الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كاملة أبو ذكري: استقبلت تكريمي بجائزة فاتن حمامة بالبكاء..اعتزلت دراما رمضان الـ 30 حلقة(حوار)

  • Share :
post-title
المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري

Alqahera News - إيمان بسطاوي

الموازنة بين حياتي الأسرية والعملية سر غيابي المتقطع عن الموسم

أعمل في مهنة متعبة نفسيًا وماديًا وصحيًا.. وإذا عاد بي الزمن سأختارها

أخوض تجربة المنصات الرقمية بمسلسل.. وأتمنى العمل مع منى زكي

لم أعد متحمسة لتحويل "100 وش" لفيلم

على مدار 32 عامًا منذ أول عمل قدمته المخرجة المصرية الكبيرة كاملة أبو ذكري، حفرت لنفسها علامة مميزة في مهنة الإخراج، لتفوز بحب وثقة الجمهور، فيكفي وجود اسمها على التتر ليحظى العمل باحترام الجميع.

وأخيرًا أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن منح كاملة أبو ذكري جائزة فاتن حمامة للتميز التي تعد الأهم ضمن جوائزه، وقبل ساعات قليلة من تكريمها اليوم كشفت لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن البكاء والدموع كان أول رد فعل لها عند سماعها هذا الخبر، كما تحدثت عن صعوبات المهنة، وموقفها من اعتزال العمل بدراما موسم رمضان، وتطرقت لدخولها مجال المنصات الرقمية، والعودة إلى السينما، وتفاصيل كثيرة في هذا الحوار:

كيف استقبلتِ تكريمك بجائزة فاتن حمامة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

استقبلت هذا الخبر بالبكاء وانهمرت دموعي من شدة الفرحة، بعد أن أبلغني المخرج المصري أمير رمسيس، المدير الفني للمهرجان، ثم تحدث معي الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، وكنت سعيدة للغاية.

والحقيقة أنني لم أتوقع نهائيًا، أو يخطر بذهني أن أحصل على هذا التكريم، وعلى جائزة فاتن حمامة، رغم أن هناك فنانين من جيلي كُرموا بها مثل الفنان المصري كريم عبد العزيز والفنانتين المصريتين منة شلبي ومنى زكي، كما كُرم بها المخرج المصري شريف عرفة، لأكون ثاني شخص عن فئة الإخراج تحصل على الجائزة، رغم أنني لم أتوقع أن يحصل مخرج على هذه الجائزة.

هل أكد لك التكريم أنك من بين المؤثرين في صناعة الفن المصري؟

بالتأكيد هذا التكريم جعلني أشعر بأنني أسير على الطريق الصحيح، رغم أنه طريق صعب جدًا وغير مربح، في حين أن غيري يمكنه أن يقدم في العام الواحد فيلمين ومسلسلين، لكنه يبقى طريقًا متعبًا نفسيًا ومرهقًا ماديًا وصحيًا.

ألم تجنِ ثمار هذا التعب؟

جنيت ثماره بالتأكيد، فأنا أشبّه المسألة بامتلاك شخص لسيارة حديثة ولكن مع الوقت تصبح قديمة في نظره، أو شخص يمتلك قصرًا في حين أنه يفضل الجلوس في غرفة المعيشة أمام التليفزيون، ثم الخلود للنوم بغرفة نومه، وأنا بشكل شخصي أعرف أشخاصًا كثيرين أثرياء لكنهم ليسوا سعداء ولا يحبون أنفسهم، وهنا لا أقول إن المال ليس سعادة ولكنه وسيلة لتحقيق السعادة، وأرى أن حب الناس وعدم خداع نفسك وتقديم ما تتمناه حتى وإن كان صعبًا، هو السعادة، وهذه المشاعر لا تُقدر بثمن.

وأعتقد أنني إذا قدمت شيئًا لم أشعر فيه باحترام نفسي لكنني كسبت من ورائه أموالاً كثيرة، فلن أكون سعيدة بل أصبح تعيسة وقتها، وهذا لا يعني أنني لا أكسب من وراء عملي بالإخراج، بل أكسب والحمد لله، لكنني أقصد أن الجهد المبذول في هذه المهنة أكبر بكثير من عائدها، ومن عدد السنوات التي قضيتها للعمل فيها، حيث أعمل في السينما على مدار 32 عامًا، منذ كان عمري 16 عامًا وهي المرة الأولى التي أقف في لوكيشن تصوير وأتقاضى عنه أجرًا، وحاليًا أبلغ من العمر 48 عامًا، فأكثر من نصف عمري قضيته في العمل بهذه المهنة، وهو ما أخذ من وقتي وصحتي وأشياء كثيرة، وفي الوقت نفسه أعطي لي أشياء كثيرة.

