الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العراقي همام إبراهيم: أحمل هم نقل تراث بلدي إلى العالم.. وأتمنى تقديم ديو مع كاظم الساهر (حوار)

  • Share :
post-title
العراقي همام إبراهيم

Alqahera News - محمد عبد المنعم تصوير| عمرو حطب

من وسط ظروف صعبة جدًا في العراق خرج المطرب همام إبراهيم، لتنطلق مسيرته بالوطن العربي، لكن هذه المسيرة لم تكن سهلة، فالبرغم من انتمائه إلى عائلة ميسورة الحال إلا أنه لم يعتمد عليهم في رحلته، خاصة أنهم كانوا يرفضون عمله في هذا المجال، وبعدما تخطى صعوبات خروجه من العراق، انطلق ليبحث عن عمل يساعده على أن يتحمل تكاليف الغناء، واستطاع أن يحمل حلمه عبر البلاد حتى يصل إلى ما يريد.

وفي عام 2014، بدأت مسيرة همام الفنية ليثبّت أقدامه على أول الطريق من خلال أحد برامج المواهب، وعمل على موهبته وتطور حتى أصبح له حفلًا أساسيًا كل عام بمهرجان الموسيقى العربية المقام بدار الأوبرا المصرية، كان آخرها في الدورة الـ31، التي انقضت منذ أيام قليلة، وحصل من خلاله على إشادات كبيرة.

رحلة العراقي همام إبراهيم حكاها لنا في حوار مع "القاهرة الإخبارية"، وتحدث عن الصعوبات واللحظات المضيئة في حياته، وعلاقته بالمطرب الكبير كاظم الساهر، وكيف يحمل هم نقل تراث بلده إلى العالم كله؟، وإلى نص الحوار:

شاركت مؤخرًا ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية الذي اختتم قبل أيام.. كيف كان شعورك؟

كان أحد أحلامي الوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية، وهو من أهم الصروح الفنية في الوطن العربي، وأتذكر أن أول عام شاركت به في المهرجان كنت خائفًا، لكن الجمهور أعطاني طاقة كبيرة، وبذلت جهدًا لسنوات طويلة ودرست حتى أصل لهذا المكان الكبير، خاصة أن جمهور دار الأوبرا المصرية ليس سهلًا، والله وفقني وتقبلوني.

تواجدك المستمر في حفلات مهرجان الموسيقى العربية يجعل هناك تحديًا في تغيير برنامجك الخاص.. كيف تفعل هذا؟

نحن نعرف بمشاركتنا بالمهرجان قبلها بشهرين، وأبدأ على الفور باختيار الأغاني، ونبحث عن الجديد الذي نقدمه، ونكون حريصين على التنوع بين الأغاني العراقية والمصرية والتراث حتى نمتع الجمهور، ليكون الإيقاع مرتفع طوال السهرة.

هل ما زالت تقابلك مشكلات في اللهجة المصرية أم تخطيت هذا الأمر؟

تجاوزت هذه المرحلة، وقدمت عملًا مصريًا من أعمالي في الحفل والجمهور أعجب به جدًا، هي أغنية قديمة لي تحمل اسم "أه بحبك"، لكنها لم تأخذ حقها عند الطرح فقررت أن أعيد غنائها وكتبناها بشكل جديد.

هل معنى ذلك أننا من الممكن أن نجد لك ديو مع فنان مصري؟

منذ عامين وأنا أخطط لهذا الأمر، لكن الالتزامات وتوافق المواعيد ليس سهلًا، وأبحث خلال الفترة المقبلة عن اسم نتوافق سويًا وعلى الفور سنقدم العمل.

تشهد الأغنية على مستوى الوطن العربي تطورًا سريعًا.. كيف تلاحق هذا التغيير؟

بالفعل الجيل تغير وذوق الجمهور أيضًا، بالإضافة إلى الحداثة التي أضافتها السوشيال ميديا، والكرة الأرضية حاليًا أصبحت في يدك بالتليفون، وهذا التداخل الموسيقي، بين الشرقي والغربي مع تحديث نوعية الكلام أصبح منتشرًا جدًا، وأنا دائمًا أحاول أن أكون قريبًا من الشارع، واستمع لما يحبونه وأحاول أن أقدم عملًا قريبًا منهم، لكن نوظفها بشكل يرتقي بالموسيقى والفن.

لماذا حفلاتك في موطنك العراق قليلة؟

غادرت العراق منذ عام 2000، وأكملت دراستي وعشت في بيروت لفترة زمنية طويلة، وفي كل بلدان الوطن العربي لي بيت هناك وأهل وأصدقاء، لكن تقديم حفل في العراق ليس سهلًا، كما أنني غنيت في الأوبرا أغنية تعبر عن اشتياقي لوطني، ويعز علينا أننا لا نستطيع أن نزوره رغم تحسن الظروف هناك بعض الشيء، لكن ليس هذا العراق الذي أتمناه، وأتمنى أن نعود للصدارة والعلم.

