الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمود ذو الفقار.. مهندس السينما الذي كسب رهانه على شادية

  • Share :
post-title
الفنان محمود ذو الفقار

Alqahera News - إيمان بسطاوي

رؤية ثاقبة وهندسية للأمور، سابق لعصره، وموهبة متنوعة ما بين التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج، هكذا يُمكن أن نرسم ملامح حياة الفنان محمود ذو الفقار، الذي أثرى السينما المصرية بالعديد من الأعمال التي تجاوزت 100 عمل فني.

استطاع محمود ذو الفقار أن يكون بوابة لأشقائه في دخول مجال الفن، ليصبح كلمة السر في أن تتحول أسرته إلى عائلة فنية بامتياز، إذ إن حب شقيقيه صلاح وعز الدين للفن وما شاهداه من شقيقهما الكبير محمود، كان دافعًا لهما لسلك نفس الطريق.

قبل نحو 111 عامًا، ولد محمود ذو الفقار في محافظة الغربية في مثل هذا اليوم 18 فبراير عام 1912، حيث قادته الصدفة للعمل بالفن بعد أن كان يعمل مهندسًا بوزارة الأشغال ثم وزارة الأوقاف في مجال الزخارف، ليشاء الحظ أن يلتقي بالمخرج حسين فوزي، ويحصل على دور أمام الفنانة عزيزة أمير عام 1937، ثم توالت الأعمال بعد ذلك ليصقل مشواره الفني بالعمل في الإخراج والإنتاج أيضًا، وخاصة بعد أن كون شركة إنتاج مع زوجته الفنانة عزيزة أمير.

اكتشف محمود ذو الفقار عددًا من المواهب، مثل الفنانة نجاة الصغيرة، كما آمن بموهبة الفنان فؤاد المهندس ليعطيه بطولة فيلم "بنت الجيران" بمساحة تمثيلية كبيرة، بعد رفض الفنان إسماعيل ياسين العمل بالفيلم لانشغاله في أعمال أخرى.

على مدار 4 عقود تقريبًا خلال الفترة من نهاية الثلاثينيات وحتى بداية السبعينيات أثرى محمود ذو الفقار الحياة الفنية بالعديد من الأفلام على مستوى الإخراج، مثل "الأيدي الناعمة" مع الفنان أحمد مظهر، و"للرجال فقط" مع الفنانة سعاد حسني ونادية لطفي، و"المرأة المجهولة" و"الرباط المقدس" وغيرها، كما شارك بالتمثيل في فيلم "أخلاق للبيع"، "الست الناظرة" و"الشك القاتل" وغيرها من الأفلام.

تمتع محمود ذو الفقار بالذكاء وقوة الشخصية والإصرار والتحدي، فكان لديه وجهة نظر أثبتت نجاحها، في فيلم "المرأة المجهولة"، إذ تحدى الجميع في اختياره لبطلة العمل الفنانة شادية، والتي كانت تلعب أدوار الفتاة الشقية ولكنه كسب الرهان والتحدي ونجح الفيلم بعد أن قدمت دور امرأة عجوز، وهي في عمر الشباب لتحوز على إعجاب الجمهور، ويحقق العمل نجاحًا كبيرًا.

كانت بعض أفلام محمود ذو الفقار تدور حول المرأة وقضاياها مثل "امرأة في دوامة" مع شادية، و"المتمردة" مع صباح، و"فتاة الاستعراض"، و"امرأة زوجي"، و"هارب من الحب"، و"فتاة من فلسطين" مع سعاد محمد، و"نساء محرمات"، و"حكاية 3 بنات"، و"حب المراهقات"، وغيرها الكثير.

كان ذو الفقار يمثل تميمة حظ لكل من يعرفه بمن فيهم زوجاته، وساهم في نقلهم إلى منطقة تمثيلية جديدة بالنسبة لهم، لبراعة تفكيره وقدرته على توظيف إمكانياتهم، فساهم في تقديم مريم فخر الدين للجمهور بشكل جديد، حتى إنها قالت في لقاء تلفزيوني لها: "لولا محمود ذو الفقار لم أكن وصلت لما أنا فيه فكان فنانًا حقيقيًا وصاحب فضل كبير وساعدني في الشغل وأخرج لي أفلامًا كثيرة، وخلال 8 سنوات وهي مدة زواجي منه قدمت أكثر الأفلام في مشواري الفني، فعلمني كيف أنظر للحياة بنظرة أخرى كفنانة، لأنه كان فنانًا حقيقيًا، رغم أنني بسيطة جدًا والدي موظف".

وعن قصة زواجها من محمود ذو الفقار تقول مريم: "زواجي من محمود ذو الفقار كان غلطة وكان بالصدفة فهو لم يكن يريد أن يتزوجني، ولكن والدي تمسك بهذه الزيجة، كان محمود يتردد على منزلنا للاتفاق مع والدي على فيلم جديد لي وأثناء الاتفاق كان والدي يطلب منه طلبات مقابل عملي مثل الأجر وغيره، وبتلقائية قال له محمود "كل ده أمال إذا تزوجتها سأدفع كام" فبابا مسك في كلمة تزوجتها ووجدته ينادي عليّ ويقول لي "إيه رأيك تتزوجي محمود"، فوجدتني أقول على الفور "نعم موافقة"، رغم أن عمري وقتها كان 17 عامًا ولكنني وجدتها فرصة لأتحرر من بيت والدي وأكمل مشواري في الفن، وخاصة أن فلوس شغلي بالفن كان والدي يدخرها لي ولم يكن يعطني منها شيئًا، وقال لي سأعطيها لكِ بعد زواجك".

تسبب فارق السن الكبير بين محمود ومريم في وجود خلافات، خاصة أنه يكبرها بـ27 عامًا، لتقول مريم عن كواليس حياتها معه وسبب طلاقهما بعد 8 سنوات: "كان نفسي أرتدي فستان فرح ولكن محمود رفض إقامة حفل زفاف من الأساس؛ لأنه كان يرى أنه أكبر من الجلوس بـ"الكوشة"، وبعد فترة وجدته عصبيًا جدًا ومسرفًا ببذخ شديد ولكنني لا أنكر أنني ارتديت أغلى الفساتين وركبت أفضل السيارات بسببه، وفي إحدى المرات وصل الشجار بيننا لتطاوله علىَّ إذ ضربني بالقلم واضطررت لوضع ماكياج لإخفاء معالم الضرب لأستطيع استكمال تصوير فيلم كنت أصوره مع رمسيس نجيب، فضربه لم يكن سبب طلاقنا ولكن السبب الأول هو إسرافه الشديد".

قام محمود ذو الفقار بتأليف عدد كبير من الأفلام والتي وصلت لنحو 24 فيلمًا سينمائيًا، ومن بينها "طاقية الإخفاء" مع الفنان عبد المنعم إبراهيم، ومن قبله "عودة طاقية الإخفاء"، و"الفلوس" و"ابنتي" و"فوق السحاب"، و"شباب اليوم" و"نساء محرمات" وغيرها الكثير.

ظل محمود ذو الفقار يعمل بالفن حتى وافته المنية في عمر الـ56 عامًا في السبعينيات، ليرحل منذ 53 عامًا، ولكن تبقى مسيرته الفنية الحافلة شاهدة على إبداعه.