الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بكين تعتبرها خطًا أحمر.. تايوان تحدد مسار العلاقات الأمريكية - الصينية

  • Share :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج خلال لقائهما في بالي

Alqahera News - محمد ربيع

رغم التوافق الذى ساد لقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن ونظيره الصينى شي جين بينج، حول القضايا الخلافية بين البلدين، تظل مسألة تايوان بالنسبة لبكين "الخط الأحمر" الذى لا يجب أن تتجاوزه واشنطن فى العلاقات بين البلدين.

هذا ما حرص الرئيس الصينى على تأكيده لنظيره الأمريكي، خلال لقائهما على هامش قمة العشرين في بالى الإندونيسية، حيث حذّر "شى" من "تجاوز الخط الأحمر" مع بكين بشأن جزيرة تايوان. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن "شي" قوله لـ"بايدن": "إن "مسألة تايوان هي في صميم المصالح الجوهرية للصين، وقاعدة الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية، والخط الأحمر الأول الذي لا يجب تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية".

ثبات الموقف الأمريكي تجاه الجزيرة

"بايدن" بدوره، حرص على طمأنة نظيره الصينى بأن موقف الولايات المتحدة من تايوان لم يتغير، في إشارة إلى "سياسة الصين الواحدة". ووفق البيان الذى أصدره البيت الأبيض بخصوص المحادثات الذى استمرت ثلاث ساعات بين الرئيسين الأمريكي والصينى، قال بايدن: "سياسة الصين الواحدة لم تتغير، والولايات المتحدة تعارض أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن من قبل أي من الجانبين. العالم له مصلحة في الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

ورغم التطمينات الأمريكية بخصوص تايوان، أثار بايدن اعتراضات الولايات المتحدة على الإجراءات القسرية والعدوانية المتزايدة التي تتخذها الصين تجاه تايوان، والتي تقوّض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وتعرّض الازدهار العالمي للخطر". ووفق بيان البيت الأبيض، وفي مؤتمر صحفي عقب اللقاء بنظيره الصينى، قال الرئيس الأمريكى: "لا أعتقد أن هناك نية صينية لغزو تايوان.. التزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة لم يتغير، ونحن ملتزمون في المقابل بالدفاع عن تايوان".

زيارة بيلوسي لتايوان أثارت حفيظة الصين

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الأمريكية الصينية تدهورت فى الشهور القليلة الماضية، بسبب التوتر المتزايد بشأن تايوان، خصوصًا بعد الزيارة التي أجرتها في أغسطس الماضى، نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تنظر بكين إليها على أنها أراضٍ صينية خارج سيطرتها ويجب لم شملها مع البر الرئيسي للصين.

وأثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان، والتي تعتبر أرفع سياسية أمريكية تزور الجزيرة منذ 25 عامًا، حفيظة كبار المسؤولين في الصين، التي وصف وزير خارجيتها تلك الزيارة بأنها إجراء "جنوني وغير مسؤول وغير عقلاني". وأطلقت بكين أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق حول تايوان، التي اتهمت جارتها بمحاولة تغيير الوضع الراهن فى المنطقة، وبالتذرع بتلك المناورات لاجتياح الجزيرة.

السبب وراء تردي العلاقات بين الصين وتايوان

ويعود السبب وراء تردي العلاقات بين الصين وتايوان، إلى أن الصين ترى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي هي جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتصر على وحدة الأراضي الصينية ولو بالقوة، وتجدر الإشارة إلى أن لتايوان دستورها الخاص، وقادتها المنتخبين ديمقراطيًا، وجيشها البالغ تعداد قواته نحو 300 ألف جندي في الخدمة. ويعترف بالجزيرة عدد قليل من الدول، والغالبية العظمى من الدول تعترف بالحكومة الصينية في بكين بدلًا من ذلك.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع الجزيرة، ومع ذلك، تحافظ واشنطن على علاقة قوية مع تايبيه، بموجب قانون أقرته الولايات المتحدة عام 1979 في عهد الرئيس جيمى كارتر، يعرف باسم "قانون العلاقات مع تايوان"، والذي ينص على أنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وهذا هو السبب في استمرار الولايات المتحدة في بيع الأسلحة إلى تايوان.

سياسة الصين الواحدة حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية - الأمريكية

وعلى مدى عقود، كان على رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبين أن يتعاملوا مع أمر شديد الحساسية يعرف بسياسة "الصين الواحدة"، الذى يعد اعترافًا دبلوماسيًا أمريكيًا بموقف الصين بأن هناك حكومة صينية واحدة فقط.

بموجب هذه السياسة، تعترف الولايات المتحدة وتقيم علاقات رسمية مع الصين بدلاً من جزيرة تايوان، التي تعتبرها الصين مقاطعة انفصالية سيعاد توحيدها مع البر الرئيسي يومًا ما.

وتعد سياسة الصين الواحدة حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية - الأمريكية، كما أنها حجر الأساس في صنع السياسة والدبلوماسية الصينية. وعلى الرغم من حملهما الاسم ذاته، تختلف سياسة "الصين الواحدة" عن مبدأ الصين الواحدة، الذي تصر الصين بموجبه أن تايوان جزء لا يتجزأ من صين واحدة سيعاد توحيدها يومًا ما.

فالسياسة الأمريكية ليست تأييدًا لموقف بكين، إذ تحافظ واشنطن على علاقة قوية غير رسمية مع تايوان، بما في ذلك استمرار مبيعات الأسلحة للجزيرة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها. كما تحتفظ واشنطن بوجود غير رسمي في تايبيه عبر المعهد الأمريكي في تايوان، وهو شركة خاصة تمارس من خلالها أنشطة دبلوماسية.