تقدر البيانات الرسمية فى الولايات المتحدة، أن عدد العرب الأمريكيين يزيد على 3.5 مليون مواطن، ينتشرون في العديد من الولايات، وبالتالى يمثلون كتلة تصويتية لها تأثير كبير فى انتخابات التجديد النصفى الأمريكية المقرر أن تجرى بعد غد الثلاثاء 8 نوفمبر الجارى.
ومن المتوقع أن يكون للكتلة التصويتية العربية تأثير كبير فى ترجيح كفة المتنافسين فى انتخابات التجديد النصفى، كما أفاد ياسر نور الدين، مراسل "القاهرة الإخبارية" من "نيويورك"، بأن الكتلة العربية لها المصداقية والثقل، وإن كانت في السنوات الأخيرة أصبح لها تأثير كبير يعوّل عليه الزعماء في مجلس النواب الأمريكي، وأضاف "نور الدين" أن العرب أصبحوا جزءًا من نسيج المجتمع الأمريكي ويعانون مما يعاني منه الكل، ويسعدون بالانتعاشة الاقتصادية كما يسعد الأمريكان، مؤكدًا أن الجالية العربية كان لها الفضل في التصويت بالانتخابات الأمريكية السابقة وقبل السابقة لأنهم رقم لم يعد يستهان به.
الجالية العربية تتركز في 10 ولايات
ووفق البيانات الرسمية، يتركز ثلث العرب الأمريكيين في 10 ولايات منها نيويورك والعاصمة واشنطن، إضافة لكاليفورنيا التي تضم أكبر عدد من الجالية، ثم ميشيجان. وعلى الرغم من كون الإحصاءات الرسمية لا تسجل الإنتماءات العرقية والدينية للأشخاص، فإن اللبنانيين والسوريين يشكلون النسبة الأكبر من الكتلة الأمريكية العربية، مع وجود عدد كبير من الأمريكيين اليمنيين والفلسطينيين والعراقيين والسودانيين.
60 في المئة من العرب صوّتوا لـ"بايدن"
وسبق أن أجرى المعهد العربي الأمريكي في واشنطن، خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، استطلاعًا عن التوجهات التصويتية للناخبين من أصل عربي، أظهر أن قرابة 60 في المئة من المشاركين صوّتوا لبايدن، في مواجهة نظيره الجمهوري دونالد ترامب، وعادة ما يجذب الحزب الديمقراطي الأقليات، وبالتالي نجد أغلب الأمريكيين من أصول عربية يصوتون للديمقراطيين فى أى انتخابات، لكن فى انتخابات التجديد النصفى هذه المرة، نجد الناخب العربي مثل بقية الناخبين فى الولايات المتحدة، ينظر بعين الاعتبار إلى التحديات الداخلية في الولايات المتحدة، خاصة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، وزيادة معدلات التضخم وتأثير ذلك على حياتهم اليومية، وبالتالى فتلك التحديات قد تشير إلى تغيير الاتجاه التصويتي صوب مرشحي الحزب الجمهوري.
انخفاض شعبية بايدن
تجدر الإشارة إلى أن شعبية الرئيس الأمريكى جو بايدن وحزبه الديمقراطى، انخفضت خلال الشهور الماضية، من جراء الأزمات التي عانى منها المواطن الأمريكي نتيجة تأثره بمواقف بلاده الدولية، وخاصة من الحرب في أوكرانيا، وعلى ذلك، من المتوقع أن يكون للحزب الجمهوري أغلبية في الكونجرس، ما يعني أن العامين المقبلين سيكونان أكثر صعوبة على بايدن وفريقه فى قراراتهم الداخلية والخارجية.
ومن المقرر أن يتوجه الناخبون الأمريكيون بعد غد الثلاثاء إلى لجان الاقتراع، لانتخاب أعضاء مجلس النواب الـ435، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ الـ35 نائبًا من أصل 100 نائب، ولا يحتاج الجمهوريون إلا للفوز بـ6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، وبمقعد إضافي في مجلس الشيوخ، ليحظوا بأغلبية الكونجرس.