الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نجل وديع الصافي في ذكرى ميلاده: أنفق أمواله في الخير.. ونجهز عملا يروي سيرته - خاص

  • Share :
post-title
وديع الصافي

Alqahera News - محمد عبد المنعم

في العام 1921 جاء إلى العالم "وديع بشارة يوسف فرنسيس"، لأسرة بسيطة الحال وعاش طفولة مليئة بالحرمان، ولكن هذه الظروف صنعت من "وديع" شخصًا يحمل صفات اسمه، يريد التغيير والبحث عن مستقبل أفضل، وبعد أقل من عشر سنوات من ميلاده تترك العائلة مكانها وتنزل إلى المدينة، وتحديدًا عام 1930، ومن هنا يبدأ هذا الشاب الفقير خطواته نحو الحلم، بعد أن يدخل المدرسة ويغني للطلاب فيعجبوا بصوته، فيقرر عام 1938 أن يدخل اختبارات الإذاعة والتلفزيون في زمن الانتداب الفرنسي، ومن بين 40 متسابقًا يخطف "وديع" لجنة التحكيم بصوته العذب، ويقرروا أن يطلقوا عليه اسم "وديع الصافي".

من هذه النقطة انطلق "الصافي" في رحلة البحث عن الفن لا المادة، يغني ويشدو ويملأ الأرض بصوته العذب، ليسمعه الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب وهو يغني "ولو هيك بتطلعوا منا؟.. وماتعودوا تسألوا عنّا ولو عالقليلة تذكروا الماضي..بسمة على شفاف الهوى كنا" فيصدم ويقول: "من غير المعقول أن يملك أحد هذا الصوت"، لتشكل تلك اللحظة علامة فارقة في تاريخ العملاق "وديع الصافي" الذي أطلق عليه فيما بعد بلبنان ألقاب "صوت الجبل - قديس الطرب- عملاق لبنان"، وفي مصر "مبتكر المدرسة الصافية".

من مال الخيرين نجود

وحرص "جورج" نجل الراحل، على أن يروي لموقع "القاهرة الإخبارية" كواليس حياة هذا العملاق في ذكرى ميلاده اليوم، حيث قال: هذه الذكرى المئة وواحد لوالدي، فهو شيخ الفنانين، وسيرته الطيبة دائما متواجدة بين الناس، وكل من حوله يعرفون إنسانيته، فقد كان لا يتكبر، وسندًا وعونًا لكل من حوله، وكان دائمًا ما يقول: "يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن من مال الخيرين نجود"، لذلك سخّر صوته الذي وهبه الله لعمل الخير والجمعيات الخيرية للمُسنين والعاجزين وقام ببناء المدارس، والمساجد، والكنائس، وكان رائدًا للأغنية الوطنية ويحب الغناء للبنان.

فرح ودموع

يؤكد نجل الراحل: الوطنية عند والدي لا تتجزأ، وهو ما تعلمناه من خلال صوته المعجزة وروحه الطيبة، وذكرياتنا معه، ليؤسس بداخلنا خلطة من الأشواق والفرح والدموع، فكل يوم هناك ذكريات تتكرر، وأخرجنا ذرية صالحة ونقلنا تاريخه لأبنائنا ليستكملوا مسيرة جدهم بالفن السليم بالطريقة القويمة.

إنتاج قصة حياته

ويكمل جورج:" كان والدي معروفًا بسرعة البديهة، وكان قريبًا مِن كل مَن حوله، ويمتلك اللباقة وخفة الظل وضحكته المعهودة من القلب، رغم أنه منذ ميلاده وهو يمر بظروف صعبة وفقر وحرمان، وهو ما منحه قوة كبيرة ليكون على المستوى الإنساني والفني عَلمًا، ويقدم من قصة حياته كتبًا، وبالفعل هناك مشروع لتصوير قصة حياته؛ لأن هناك الكثير لم يكتب عنه، ومصر لها الحصة الأكبر في حياته، كما أن هناك مجموعة من الأغاني الخاصة به نخطط لإنتاجها قريبًا.

جمع تراثه

"انسحرت من استقباله الرائع" هكذا يحكي رئيس "لجنة تكريم رواد الشرق" أنطوان عطوي عن مقابلته الأولى لـ "وديع الصافي"، حيث يقول لـ القاهرة الإخبارية:" شعرت في قلبه بالحنين، فهو لا يتكرر، ومن النادر أن يأتي شخص مثل "وديع الصافي" من جديد، فقد ظل حتى آخر لحظة بحياته يملك روح الشاب ويغني بشغف البدايات ولم ييأس من الموت، وكان يغني بعض الأعمال بالبيت، ومقابلات لم تسجل، ونتعاون مع أولاده وعائلته الكبيرة لجمع تراثه.

وعن لحظة رحيله المؤلم قال: "فقدانه كبير بالنسبة لنا، ولم يكن هينًا، فوقع خبر وفاته كالصاعقة على اللبنانيين، ومهما كبرنا لا ننسى لحظة رحيل هذا العملاق، ولكن "وديع" بقى بقلوب كل الوطن العربي، بفنه وتاريخه وألحانه أسطورة سيظل يكتب عنها التاريخ في صفحاته".