الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحد رواد السينما الصامتة.. باستر كيتون صاحب الوجه الصخري الذي نافس شارلي شابلن

  • Share :
post-title
الممثل والمخرج الأمريكي باستر كيتون

Alqahera News - رشا حسني

يعد باستر كيتون الذى تحل اليوم الذكرى الـ 57 لوفاته، أحد أهم رموز فترة السينما الصامتة في العشرينيات، ممثل ومخرج أمريكي اشتهر بأدائه الكوميدي الذي اعتمد بشكل واضح على الأداء الحركي والجسدي وعدم التعبير كثيرًا بوجهه، حتى لُقب بصاحب الوجه الصخري أو الحجري وصاحب التعبير الواحد.

كان كيتون مبُتكرًا سواء على صعيد أفكار أفلامه أو كيفية تنفيذها، مما جعل الناقد الشهير روجر إيبرت يقول عنه: "إنه أعظم ممثل ومخرج في تاريخ السينما".

الطفولة

ولد جوزيف فرانك كيتون في 4 أكتوبر 1895، بمدينة بيكوا، بولاية أوهايو الأمريكية، إذ كان والديه جو وميرا ممثلين مسرحيين مخضرمين، فيما بدأ كيتون مجال التمثيل والأداء للمرة الأولى في سن الثالثة عندما استعانا به في عملهما.

وصف كيتون العمل مع والديه بمجال التمثيل في تلك السن الصغيرة، بأنه كان أمرًا مُسليًا ومُضحكًا بقدر ما كان صعبًا أيضًا، وخلال عمله في العروض المسرحية بتلك الفترة، تعلّم كيتون التحلي بذلك المظهر الجامد الذي سيصبح فيما بعد السمة المميزة لمسيرته الكوميدية.

البداية

قدّم كيتون في عام 1917 أول أفلامه السينمائية The Butcher Boy، وعلى مدار العامين التاليين، واصل العمل عن كثب مقابل 40 دولارًا في الأسبوع.

في عام 1920، بدأ كيتون إخراج مجموعة أفلام متوسطة الطول تعتبر حاليًا من كلاسيكيات السينما، منها One Week عام 1920، The Playhouse عام 1921، وCops عام 1922.

في عام 1923، بدأ كيتون في إخراج الأفلام الطويلة The Three Ages عام 1923، وSherlock, Jr عام 1924، بالإضافة إلى الفيلم الذي يعد أحد أفضل أفلامه على الإطلاق The General عام 1927، الذي لعب فيه كيتون دور مهندس قطار في الحرب الأهلية، وبينما تعرض الفيلم لخيبة أمل تجارية في شباك التذاكر، لكن تم الترحيب به لاحقًا باعتباره قطعة رائدة في مجال صناعة الأفلام والسينما بشكل عام.

عاصر كيتون في ذروة حياته المهنية، في منتصف عشرينيات القرن الماضي، نجوم آخرين لفترة السينما الصامتة الذين نافسهم وتفوق عليهم في أحيان كثيرة، منهم تشارلي تشابلن، الذي وصل راتبه 3500 دولار في الأسبوع، وبنهاية العشرينيات بنى منزلًا بقيمة 300 ألف دولار في بيفرلي هيلز.

التراجع والانهيار

في عام 1928 اتخذ كيتون الخطوة التي وصفها لاحقًا بأنها خطأ حياته. مع ظهور الأفلام الناطقة، وقع كيتون عقدًا مع شركة MGM لإنتاج سلسلة من الأفلام الكوميدية الناطقة الجديدة، وحققت الأفلام نجاحًا في شباك التذاكر، لكنها افتقرت إلى نوع الكوميديا الخاصة بكيتون والمميزة له.

وأرجع كيتون السبب وراء ذلك إلى حقيقة أنه عند توقيع العقد تخلى عن جزء من أحقيته في سيطرته الإبداعية على الأفلام، ومن بعد تلك الفترة سرعان ما بدأت حياة كيتون المهنية في الانهيار، الذي سرعان ما أمتدت إلى حياتة العائلية، بعد زواجه من الممثلة ناتالي تالمادج، التي أنجب منها ولدين، وأصبح يعاني من مشكلات تتعلق بإدمان الكحول والاكتئاب.

في عام 1934، مع إنهاء عقده مع MGM، قدم كيتون طلبًا لإعلان إفلاسه، وبلغ إجمالي أصوله المدرجة 12000 دولار فقط، وبعد عام واحد فقط طلق زوجته الثانية ماي سكريفن.

انتعاش أخير

في عام 1940، بدأت حياة كيتون تتحول نحو الأفضل إذ تزوج للمرة الثالثة من راقصة تبلغ من العمر 21 عامًا تُدعى إليانور موريس، التي كان لها الفضل في تحقيق الاستقرار له خلال تلك الفترة الصعبة في حياته.

عاد كيتون إلى عالم الشهرة والأضواء مجددًا في فترة الخمسينيات، بعد أن قدم التلفزيون البريطاني سلسلة من الحلقات عن ممثلين الكوميديا الرواد.

وفي الفترة نفسها بالولايات المتحدة أيضًا، أصبح الجمهور الأمريكي على دراية بكيتون بعد أن قام بأداء شخصيته الحقيقية في Sunset Boulevard للمخرج بيلي وايلدر عام 1950، ثم فيلم Limelight من إخراج تشارلي تشابلن عام 1952.

عادت لكيتون جزءًا من مكانته بعد أن اشترك في عدد من البرامج والإعلانات التجارية الأمريكية، وفي عام 1956، حصل على 50000 دولار من شركة باراماونت مقابل إنتاجها فيلمًا عن حياته بعنوان The Buster Keaton Story، التي تتبع حياة الممثل من أيام عمله الأولى حتى صعود نجمه في هوليوود.

خلال هذا الوقت، أعاد عشاق الأفلام اكتشاف أعمال كيتون من عصر السينما الصامتة، وفي عام 1962، أعاد كيتون، الذي احتفظ بكامل حقوقه في أفلامه القديمة، إصدار فيلم The Generalواستقبل جمهور الخمسينيات الفيلم بذهول شديد، كما نال ثناء قطاع عريض من الجمهور والنقاد في جميع أنحاء أوروبا.

في أكتوبر 1965، بلغت شهرة كيتون ذروتها بعد أن وصلته دعوة لحضور مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إذ كان يُعرض له أحدث أفلامه، فيلم صامت مدته 22 دقيقة مأخوذ عن نص للكاتب صمويل بيكيت، كان كيتون قدمه في نيويورك العام السابق، وبعد عرض الفيلم تلقى كيتون تحية كبيرة وتصفيقًا حارًا لمدة خمس دقائق متواصلة من الجمهور.

تأثر كيتون بالموقف كثيرًا وقال: "هذه هي المرة الأولى التي أُدعى فيها إلى مهرجان سينمائي، لكني آمل ألا تكون الأخيرة".

استقرت حياة كيتون المادية في تلك الفترة، وأصبح يجني 100 ألف دولار في العام، نتيجة لعمله بالإعلانات التجارية.

في عام 1960 حصل كيتون على جائزة أوسكار شرفية عن مجمل أعماله وتاريخه ومشواره الفني والسينمائي الحافل.

الوفاة

في 1 فبراير 1966، توفي كيتون بمنزله في أثناء نومه بسبب مضاعفات سرطان الرئة، ودُفن في مقبرة حديقة فورست لون التذكارية.