها أشعر أن ما بداخلي أكبر من أن تترجمه أصابعي، وكوكب الشرق كانت تمثل نموذجًا بالنسبة لي في الاحترام".

أخاطب الوجدان

‏يبقى ياسين التهامي شخصًا استثنائيًا اجتمع على محبته الكثيرون، إذ يؤكد أنه لم يواجه أي انتقاد أو معارضة طول حياته: "لم أواجه أي معارضين لي من بداية مشواري فأنا أخاطب الوجدان".

‏وعن اختلاف الفئات التي تجتمع على حبه من داخل مصر وخارجها يقول: "محظوظ أن جمع المحبين في حفلاتي وحلقات الذكر والإنشاد لا يخلو من كل التخصصات في كل علم مع الفروق السنية، فهناك اختلاف بين المحبين فبعضهم لديه ثقافة حسية بمعنى أنه يكون متفاعلًا من تأثير الكلمة عليه، وبعضهم يجمع بين الثقافة العلمية والحسيّة".

أنشد التهامي في كل بقعة في مصر وخارجها بدول كثيرة، ويقول عن المكان الذي يتمنى الإنشاد فيه: "لا يوجد مكان محدد ولكن يكفيني أن يوجد به الحب".