الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ليلى فوزي.. عاشت في رومانسية ورحلت بهدوء

  • Share :
post-title
ليلى فوزي

تاريخ طويل من الفن والنجاح والتألق حققته الفنانة الكبيرة ليلى فوزي، التي يوافق اليوم ذكرى ميلادها (20 أكتوبر - 1981)، ورغم ضجيج النجاح والنجومية، إلا أنها كانت حريصة على أن تعيش حياتها في هدوء شديد، حتى وصفها المقربون منها بالانطواء، لكنها لم تكن تلفت لهذه الآراء، مفضلة الاختلاء بنفسها والعيش في جو رومانسي شاعري، لتكون وحيدة تراقب السماء، وعدم الاعتماد على أحد في شيء، لكن وراء هذا الهدوء والسكون تاريخ طويل من الفن وعلاقات زوجية مرتبكة كانت حديث الوسط الفني.

ليلى فوزي

لقاء عبد الوهاب

من مدرسة قاسم وجدي، انطلقت موهبة ليلى فوزي التي لم تعانِ من أي صعوبات كباقي زملائها، فالطريق كان مفروشًا بالورود حسبما وصفته من قبل، فكان حلم من أحلامها أن تعمل مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب حتى جاءتها الفرصة، من خلال فيلم "ممنوع الحب" لتقف أمام حلمها مرتبكة، لكن بخبرة السنوات يطمئنها نجمها المفضل ويجلس معها ليراجع مشهدها فتطمئن وتندمج مع الشخصية، وتنطلق الشابة الصغيرة إلى عالم الفن من أوسع أبوابه، وبعدما كانت تقبل أدوارًا من أجل الظهور، أصبحت نجمة يُعرض عليها الأعمال المهمة، حتى وصل رصيدها قبل رحيلها 80 فيلمًا سينمائيًا و40 مسلسلًا تلفزيونيًا من أشهرها على مستوى الدراما التلفزيونية: "لما التعلب فات، بنات سعاد هانم، هوانم جاردن سيتي، دمي ودموعي وابتسامتي".

أما على مستوى الأفلام، فشاركت مع كبار النجوم، ومن أشهر أعمالها: "فارس بني حمدان، المراهقة الصغيرة، حكاية العمر كله، سكون العاصفة" وغيرهم.

من الجاني

أما الزيجة الثانية فكانت من الفنان أنور وجدي الذي تتبع خطوات العشاق وبات يهتم بكل ما يخص "ليلى فوزي" منذ أن رآها معه في فيلم "من الجاني" ليقع في حبها، وعلى الفور تقدم ليطلب يدها رغم أنه لم يصرح بحبه لها نهائيا، حسبما روت في أحد لقاءاتها التليفزيونية، ولكن لم تكتمل فرحته وعاد خائبا حينما جاء رد والدها عليه: "معنديش بنات للجواز".

ولكن بإصرار العاشقين لم ييأس أنور وجدي وألح في طلبه لينهي والدها هذا الأمر ويخبره أنه يعلم بحبه للنساء ومغامراته معهم وابنته ما زالت صغيرة ولن تصلح له.

وبعد مرور 4 سنوات، يشتعل الحب من جديد في قلب أنور وجدي ويطلب من ليلى فوزي أن تسافر معه وتزوجا، ولكن مرض "وجدي" ولكن كانت "ليلى" وفية ولم تتركه وتفرغت لرعايته خاصة أن الأطباء أخبروها أنه في آخر أيامه، ولكنها لم تيأس من إنقاذ زوجها وسافرت إلى السويد لتسعفه ولكن وجدي رحل عنها هناك بعد 9 أشهر فقط من زواجهما.

ليلى فوزي

بُعد عن الأضواء

الصدفة كانت عنوان الزيجة الثالثة، فتحول جلال معوض من إعلامي يدعو فنانة للمشاركة في حفلات "أضواء المدينة" إلى محب وعاشق بعد عام واحد من التعارف، ولكن كالعادة وقف والدها ووالدتها أمام "جلال" كما حدث في زيجتيها السابقتين، وكانت الحجة هذه المرة أنها تزوجت مرتين، وأن مستواه الاجتماعي لا يناسبها.

ولكن هذه المرة حسمت "ليلى فوزي" مصيرها والتقت "جلال" وصارحته بما حدث معها، وقررت أن تذهب إلى المأذون دون إعلام أهلها وأكملت مسيرة وفائها وتحملت كل ظروفه وعاشت معه وسافرت معه إلى ليبيا وتركت الأضواء بعدما ترك الإذاعة المصرية، وقالت في أحد لقاءاتها التلفزيونية: "لم أكن أتخيل يوما أنني سأتحمل تلك الظروف ولم أتخيل نفسي مع رجل بعده"، لتنتهي هنا قصص ليلى فوزي مع الرجال.

المشهد الأخير

ودعت ليلى فوزى كل محبيها قبل رحيلها، فقد جاءوا جميعا ليشهدوا تكريمها من مهرجان القاهرة السينمائي لتقف سعيدة بين تصفيق الحضور الحارة، وأعربت عن حبها لتكريمها وهي على قيد الحياة، وحمل هذا التكريم طابعًا خاصًا لها لأن السينما كانت عشقها الأول والأخير رغم ابتعادها عنها فترة كبيرة ولكنها رفضت أن تطل على جمهورها بعمل ضعيف.

ومن مسجد مصطفى محمود، انطوت كل قصص ليلى فوزي ابنة حفيدة قيصر لي باشا، عام2005 ، حيث توفيت عن عمر ناهز 86 عاما، وحيدة دون ابن، رغم كل زيجاتها.

وبعد عدة أعوام أعاد فيلم "زى عود الكبريت" للفنان الراحل حسين الإمام، ظهورها على شاشة السينما، بعد أن أطلت من خلاله بمشاهد أرشيفية على جمهورها عند عرضه بعد رحيلها بما يقرب من 11 عامًا.

ليلى فوزي