الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تراث الأجداد.. اللغة المصرية القديمة حاضرة في أصوات الأحفاد

  • Share :
post-title
جانب من حفل موكب المومياوات- أرشيفية

Alqahera News - محمد عبد المنعم

في خطوة نحو إحياء التراث والتمسك بالهوية المصرية، قرر عدد من المطربين الاستعانة باللغة المصرية القديمة في تقديم أغانيهم بشكل جديد، من خلال نقل ثقافات قدماء المصريين إلى العالم كله، وجاءت تلك الخطوة بعد النجاح الكبير الذي حققته أنشودة إيزيس التي قدمتها السوبرانو العالمية أميرة سليم في افتتاح موكب المومياوات في عام 2021، الأمر الذي حمّس بعض المطربين لخوض التجربة بعد أن لمسوا تشوق الجمهور لمعرفة معاني الكلمات القديمة، والبحث في اللغة المصرية القديمة، في خطوة لإحياء التراث المصري الذي لا تنقطع عطاءاته رغم مرور آلاف السنين.

موضة غنائية أم خطوة جديدة للمعرفة وفتح آفاق جديدة في عالم الغناء مستوحى من تراث الأجداد يتناقله الأحفاد، كان هذا التساؤل الذي أجاب عنه عدد من المطربين والنقاد وعلماء الآثار والمتخصصين في اللغة المصرية القديمة، لاسيما أن هناك مطربين قرروا تعلم اللغة استعدادًا لطرح أعمال غنائية جديدة، بينهم المطرب المصري مدحت صالح الذي أعلن خوض هذه التجربة المميزة، عبر حسابة الرسمي على "فيسبوك" من خلال تقديم أغنية باللغة المصرية القديمة، وألحق المنشور بصورة مع الدكتور ميسرة عبد الله حسين، نائب الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة، الذي يقوم بتدريبه على تلك اللغة وإتقانها.

مدحت صالح

تجربة تحتاج إلى تدريبات كثيرة

أبدعت السوبرانو العالمية أميرة سليم بالغناء في موكب المومياوات وافتتاح طريق الكباش، بعد أن قدمت أغنية باللغة المصرية القديمة تحمل اسم "مروت آك"، لتلفت الأنظار حول هذا المشروع الغنائي المهم المستلهم من تراث الأجداد، وحول هذا الأمر قالت لموقع "القاهرة الإخبارية": "منذ بداياتي وأنا أحلم أن يكون لي مشروع خاص أقدم فيه أعمالًا باللغة المصرية القديمة ليتعرف الجمهور على لغتنا الأم، ووجدت ترحيبًا كبيرًا من الجمهور بعد تقديم أنشودة إيزيس في حفل موكب المومياوات".

أضافت: "الغناء باللهجة المصرية القديمة ليس أمرًا سهلًا، ويحتاج إلى تدريبات كثيرة لإتقان اللغة، ولكنني أحب التحديات لذلك أخترت أن أدخل مجال الغناء الأوبرالي رغم صعوباته، وكنت حريصة عند تقديم الأغنية أن أترجمها باللهجة المصرية والإنجليزية، حتى تنتشر على نطاق كبير ويكون هناك تواصل بين مختلف الأجيال والثقافات، وفرصة لنعرّف العالم على لغتنا القديمة".

أميرة سليم

وعي بالتراث وإحياء له

يشيد عالم الآثار حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية بتلك الخطوة، وقال عنها: "خطوة مهمة ووعي بتراثنا وإحياء له، ولكن الغناء باللغة المصرية القديمة أمر ليس سهلًا، وعلى من يأخذ تلك الخطوة أن يكون متقنًا للغة ولديه تقبل لها، لاسيما أن هناك متخصصين يدربون من يرغب في الغناء باللغة المصرية القديمة".

وأضاف: "هناك توضيح مهم، وهو أن الهيروغليفية نظام كتابة ولكن ليست لغة كما هو شائع على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما ما يُغنى نطلق عليه "اللغة المصرية القديمة"، وهناك العديد من القصائد الموجودة التي تصلح للتقديم لمن يرغب الإبحار في عالم قدماء المصريين.

عالم الآثار حسين عبد البصير

موضة لا تفيد الحركة الفنية

مجرد موضة.. هكذا رأت الناقدة المصرية د.ياسمين فراج اتجاه بعض المطربين للغناء باللغة المصرية القديمة: "حينما قدمت أميرة سليم أنشودة إيزيس، كان هناك حدث مناسب لهذا وهو موكب المومياوات، وكانت الأنشودة متناغمة مع الأجواء خاصة أنها قدمتها ببراعة".

وأوضحت: "اتجاه المطرب مدحت صالح أو غيره للغناء باللغة المصرية القديمة يأتي في نطاق موضة جديدة، بعد أن نجح هذا الاتجاه فأحبوا أن يقلدوه، كما أنه لا أحد يعرف كيف كانت الموسيقى وقتها فنحن نعلم الآلات المستخدمة في هذا الوقت، ولكن شكل الموسيقى الفرعونية غير معروف فلم يصل إلينا نوت موسيقية، لذا أرى أن ما يحدث موضة ولن يفيد الحركة الفنية بشيء".

الناقدة ياسمين فراج
Tags: