الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سهير البابلي.. مسيرة "بكيزة هانم الدرملي" في ذكرى وفاتها الأولى

  • Share :
post-title
الفنانة المصرية الراحلة سهير البابلي

Alqahera News - إيمان بسطاوي

للفنانة المصرية الراحلة سهير البابلي مكانة خاصة في قلوب جمهور الوطن العربي، إذ أنها تميزت بخفة ظلها، لتكون من الفنانات القلائل اللاتي صنعن نجومية تضاهي نجومية السوبر ستار، في ظل احتكار العنصر الرجالي من أبناء جيلها للكوميديا، وكان وجود اسمها كافيًا لضمان نجاح العمل، الذي تشارك فيه.

ضربت سهير البابلي عرض الحائط بكل المألوف، بداية من نشأتها في عائلة بعيدة تمامًا عن الفن، إضافة إلى وجودها في محافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، وهو ما كان سبباً إضافياً في انخفاض فرص ظهورها لوقوعها خارج العاصمة، ولكن حبها للفن وإيمان والدها بموهبتها كان دافعاً لها للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لتبدأ رحلتها في عالم الأضواء والشهرة، خاصة أنها عُرفت منذ الصغر بحبها لتقليد المشاهير ، وهو ما ساعد على اكتشاف موهبتها مبكرًا.

على مدار 60 عاماً، قدمت سهير البابلي رحلة من العطاء الفني ورصيداً ذاخراً بالأعمال، ليتذكرها الجمهور في ذكرى وفاتها الأولى، بعد أن أعطت للفن حياتها، وخلدت اسماً لامعاً يعيش مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال.

السينما تسيطر

استحوذت السينما على رصيد "سهير" الفني، لتقدم أكثر من 44 فيلماً سينمائياً، حيث بدأت منذ حقبة الخمسينيات بالقرن الماضي، وكان من أشهر ما قدمت للشاشة الكبيرة فيلم "لوكاندة المفاجآت"، مع الكوميديان الأشهر على مستوى الوطن العربي الراحل إسماعيل ياسين، كما قدمت مع الراحل فؤاد المهندس في حقبة الستينيات فيلم "أخطر رجل في العالم" و"جناب السفير"، وكان فيلم "ليلة القبض على بكيزة وزغلول" مغيراً لمسيرة حياتها، والذي تقاسمت فيه البطولة مع الفنانة المصرية إسعاد يونس، حيث جاء هذا الفيلم بعد عامين من نجاح مسلسلهما التليفزيوني والذي حمل اسم "بكيزة وزغلول" عام 1986، لتشكل مع إسعاد يونس ثنائيًا ناجحًا، إذا حقق العملان شهرة طاغية على مستوى الوطن العربي، فلا يمكن أن ينسى أحد جملتها المشهورة "أنا هانم وهفضل طول عمري هانم".

نجاح مرهق

ربما يكون كل رصيد سهير البابلي في كِفة وأعمالها المسرحية، وتحديدا مسرحية "مدرسة المشاغبين" في الكِفة الأخرى، فهي المسرحية الأشهر في مسيرتها الفنية، ولا يزال الجمهور يستمتع بها مع عرضها كل مرة، فكانت "أبلة عفت" تلك الشخصية التي جسدتها في المسرحية لا تبتسم، ولكن كوميديا الموقف هي التي تغلُب على مواقفها، فضلا عن وجود الفنان عادل إمام والفنانين الراحلين سعيد صالح، أحمد زكي، هادي الجيار، حسن مصطفى ويونس شلبي، فكانت توليفة كفيلة لنجاح هذا العمل، الذي استمر عرضه 4 سنوات على خشبة المسرح، لتقول عنها سهير البابلي في أحد لقاءاتها: "نجاح المسرحية كان مزعجاً لأنها أرهقتني صحيًا وفكريًا وجسديًا، وذهبت للعلاج خلال عرض المسرحية مرتين من شدة التعب الذي أصابني، فالمسرحية نجحت بشكل لا يتخيله أحد على المستويين الجماهيري والمادي، لدرجة أن الناس كانوا ينادوني في الشارع بأبلة عفت".

كما حققت مسرحية "ريا وسكينة"، التي قدمتها مع الفنانة الراحلة شادية، نجاحًا فاق التوقعات أيضًا، ورغم مرور أكثر 45 عاماً على عرضها على خشبة المسرح، ولكن الجمهور ارتبط بها ليضحك بنفس الدرجة في كل مرة يشاهدها، وكأنها المرة الأولى.

الحياة الشخصية

تعاملت سهير البابلي مع النجومية بميزان حساس فلم تترك نفسها لها، ولكن نجحت في تكوين أسرة، نتج عنها ابنتها الوحيدة نيفين الناقوري، ولكن الزواج لم يدم طويلاً، لتتزوج بعد ذلك 4 مرات، كان من بينها زواجها من الفنان أحمد خليل والمطرب منير مراد.

اعتزال

اعتزلت سهير البابلي الفن مرتين خلال مسيرتها الفنية، وارتدت الحجاب في نهاية حقبة التسعينات، لتعود مجددًا إلى الساحة الفنية بعد فترة طويلة بمسلسل "قلب حبيبة" قبل 17 عامًا، لتختتم به مسيرتها التليفزيونية، ثم ابتعدت عن الساحة الفنية واعتزلت الفن حتى وفاتها في العام الماضي.

وصيتها 

كانت سهير البابلي تختار أدوارها بعناية ولم تقدم شيئاً تخجل منه بعد الرحيل، فضلاً عن وجود جانب خفي من شخصيتها وهو حبها للخير، فكانت الوصية الأخيرة قبل رحيلها أن تداوم أسرتها، متمثلة في ابنتها نيفين وزوج ابنتها، في استكمال عملها الخيري.