الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحدثها "سيدتي الجميلة".. لماذا يفتش المسرحيون في دفاترهم القديمة؟

  • Share :
post-title
الفنانان الراحلان فؤاد المهندس وشويكار من مسرحية "سيدتي الجميلة"

Alqahera News - محمد عبد المنعم

يبحث بعض المسرحيين في الدفاتر القديمة، ليقدموا أعمالاً سبق إنتاجها من قبل، وكان آخرها عرض "سيدتي الجميلة"، الذي يعاد إنتاجه، ويلعب بطولة النسخة الجديدة النجم المصري أحمد السقا، والفنانة ريم مصطفى، ومقرر عرضه في موسم الرياض بالفترة من 6 إلى 10 ديسمبر الجاري.

"سيدتي الجميلة" المأخوذة عن المسرحية العالمية (بيجماليون) لجورج برنارد شو، عُرضت من قبل أكثر من مرة، وكانت البداية مع الفنان المصري الراحل فؤاد المهندس والفنانة شويكار عام 1969، وحققت نجاحاً باهراً بمعالجة الكاتب المصري الراحل بهجت قمر، وأُعيد تقديمها بعد ذلك من قبل الفنان حسين فهمي وبمشاركة الفنانة المصرية يسرا، وقدمها أيضًا الفنان المصري محمود ياسين، ونيللي.

"سيدتي الجميلة" ليست المثال الوحيد لكنها الأحدث، فمنذ فترة ونحن نجد الكثير من صناع الفن لديهم حنين إلى الماضي على كل المستويات، في السينما والدراما والمسرح، كان بينهم النجم المصري الكبير يحيي الفخراني حينما قرر العودة إلى المسرح اختار أعمالًا قديمة نجحت بالفعل وقرر إعادة معالجتها مرة أخرى منها "الملك لير"، و"ياما في الجراب يا حاوي"، وحينما سُئل عن السبب رد بأنه "لم يجد نصًا جيدًا يعيده إلى المسرح".

وحول اتجاه صُناع المسرح إلى الماضي، وإعادة تقديم أعمال حققت نجاحاً من قبل، تحدث عدد من المسرحيين والنقاد لموقع "القاهرة الإخبارية":

استعادة الذاكرة القديمة

يرى المخرج المصري سمير العصفوري، أن استعادة الذاكرة للأعمال الكلاسيكية القديمة ليس خطأً، حيث يقول: "بالنسبة لمسرحية سيدتي الجميلة، سبق أن قُدم منها عشرات المشاهد في العديد من الأعمال الفنية سواء مسرحيات أو أفلام، وفي مسرحية "كده أوكيه" التي قدمها الفنان المصري شريف منير استعان بمشاهد من المسرحية الأصلية، كما قُدمت في أكثر من دولة، بالإضافة إلى أن الفنان يحيي الفخراني سبق له أن قدّم أكثر من عمل قديم، فهل من الممكن أن نقول له لا يصح ما تقدمه، المهم في النهاية هو جودة العمل الجديد وكيفية معالجته."

وتابع: "أي عمل فني يجب أن نراه أولاً، ثم نحكم بعدها عليه ونتناقش، لكن الحكم الغيابي على سوء عمل أو جودته أمر غير منطقي، كما أنه لا يجب أن نقارن ممثلًا بآخر، فكل منهم نحكم عليه من فنيات الشخصية التي لعبها، وفي طريقة المعالجة التي قُدمت، لكن المقارنات بين الماضي والحاضر ليست عادلة، خاصّة أن المجتمع الآن تغير، وما يُقدم حاليا مختلف عما قُدم في الماضي، لذلك نعامله كعمل فني مستقل، ولكن حنين الناس وتعلق الشخصيات القديمة في أذهانهم هو ما يجعلهم يحكمون بالعاطفة".

مسرحية الملك لير

رؤية مختلفة

الموسيقار المصري حلمي بكر -الذي شارك في الموسيقى الخاصة بعرض سيدتي الجميلة قديمًا- يؤكد أنه لا مانع من تقديم العمل مرة أخرى برؤية مختلفة ما دامت القصة تتحمل، كما يمكن أن نضيف عليه بما يتناسب مع العصر الحالي، وهذا لا يحدث للمرة الأولى، فقد شاهدنا العديد من الأعمال الفنية التي أعيد تقديمها، ويكون الحكم النهائي بعد مشاهدة النسخة الجديدة من أي عمل فني."

للإعادة وجهان

أما المؤلف سامح مهران، قال: "الإعادة أحيانًا تكون مهمة وفي أوقات أخرى لا، لأنه أحيانا العمل المعاد إنتاجه يؤكد قيّم عفا عليها الزمن، أما فكرة استخدام تقنيات جديدة لموضوع قديم ينقلنا للزمن الذي نتواجد فيه عبر وسائل التقنية الحديثة، لذلك لها وجهان، الجيد والسيء، وهذا يرجع لطريقة تقديم كل عمل".

مسرحية ياما في الجراب يا حاوي

الظاهرة ليست جديدة

يقول المؤرخ المسرحي المصري عمرو دوارة: هذه الظاهرة بجميع أشكالها ليست جديدة إطلاقًا، سواء بالمسرح العالمي أو العربي، مشيرًا إلى إعادة تقديم بعض العروض من خلال نفس الفرقة وبنفس الرؤية الإخراجية السابقة يطلق عليها مصطلح "عروض الريبرتوار"، في حين لو قدمت نفس النصوص بمعالجات جديدة ورؤى إخراجية مختلفة تصبح عروضا جديدة، ويكفي أن نقدم دليلا على ذلك أن نص "عايدة" لسليم النقاش قُدّم خلال بدايات المسرح العربي أكثر من عشرين مرة.

ويضيف: "يطيب لي في هذا الصدد التنويه بأن تقديم إحدى الفرق أو مجموعة من الفنانين نصًا أو عرضًا سبق تقديمه فإن ذلك ليس مؤشراً على نجاح العرض الأول، بل ربما يكون عدم توفيق مجموعة العرض الأول في تحقيق النجاح الأدبي والجماهيري، وأن الدافع وراء إعادة تقديمه لتأكيد المهارات الفنية للفريق الجديد، وإن كانت الحالة السابقة تعد استثنائية حيث غالبًا ما يكون سبب إعادة التقديم هو استثمار النجاح الأول.

ويؤكد دوارة: هناك عدد من المسرحيات الناجحة لنجيب الريحاني أعيد تقديمها من خلال النجوم: سراج منير، عدلي كاسب، عادل خيري، فؤاد المهندس، محمد عوض، فريد شوقي، أبو بكر عزت، وإن كانوا جميعًا لم يصلوا بشهادة النقاد إلى مرتبة الريحاني الذي كُتبت له تلك الشخصيات الدرامية.

وتابع: برغم ثقتي في قدرات ومهارات وخبرات الفنان أحمد السقا إلا إنني أشفق عليه وعلى جميع المشاركين معه من المقارنة مع نجوم العرض الأول، وخاصة الفنانة ريم مصطفي ومقارنتها مع القديرة شويكار.