تعتبر الفنان العراقي الثاني الذي وقف على مسرح أوليمبيا عام 2015 بباريس.. كيف فرقت معك تلك الخطوة؟

هى خطوة كبيرة جدا بالنسبة لي وطفرة نوعية فمن مسارح ومهرجانات محلية إلى مسرح الأولمبيا، والعرب الذين غنوا على هذا المسرح قليلين جدا، والفنان الكبير كاظم الساهر هو العراقي الوحيد الذي كان قد غنى عليه، واستطعت بغنائي هناك أن أوصل صوتي للعرب المتواجدين هناك.

على ذكر الفنان الكبير كاظم الساهر ماذا يمثل لك؟

هو أيقونة الفن العراقي والعربي، وهو فنان قادر على الحفاظ على نوعية الموسيقى واللغة العربية في وقت اختلطت فيه الأوراق، وصار تاريخ وهو الآن يغرد خارج السرب، وأتمنى أن أقدم معه ديو غنائي، وحينما قابلته قال لي أعمل على تطوير نفسك وموهبتك وحاول تغني ما يحبه الناس مع الحفاظ على المفردات.

هل تحمل هم نقل التراث العراقي للعالم العربي؟

طبعا وقمت بعمل ألبوم تراثي أخذت فيه من كل حقبة زمنية بالعراق أغنية، وحاولت أن أصيغها بطريقة جديدة وأغنيها، وكان يحمل اسم "ليلة ويوم"، ومن الممكن أن أكرر الموضوع، كما أنني أحب في حفلاتي أن أغني أعمال التراث العراقي.

كيف ترى الحراك الفني والثقافي للعراق؟

الفنان العراقي مجهود شخصي جدًا، وقلة من الفنانين العراقيين الذين يجدون من يرعاهم، لكن أغلب الشباب يعملون ليصرفوا على إنتاجهم، والآن الأغنية العراقية متصدرة وتنافس الأغاني العربية، واللهجة العراقية أصبحت محببة للناس وسهلة.

أنت ابن برامج المواهب.. كيف ترى وضعها حاليًا وهل تفيد الشباب بالفعل؟

برامج المواهب جيدة لمرحلة، لكن يحدث الإخفاق بسبب أنهم يأتوا بشاب لديه موهبة ولكن ليس لدية الخبرة، وبعدما اشتهر بالوطن العربي تتركه للساحة الفنية، وهنا يحدث تخبط وسوء إدارة، فعلى الشباب أن يجهز نفسه وأن يكون الاختيار صحيح وبإدارة جيدة ليخوض معارك الوسط الفني، وأتمنى من كل برامج المواهب بعد أن يكتمل البرنامج ويختارون الرابحين يهتمون بهم ويوجهوهم، لأن قلائل من استمروا بعد خروجهم من برامج المواهب.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في رحلتك الفنية؟

كنا في العراق معزولين فترة زمنية طويلة لمدة 15 عامًا، وهنا كانت تكمن صعوبة أن تحقق حلمك، مع صعوبات السفر خارج البلاد، فأصبح تفكيرنا الأول هو كيف سنغادر العراق، واستطعنا وذهبنا إلى الدول العربية، وكنا حزينين لأننا بُعداء عن واقعنا الحقيقي.

ما اللحظة الفارقة في مشوارك الفني؟

في أحد المرات حصلت على عمل بعيدًا عن الفن حتى استطيع الغناء، خاصة أنني ليس لدي أموال أذهب بها إلى أحدى الحفلات التي استطعت أن أحصل عليها، فاضطررت أن أخذ حذاء رياضي وبدلتي ومشيت مايقارب من 7 كيلو متر حتى أصل إلى الحفلة وبدلت ملابسي وصعدت وأحييت الحفل.

ماذا عملت قبل دخولك عالم الغناء؟

أنا من بيت ميسور الحال ولكنني اضطررت أن أعمل دليفري أو أستأجر سيارة وأحولها إلى أجرة حتى أستطيع الحصول على أموال واعتمد على نفسي، لأن أهلي كانوا معترضين على دخولي عالم الفن، ولم أحكي لهم عما مررت به، حتى لا يطلبوا مني العودة، وأكملت في رحلتي، وفي عام 2004 جاءت انطلاقتي في الفن.

كيف تتعامل مع انتقادات مواقع التواصل الاجتماعي؟

أنا لا أحب أن أرد على أحد على الإطلاق، وإذا لفت نظري نقد واعي ومثقف في هذه الحالة قد أتواصل مع صاحبة ونتناقش.

هل تؤمن بأن الأرقام على يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي مقياس للنجاح؟

الأرقام هي مقياس الأن، ولكن النجاح الحقيقي نقيسه بتفاعل الجمهور مع الأغاني بالحفلات وهل يطلبون الأغنية أم لا.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

لدي الكثير من الأعمال الجاهزة، وهناك عمل مصري نبدأ في تجهيزه على الفور خلال الفترة المقبلة، كما أحضر عمل عراقي وخليجي ودبكة عراقية.