الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كوريا الجنوبية في مرمى الصواريخ.. غضب "كيم" يطلق صفارات الإنذار في سيئول

  • Share :
post-title
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون- أرشيفية

Alqahera News - سمر سليمان

تعيش كوريا الجنوبية حاليا فترة حداد وطنية إثر حادث "التدافع المميت" الذي أودى بحياة أكثر من 150 شخصًا، في العاصمة سيئول، ورغم ذلك فإن واحدًا من بين أكثر من عشر صواريخ أطلقتها كوريا الشمالية تجاوز خط الحدود الشمالي، اليوم الأربعاء، مطلقًا صفارات إنذار الغارات الجوية في جزيرة أولونج.

وللمرة الأولى منذ تقسيم الكوريتين، تتجاوز ردود كوريا الشمالية، على تدريبات عسكرية تجريها جارتها الجنوبية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مُطلقة خلال ساعات أكثر من 20 صاروخًا باتجاه سواحلها الشرقية والغربية.

استفزازات بيونج يانج

أكثر من 10 صواريخ من أنواع مختلفة، رصدها الجيش الكوري الجنوبي، في إفادتين منفصلتين، أطلقتها بيونج يانج، في سلسلة متتابعة، منذ السادسة من صباح اليوم، قبالة سواحلها الشرقية والغربية.

قال الجيش الكوري الجنوبي، في أحدث إفادة حتى كتابة التقرير، إن كوريا الشمالية أطلقت 6 صواريخ باتجاه البحرين الشرقي والأصفر، اليوم الأربعاء، بعد سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ في وقت سابق من اليوم.

أوضح الجيش الكوري الجنوبي في إفادة نقلتها وكالة الأنباء المحلية (يونهاب): "تم إطلاق الصواريخ الأخيرة، بما في ذلك ما يشتبه أنه صواريخ أرض-جو، من الساعة 4:30 إلى الساعة 5:10 مساء باتجاه البحر الشرقي من منطقتي "سوندوك" و"سينبو"، وباتجاه البحر الأصفر من منطقتي "كوايل" و"أونتشون".

الإطلاق الأخير جاء بعد ساعات فقط من إطلاق الشمال لما لا يقل عن 17 من الصواريخ الباليستية وغير الباليستية قبالة سواحلها الشرقية والغربية، بحسب وكالة (يونهاب).

ورصدت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه البحرين الشرقي والأصفر.

ذكرت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي في بيان: "الشمال أطلق 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى في البحر الأصفر من إقليم شمال "بيونج آن" في نحو الساعة 6:51 صباحًا، و3 صواريخ أخرى باليستية قصيرة المدى من موقع في مدينة "وونسان" الساحلية الشرقية أو حولها في نحو الساعة 8:51 صباحا".

أضافت هيئة الأركان المشتركة أن بيونج يانج بدأت في الساعة 9:12 صباحًا في إطلاق أكثر من 10 صواريخ، بما في ذلك ما يُفترض أنه صواريخ باليستية قصيرة المدى وصواريخ أرض-أرض، من مواقع مختلفة وإلى اتجاه البحر الشرقي والبحر الغربي.

في سابقة.. صاروخ يطال المياه الإقليمية لسيئول

للمرة الأولى منذ تقسيم شبه الجزيرة الكورية قبل أكثر من سبعة عقود، سقط صاروخ كوري شمالي بالقرب من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية، الأمر الذي زاد من حدة التوترات الحدودية بين الكوريتين.

أطلقت كوريا الشمالية ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى في البحر الشرقي، وحلّق أحدها عبر الحدود البحرية الفعلية مع كوريا الجنوبية، وتحطم بالقرب من المياه الإقليمية للجنوب، ما أدى إلى إطلاق صفارات التنبيه بخصوص غارة جوية في جزيرة أولونج. حسبما أفادت وكالة (يونهاب) المحلية.

في تنبيه نادر، أصدرت السلطات المحلية، صفارات الإنذار من غارة جوية على جزيرة أولونج بالقرب من دوكدو، بينما حلّق واحد من الصواريخ في اتجاه الجزيرة قبل أن يسقط في المياه الدولية.