وبشكل عام أنا سعيدة، وإذا عاد بي الزمن مرة أخرى سأسير في الطريق نفسه ولن أغيره.

هل العمل في الفن أخذك من حياتك الأسرية؟

لا، لم يأخذني من أسرتي، لأنني أسير بخطة في حياتي، فإذا عملت في عام أغيب عن العمل بالعام التالي؛ لأتفرغ لابنتي وزوجي وأصدقائي وأمي قبل رحيلها -رحمة الله عليها- فكنت أغيب عنهم نحو 6 إلى 8 أشهر، ثم أجلس العام التالي بدون عمل فأحاول تعويضهم عن فترة غيابي عنهم، كما أن نجاحي مع أسرتي هو نجاح آخر يضاف لي، ولن يستطيع نجاحي في السينما تعويض فشلي في تربية ابنتي أو حياتي الخاصة، والحمد لله استطعت أن أوازن بين عملي وبيتي، وهذا نتاج أنني لم أطمع في عمل مسلسل كل عام لموسم رمضان، والحمد لله استطعت أن أحقق هذا التوازن بمساعدة أمي.

لماذا إذن فكرتِ في اعتزال المهنة؟

ليس اعتزال المهنة ككل، ولكن اعتزال العمل بمسلسلات الثلاثين حلقة في رمضان.

وما السبب وراء هذا القرار؟

لأنه مرهق، فنحن نعمل بعدد ساعات غير آدمية، وكل شيء يتم على الهواء سواء كتابة سيناريو وتصوير حلقات وضغط نفسي وعصبي كبير، وأظل مستيقظة بدون نوم، وأقف على قدمي على مدار 72 ساعة متواصلة، ومطلوب مني التركيز في التصوير والإخراج والأداء وأشياء كثيرة، فشعرت بأنني أدمر صحتي، فضلًا عن شعوري بأنني مسؤولة عمن حولي باللوكيشن إذا ما حدث لهم شيء، بالإضافة إلى ضيق الوقت، حيث يبدأ صنّاع الأعمال التفكير في المسلسل قبل بدء موسم رمضان بثلاثة أشهر فقط.

هل ترين أن هذه الظروف تؤثر على جودة أعمال موسم رمضان؟

طبعا تؤثر بالسلب، والحقيقة إن لم يكن المخرج "قلبه" على المسلسل الذي بين يديه، فلن يُعير أحد اهتمامه للعمل، فالمخرج والنجم يهمهما العمل، لأن الفنان يخاف على اسمه وعمله، لكنه في النهاية ليس بيده شيء يفعله، إنما يكمن خطأه في موافقته على دخول التصوير قبل كتابة حلقات العمل.

هل ترين أن الإنتاج السبب وراء ذلك؟

نعم، وأريد أن أسأل الإنتاج لماذا يفعلون ذلك؟.. بعدم التجهيز للعمل قبل بدء موسم رمضان بوقت كافٍ، ففي إحدى المرات قلت للمنتج "حضرتك لن تتكلف سوى فنجان قهوة بيني وبين الكاتب لعقد جلسة عمل للاتفاق على تفاصيل السيناريو والانتهاء من 15 أو 30 حلقة"، فلابد أولًا من الاتفاق على كل التفاصيل، لنبدأ بعدها التصوير، وليس العكس.

ففي الأعمال الأجنبية يستغرق تقديم 10 حلقات عامًا كاملًا، ولذلك نرى فرقًا في المستوى، وهذا ما يفسر لماذا ينحدر مستوى العمل في موسم رمضان في آخر 10 حلقات من المسلسل أيا كان مستوى مخرجه، فأحيانًا يفقد الممثل تركيزه وأداءه بسبب استيقاظه على مدار 40 ساعة متواصلة، فكيف أطلب منه التركيز وتقديم أداء ومشاعر معينة وهو مرهق.

هل ينطبق هذا الأمر على السينما أيضا؟

لا، طوال عمري أعمل في السينما وكان مستحيل أدخل فيلم بدون اكتمال السيناريو، ولا أقبل حتى بكتابة نصفه، حتى وإن كان الفيلم ضعيفًا، وذلك منذ أن كنت مساعدة مخرج وحتى الآن.

