الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صباح فخري.. صوت سوريا الذي جاب العالم

  • Share :
post-title
صباح فخري

Alqahera News - محمد عبدالمنعم

صوت سوريا وابن مدينة حلب الذي ولد عام ١٩٣٣ وحمل اسم "صباح الدين أبو قوس"، الذي انطلق في عالم الطرب ليصبح اسم صباح فخري علامةً مضيئة ومهمة وحالة لن تتكرر، فالاسم وحده يكفي أن يملأ كتب التاريخ بالحكايات والفن والغناء، فهو صاحب رحلة مليئة بالطرب الأصيل، وقارئ للأدب ومعلم للأجيال، نقيبًا للفنانين، وعضوًا في مجلس الشعب، وحافظًا للقوانين، وكاسرًا للأرقام القياسية، مليئًا بالإنسانية، وعاشقًا يغني للوطن "حكاية شهيد".

صباح فخري.. صوت سوريا الذي جاب العالم

تناول كثيرون رحلة صباح فخري، ولكن من الصعب أن ترصد كل مراحل حياة هذا العملاق في بضعة أسطر، ولكننا في هذه السطور نرصد ونسرد في ذكرى وفاته كيف حكى عن حياته ومحطاته.

نقل التراث

بدأ مشوار صباح فخري مبكرًا، إذ سار وراء حلمه، وتربى على يد كبار المنشدين ليقدم 162 موشحًا، تغنى بالمواويل وحفظ شعر المتنبي وابن الفارض، وأخذ على نفسه عهدًا أن يكون مدرسةً للطرب الأصيل، وعن ذلك يقول: "وضعت تراث العرب أمام عيني"، وبالفعل جاب المدن لينقل تاريخ بلاده إلى كل العالم العربي والعالمي، وغنى لمدة 10 ساعات على المسرح ليقف الجميع متعجبًا كيف يستطيع فنان أن يصمد ويغني كل هذا دون أن يستريح، ولكن راحته كانت في الغناء على المسرح ليحطم رقمًا قياسيًا ويدخل موسوعة جينيس.

صباح فخري

المطربون العرب

دافع صباح فخري عن المطربين والتنوع الموسيقي الموجود على الساحة، حتى لو كان بعيدًا عمّا يقدمه، إذ قال في لقاءاته التليفزيونية: "المهم بالنسبة لي أن يستمر الفنان، ويبقى على الساحة فلكل عصر فنه، والموسيقى والغناء موجودين منذ أن خلق الله الأرض، وتختلف من شخص لآخر لأن هذا ضروري، فالحياة متنوعة والله خلق الليل والنهار فالتغيير هو الحياة، وعلينا أن نتقبله".

ويتابع بشغف قائلًا: "العمل الجيد يدوم ويبقى، ولدينا ملحنون رائعون على الساحة العربية وبارزون، وقدموا أغاني لكبار النجوم منهم سهيل عرفة، وحلمي بكر، وكمال الطويل، وتظل أعمالهم بيننا حتى الآن".

ضليع بالقوانين

قرر صباح فخري أن يخدم أهل الفن، وألا يقتصر دوره على الغناء فقط، فقد احتل منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب وعضو في مجلس الشعب السوري لعام 1998.

وقال في لقاء سابق: "أنا متحمل لمسؤولية كبيرة في المجتمع، وعلينا أن نقدم واجبنا للإنسانية والوطن العربي، فلنا دور في هذه الحياة، وهو العطاء والبناء، وعندما يتسلم أحد منصبًا أو مكانًا، تكون المهمة أكبر على عاتقه، وأنا أحد المؤسسين في نقابة الفنانين، وضليع بالقوانين النقابة، وحينما يطرح أي موضوع يخص الفنانين، فلدي القدرة على أن أقوم بواجبي، ومن جهة أخرى كإنسان لدي خبرة في الحياة".

صوت سوريا

أيام صعبة

يرى صباح فخري ان جيل الشباب الحالي من الفنانين محظوظ، وان المطرب منهم لديه القدرة على ان يصل صوته لكل البلاد والأشخاص بسهولة بعكس أيامه التي قال عنها: "عشنا أياما صعبة في وقت كان من يقول إنه مطرب يطرد من بيته، فقد قضينا أنا وأبناء جيلي عشرات السنوات بين البيوت والبلاد حتى نشتهر ويعرفنا الناس، لكن الوقت الحالي أصبح الأمر سهلا، ولكن ينقصهم التعلم والتثقف، وعليهم أن يشعروا بالمسئولية".

يواكب العصر

مكتبة صباح خيري مليئة بألاف الأغاني فهو صاحب" مالك يا حلوة مالك"، "خمرة الحب اسقنيها"، "قدك المياس"، ولكن على الرغم من هذا يحب أن يطلع دائما على كل جديد ويدرس ويتعلم، حيث يقول : "أتابع تعليمي وأطّلع على ما لا أعرفه في الموسيقى والأدب والشعر لأواكب العصر اليوم". 

وفاته 

وفي صباح حزين جاب صباح فخري سوريا ولكن هذه المرة بجثمانه ليخيم الحزن على جمهوره في الوطن العربي، وتتحول زغاريد النساء وصيحات الجمهور إلى بكاء ونحيب، وفي قلب مدينته التي غني لها مواويله دفن هذا الصوت الرائع، ولكن صداه مازال يجوب العالم وتسمعه في كل شارع فحينما يُذكر اسم صباح فخري الراحل في نوفمبر 2021 عن عمر ناهز 88 عاما يُذكر التاريخ والطرب الأصيل.

جنازة صباح فخري