قذائف تطال المنطقة العازلة الشرقية

لم تتوقف كوريا الشمالية بأن طال أحد صواريخها المياه الإقليمية لجارتها الجنوبية، بل تابعت تحذيراتها الرافضة للتدريبات العسكرية المشتركة بين سيئول وواشنطن، بسلسلة من القذائف المدفعية وجهتها صوب المنطقة العازلة الشرقية.

رصد الجيش الكوري الجنوبي أكثر من 100 قذيفة مدفعية أُطلقت نحو الساعة 1:27 مساء من بلدة "كوسونج" بإقليم "كانج وون" إلى المنطقة العازلة الشرقية، بحسب (يونهاب).

والمنطقة تم تحديدها بموجب الاتفاق العسكري الموقع بين الكوريتين، في 19 سبتمبر 2018، للحد من التوترات الحدودية.

رسالة تحذير رسمية لوقف الاستفزاز

أعلنت هيئة الأركان المشتركة أن كوريا الجنوبية بعثت برسالة تحذير رسمية إلى كوريا الشمالية لتحث نظام "كيم جونج-أون" على وقف جميع الأعمال الاستفزازية على الفور.

الرئيس الكوري الجنوبي يأمر بـ "رد سريع"

 لم تتوقف رودو كوريا الجنوبية على استفزازات بيونج يانج عند التحذيرات، كسابقتها، إذ أمر الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول الذي أدان عمليات إطلاق الصواريخ ووصفها بأنها انتهاك فعلي للأراضي الجنوبية، باتخاذ إجراءات سريعة لجعل كوريا الشمالية تدفع ثمن الاستفزازات.

ودعا "يون" الجيش، أثناء رئاسته اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي انعقد بعد عملية الإطلاق، إلى الاستعداد لمواجهة استفزازات إضافية وعالية المستوى من قبل كوريا الشمالية. 

دولة لا يمكن إصلاحها

 ندد الحزب الحاكم والمعارضة في كوريا الجنوبية، اليوم، بإطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية قصيرة المدى، وسقوط أحدها في منطقة قريبة من المياه الإقليمية للبلاد، مطالبين بضرورة أن يدفع نظام كيم جونج- أون الثمن.

وقال الرئيس المؤقت لحزب سلطة الشعب الحاكم، تشونج جين-سوك "يجب أن يعرفوا أن جميع الكوريين الجنوبيين في حالة حداد، لكنهم تمادوا باستفزاز آخر"، واصفًا كوريا الشمالية بأنها "دولة لا يمكن إصلاحها".

وقالت المتحدثة باسم الحزب الحاكم بارك جيونج-ها إن إطلاق بيونج يانج للصاروخ هو عمل "يعادل الهجوم المباشر على كوريا الجنوبية" وأن كوريا الشمالية "ستدفع الثمن".

أضافت "لا يمكننا قبول المزيد من استفزازات كوريا الشمالية أو التجربة النووية السابعة، وفي حالة حدوث هذا، فإن القوات المشتركة الكورية والأمريكية سترد بحزم". وذكرت أنه "يجب على نظام كيم جونج-أون استعادة سيطرته على نفسه وإصدار الحكم الصحيح".

كما دعا الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي، كوريا الشمالية إلى وقف الاستفزازات العسكرية والتعهد بعدم تكرار هذه السلوكيات. 

قال المتحدث باسم الحزب "ان هو-يونج": "نشعر بالغضب عندما نفكر في سكان جزيرة أولونج، الذين شعروا بالخوف بعد صدور أمر إخلاء وإصدار تنبيه حول غارة جوية بسبب استفزاز كوريا الشمالية".

خلفية التوتر بين الكوريتين

وتصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الأسابيع الأخيرة مع قيام بيونج يانج بإطلاق عدة صواريخ وقصف مدفعي وسط مخاوف متزايدة من أنها قد تجري تجربتها النووية السابعة قريبًا.

ياتي ذلك بينما تجري سيئول وواشنطن تدريبات "العاصفة اليقظة" التي تضم أكثر من 240 طائرة في شبه الجزيرة في محاولة لتعزيز الردع ضد تهديدات كوريا الشمالية، والتي تعتبرها الأخيرة تهديدًا واستعدادًا لحرب ضدها.

يذكر أن كوريا الجنوبية تشهد فترة حداد وطنية على حادث التدافع المميت الذي حدث في منطقة الحياة الليلية في إيتيوان في سيئول ليلة السبت الماضي، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 156 شخصًا.