مسلسل بطلوع الروح

واجهتِ صعوبات كثيرة في مسلسل "بطلوع الروح" في موسم رمضان الماضي.. حدثينا عنها؟

كان تقديم مسلسل "بطلوع الروح" في شهر رمضان يمثل مُعجزة، بسبب ضيق التوقيت فبدأت التصوير 17 فبراير الماضي في حين بدأ موسم رمضان 3 أبريل الماضي، والمسلسل طبيعته مختلفة لاحتوائه على انفجارات وضرب وتفاصيل كثيرة عن أي عمل آخر، وهو مسلسل صعب جدًا.

والحقيقة أنني تضايقت بسبب الضغط العصبي خاصة عندما أشعر بأنه كان هناك أفضل لتقديمه، ولكن الظروف لم تساعدني، فأنا لا أعمل في رسم لوحات أو فنانة تشكيلية، لأنني مخرجة ولست حرة نفسي، بل أعمل بين فريق كبير من الأفراد، وهناك أشخاص من المفترض أن يكون دورهم دعمي، ولكنهم يقومون بتعطيل العمل في اللوكيشن.

وما القرارات التي اتخذتيها بعد هذه الظروف الصعبة؟

العودة للسينما، والآن بعد أن أصبح عمري 48 عامًا لابد أن أهتم بنفسي وصحتي وألا أسمح أن أهين نفسي بهذا الشكل، وفي الوقت نفسه ينتابني شعور بافتقاد العمل، ولكنني أتمنى ألا أعمل بهذه الطريقة مرة أخرى، فمَن يقدم عملًا يحظى بحب الجمهور واحترام الجميع، تأكدي أنه تعب ولم ينم لكي يرضي ضميره، وعندما تري مسلسلًا أو فيلمًا جيدًا وجميلًا، تأكدي أن وراءه مخرجًا تعب جدًا وتحمل الكثير.

هل ستعودين لتقديم دراما رمضان مرة أخرى؟

أتمنى، ولكن بشكل صحيح، فلن أستطيع العمل في هذه الظروف، فلا يجوز مطلقًا أن أصوّر وأحضّر وأقوم بالمونتاج وأعرض العمل دفعة واحدة.

اتجه البعض للمنصات الرقمية.. هل لديكِ النية لتقديم أعمال عليها؟

نعم، لدي مشروع أجرى تحضيره لتقديمه على المنصات، وأريد تأكيد أن المسلسل المصري عندما يُعرض على قناة مصرية يحقق نجاحًا كبيرًا بالعالم العربي ويحقق مشاهدة جماهيرية، أنا متحيزة لبلدي، كما أن موسم رمضان له رونقه في العرض، فعدد المشاهدين فيه مضاعف، وهو ميزة كبيرة في العرض.

ما تفاصيل المشروع الجديد؟

لا نزال في البداية ويجري الاستقرار على عدد حلقاته، سواء 10 أو 15حلقة، وبدأت في الجلوس مع الكاتب وفكرة العمل متحمسة لها منذ فترة قبل تقديم مسلسل "بطلوع الروح".

الفنانة المصرية منى زكي

ما حقيقة وجود عمل يجمعك مع الفنانة المصرية منى زكي؟

أتمنى العمل مع منى زكي، ومَن مِن المخرجين لا يريد العمل معها؟.. ولكن لا يوجد شيء يجمعنا بشكل فعلي حاليًا، وسبق أن عملت معها عندما كنا صغارًا في السن، فهي فنانة كبيرة وكتلة مشاعر وتحب المهنة بجنون، لذلك هي مُقلة في أعمالها.

قدمتي ثنائيًا ناجحًا مع الفنانة المصرية نيللي كريم في أكثر من عمل كان آخرها مسلسل "100 وش".. ما مصير تحويله إلى فيلم؟

في البداية كان تحويل المسلسل لفيلم ضمن خطتي، ولكن حاليًا لم أعد متحمسة لتقديمه.

كان لديكِ ملاحظات على بعض الفنانين المشاركين في العمل.. هل مازلتِ عند موقفك؟

أتمنى لهم النجاح، وهم مجموعة موهوبة بشكل غير طبيعي، وبالأخص شريف الدسوقي لأنه موهبة جبّارة، أتمنى له الصحة والعودة أفضل من الأول، وفي النهاية علاقتي بفريق العمل طيبة وسبق أن كتبت تعليقًا عليهم على صفحتي الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي بسبب خوفي عليهم من الغرور؛ لأنه ممكن أن ينهي موهبة الشخص.

الفنانة المصرية نيللي كريم

هل لديكِ مشاريع سينمائية؟

عندي فيلم "تحت المظلة" وهو عن رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ، وكنت أتمنى العمل عليه من زمان، وأنا متحمسة لفكرة العمل، وهو في ذهني منذ فترة.