دائمًا ما يلقي التفكك الأسري بظلاله على كل أفراد الأسرة، ليعرضهم لأزمات ومشكلات عديدة، ويجعل من صغارهم فريسة سهلة الاستغلال للأفكار الخاطئة، ليصبحوا هم أكبر الخاسرين، هذه هي الفكرة الرئيسية التي حرص المخرج التونسي إحسان كمون، على إيصالها للجمهور، من خلال فيلمه القصير "طريق الكاف"، الذي عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان "أيام قرطاج السينمائية".
كما حرص المخرج، على أن يدعم العمل بقصص حقيقية من الواقع، ليصل من خلالها إلى الجمهور في العالم كله، وجاءته الفرصة من خلال مشاركته الفترة المقبلة في عدد من المهرجانات العالمية، منها مهرجان الفيلم العربي في سان فرانسيسكو، كما يشارك الفيلم في مهرجان أفلام الشرق الأوسط بكندا، وينافس أيضا ضمن مسابقة أفضل فيلم قصير بالمهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط، والذي يقام في الفترة من 17 إلى 24 نوفمبر.
قصة قريبة
يؤكد "كمون" لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه كان حريصًا خلال التحضير للفيلم أن تكون القصة قريبة من المشاهدين، لذلك أخذ تجارب شخصية وحكايات أشخاص حقيقيين، ليظهر معاناة عدد من الأسر مع الاختيارات الخاطئة لأبنائهم، معربًا عن سعادته بمشاركة الفيلم في عدد من المهرجانات العربية والعالمية، لافتا إلى أن هذا النجاح هو نتاج جهد كل فريق العمل، الذين يستحقون فرصة المشاركة بالعمل في مختلف أنحاء العالم، وهذا أهم ما يهمنا جميعًا.
الصعوبات
بالرغم من أن الفيلم ينتمي إلى نوعية الأفلام الروائية القصيرة، فإن المخرج التونسي أشار إلى أن مرحلة التصوير لم تكن سهلة حيث قال: "أعيش في أمريكا، وأردت أن نصور العمل في تونس، وتواصلت مع عدد من شركات الإنتاج للتنسيق واختيار الأماكن التي نصور فيها، وكان التواصل من خلال الإنترنت للمعاينة أون لاين، وزاد الأمر صعوبة ظهور كورونا، وخضوعي للحجر الصحي أثناء سفري إلى تونس، ولم يكن أمامي سوى ثمانية أيام فقط للتصوير.
ردود فعل
حقق الفيلم ردود فعل مميزة، خاصة عقب عرضه في أحد أكبر المهرجانات وهو "كليرمون فيران" الدولي للأفلام القصيرة بفرنسا، ويقول: "لفت انتباهي مشاهدين كانوا يتفاعلون مع أحداث الفيلم حتى عاطفيا، وهذا ما جعلني سعيدًا بوصول الرسالة التي أردتها، كما تلقيت رسائل تشجيع كبيرة على الإنترنت.
إنتاج
الصعوبات لم تتوقف على ظروف التصوير فحسب، فدائمًا ما تواجه الأفلام المستقلة أو القصيرة مشكلات في الإنتاج، وعن ذلك يقول "كمون": كل عمل فني يستلزم مجهودًا وتفكيرًا ووقتًا ومالًا، وصانعو الأفلام يجب أن يكون لديهم روح تنافسية، وإيمان بالقصة الخاصة بهم، والمشكلات دائما موجودة، ولكن على الشخص أن يكون لديه، إيمان بطاقته، والتمويل يحتاج لعمل واستراتيجية.
سوق الأفلام القصيرة
الأفلام القصيرة لديها مشكلة، وهي الوقت، والمتفرج لا يتعلق بها كثيرا، وليس لها تواجد في دور العرض، قليل ما نجد الجمهور يذهب لمشاهدة فيلم سينما، والمتفرج يفضل مشاهدة عمل بوقت أطول؛ ليتعلق بالشخصيات ويستمتع بعناصر العمل، رغم وجود أفلام كثيرة ممتازة، وتعبر بطريقة غير عادية عن كثير من الأشياء.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، فإن هناك فنانين يستمتعون بالمشاركة في فيلم قصير، وهناك من يرفضون حسب جدول أعمالهم، مشيرًا إلى أن الأفلام القصيرة تخدمهم.
