الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأطباء يستغيثون بـ"ماكرون": أطفال فرنسا في خطر

  • Share :
post-title
قسم العناية المركزة للأطفال بفرنسا

بعد انتشار جائحة كوفيد-19 مع دخول فصل الشتاء، ووباء التهاب القصبات الهوائية، ونقص كبير في الموظفين، أصبحت مستشفيات مدينة إيل دو فرانس التي تقع في شمال وسط فرنسا، وعاصمتها مدينة باريس، ممتلئةً لا سيما خدمات طب الأطفال.

6 آلاف طبيب يستنجدون بماكرون

وكرد فعل على تدني الأحوال الطبية، أطلق 6 آلاف طبيب أطفال صرخة إنذار عن طريق توجيه خطاب إلكتروني مفتوح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أدانوا فيه امتلاء أقسام طوارئ الأطفال في المستشفيات، بسبب ضرب وباء التهاب القصبات الهوائية للمنشآت الطبية الفرنسية، ما أدى إلى دخول الأطفال إلى أقسام غير مناسبة، والتحويلات الطبية إلى مناطق بعيدة عن منازل والديهم، وتأجيل العمليات الجراحية، والخروج المبكر من المستشفى.

أزمة شديدة

أعلنت المديرة العامة لهيئة الصحة الإقليمية بالمدينة، أن أقسام طب الأطفال تتعرض لـ"أزمة شديدة"، وحذّرت من أن التوقعات ليست جيدة.

بحسب ما أفادت به وسائل إعلام فرنسية، فصرحت المديرة العامة لوكالة الصحة الإقليمية في "إيل دو فرانس" أميلي فيردير، بأن خدمات طب الأطفال في المدينة عالقة بين نقص الموظفين وغزو وباء التهاب القصبات الهوائية للقطاع الطبي، في ظل أزمة شديدة.

وقالت فيردير لـ"فرانس برس": "لدينا أزمة قوية، بل قوية جدًا، في أجنحة الأطفال في المنطقة"، موضحة أن التهاب القصبات الهوائية يضاف إلى "الصعوبات الكبيرة جدًا" المرتبطة بـ"الوظائف الشاغرة".

وأدّى الوباء على مدى أسبوعين إلى "زيادة ملحوظة في زيارات الطوارئ" بين الأطفال دون سن الثانية، تلاها عدد أكبر من حالات دخول المستشفيات مقارنة بالعام الماضي.

في ظل خطر امتلاء المستشفيات في العناية المركزة للأطفال، نُقل 14 مريضًا إلى وحدات الرعاية الصحية في مدن أخرى مثل مدينتي أميان وروان خاصةً.

حذّرت فيردير من أن "الوضع المتوقع للأيام والأسابيع المقبلة ليس جيدًا"، معتمدة على "تضامن جميع" مقدمي الرعاية، من أجل "التخفيف من حالات الطوارئ".

وأشارت المديرة العامة لوكالة الصحة الإقليمية إلى أن المناقشات جارية مع بعض المراكز الطبية تحت الطلب لتمديد ساعات العمل المسائية، مناشدة "مسؤولية الجميع"، لا سيما الآباء "لحماية أنفسهم من أوبئة الشتاء"، من خلال التطعيم ضد كوفيد، بما في ذلك الأطفال، مطالبة باللجوء المناسب إلى "حالات الطوارئ".

وشددت فيردير على أن "الوضع خطير"، موضحة أن "التدابير المالية لا تندرج تحت المستوى الإقليمي".

الحكومة مسؤولة

اتهمت الطبيبة فيرونيك هنتجن، في حديثها لمجلة "فرانس إنفو" الفرنسية، الحكومة بالمسؤولية الكاملة عن المآسي التي حدثت وسوف تحدث.

وأشارت هنتجن إلى أن "هذا خطر على هؤلاء الأطفال، فنحن نعرض مجتمع الغد للخطر".

رسالة لماكرون

وحول سبب توقيع الأطباء على الوثيقة، أوضحت أحد الأطباء وتدعى ميلودي أوبارت، لمجلة "فرانس إنفو"، أن ما أرادوا توصيله للرئيس الفرنسي، أن كل يوم يبذل الطاقم الطبي قصارى جهده لعلاج الأطفال، و"هذا ما يجمعنا.. إنها وظيفتنا، لكنها ليست كافية".

واستنكرت أوبارت تعريض الأطفال للخطر وعدم كفاية الرعاية اليومية للأطفال الذين لم يصبح في مقدورهم إسعافهم.

وأشارت الطبيبة الفرنسية إلى أن الهدف من تلك الوثيقة ليس إثارة الذعر بين السكان، مشيرة إلى أن الجميع يشعر بالتوتر بشأن الأخبار، لكن وجب التنبيه من أن الأطفال هم المستقبل.

واختتمت أوبارت كلمتها مؤكدة أنه: "إذا لم نعد قادرين على الاعتناء بهم، والعناية بهم بأفضل ما نستطيع، فعندئذ يجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية، ويجب على الرئيس اتخاذ إجراءات عاجلة لتغيير الأمور".

استبعاد مريض كل 3 ساعات

وأوضح رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى روبرت ديبري ستيفان دوجر، أحد الموقعين على الخطاب الموجه للرئيس الفرنسي، أنه يجرى حاليًا استبعاد مريض كل 3 ساعات.

جدير بالذكر أن التهاب القصبات الهوائية يضرب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين في فرنسا كل خريف، ويستمر لجزء من الشتاء في كل عام، وغالبًا ما يتطلب ذلك دخول الأطفال، دون سن عام واحد إلى المستشفى.