الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كيف تؤثر انتخابات الكونجرس في السياسة الخارجية الأمريكية؟

  • Share :
post-title
مبنى الكونجرس الأمريكي (كابيتال هول)

Alqahera News - مروة الوجيه

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، التي تنطلق في 8 نوفمبر الجاري، تبرز تقارير عدة تأثير هذه الانتخابات في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصةً بعد توتر الأوضاع الداخلية، وتفاقم الأزمات في الداخل الأمريكي؛ على إثر عدد من القرارات التي تمّ اتخاذها ضد روسيا والصين وأوكرانيا بصورة خاصة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث زلزال في السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، حال فوز حزب الجمهوريين، في هذه الانتخابات الحاسة.

تحول سياسي

نشرت صحيفة "ذا هيل" التابعة للكونجرس الأمريكي تقريرًا، أوضحت خلاله أن هناك قلقًا قويًا في أمريكا والعالم من التأثير المحتمل للانتخابات على جملة من القضايا المحلية والدولية، ومن أبرزها الاقتصاد والهجرة والسياسات المتعلقة بالرعاية الصحية والحرب في أوكرانيا وأيضًا العلاقات مع الصين، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.

وقالت الكاتبة "تارا سونينشاين"، الأستاذة في كلية "فليتشر" للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس (Tufts University) الأمريكية، إن انتخابات الكونجرس تؤثر بصورة كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية ككل، وتؤثر نتائجها في قضايا محورية عديدة من أهمها الحرب في أوكرانيا على سبيل المثال.

وأشارت سونينشاين إلى أن هناك انقسامات حزبية في صفوف الناخبين الأمريكيين بشأن سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الصراع الروسي الأوكراني، وحال فوز الحزب الجمهوري بأغلبية الأعضاء في الكونجرس بغرفتيه النواب والشيوخ خلال انتخابات نوفمبر، فإن ذلك يعيد نهج الرئيس السابق دونالد ترامب المبني على شعار "أمريكا أولًا"، ومن ثم يؤثر في الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

أوكرانيا.. القضية الفارقة

وأشارت الكاتبة الأمريكية إلى أن الكونجرس لديه نفوذ قوي، وفي بعض الأوقات يفوق قوة الرئيس الأمريكي نفسه، خاصةً فيما يتعلق بسلطات الحرب، وذلك يعني أن الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، ستحدد حجم الرد الأمريكي على الأنشطة العسكرية الروسية، بما في ذلك استخدام ما يسمى بـ"القنبلة القذرة" في أوكرانيا أو حال استخدام موسكو للأسلحة النووية التكتيكية.

في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضي، اقترح زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي، وهو أهم سيناتور جمهوري في مجلس النواب، أن الكونجرس إذا سيطر عليه الجمهوريون سيكون غير راغب بكتابة "شيك على بياض" لأوكرانيا.

وقال مكارثي في مؤتمر صحفي: "أعتقد أن الناس سيواجهون ركودًا اقتصاديًا، ولن يكتبوا شيكًا على بياض لأوكرانيا".

كما عبّر جمهوريون آخرون عن شكوك مماثلة. ففي مايو الماضي، قال السيناتور عن ولاية ميسوري جوش هاولي إن المساعدات الأوكرانية "ليست في مصلحة أمريكا" و"تسمح لأوروبا باستغلالها".

صوّت العشرات من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين ضد مشروع قانون المساعدات الأوكرانية، وفي سبتمبر أيضًا صوّت جميع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين باستثناء 10 ضد حزمة تمويل حكومية تضمنت مليارات الدولارات المخصصة لأوكرانيا.

من جهة أخرى، يواجه الاقتصاد الأمريكي حالة ركود ضخمة، كما أعلن صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال الـ12 شهرًا المقبلة. ويأمل الجمهوريون في أن تكون قضية تقديم المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا بمنزلة "فرصة"، تثبت خطأ سياسة الديمقراطيين مع قرب انتخابات التجديد النصفي.

تغيرات سياسية

وأبرز مقال "ذا هيل" أن السياسات المتعلقة بالصين من ضمن القضايا التي يملك الكونجرس سلطات بشأنها، وأن هناك اتفاقًا بين الحزبين بشأن سياسة الولايات المتحدة والصين ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، لكن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية واشتعال الشارع الأمريكي بهذه الصورة، ربما يكون التغيير من سياسة الصين أو تخفيف التوتر أمرًا واردًا.

وخلصت تارا سونينشاين إلى أن انتخاب أعضاء جدد في الكونجرس وتغيير التوازن الحزبي داخله نتيجة للانتخابات التي على الأبواب، ربما تأتي معه خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين حول قضايا مثل تايوان والوجود الأمريكي في آسيا وربما قضية النووي الإيراني.