الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: ندعم مصر لتصبح رائدة في الطاقة الخضراء (حوار)

  • Share :
post-title
المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هالة غريط

Alqahera News - آلاء عوض

باعتبارها من القوى العظمى في العالم، تنخرط الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من القضايا على الساحة الدولية، أبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية، وقضية تايوان، وأيضاً المشكلة الفلسطينية، وبشأن هذه القضايا تحدثت هالة غريط، المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وكشفت عن مواقف بلادها تجاه تلك الأزمات.

وتطرقت "غريط" في حوارها مع موقع قناة "القاهرة الإخبارية" إلى الحديث عن مؤتمر المناخ، الذي سيعقد في شرم الشيخ، في نوفمبر المقبل، موضحة أن هناك تعاون مناخي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح هناك عمل بشكل جدي لمعالجة الأزمة التي أصحبت أكثر إلحاحاً، وإلى نص الحوار:

بماذا تصفون العلاقات المصرية الأمريكية في السنوات الأخيرة خصوصاً فيما يتعلق بالتعاون المناخي ونحن مقبلين على مؤتمر المناخ "كوب 27"؟

إن العلاقات المصرية الأمريكية كانت ولا تزال قوية وعميقة على كثير من الأصعدة، كالتعاون الاقتصادي، والتعليمي والسياحي، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والصحة، ولا سيما فيما يتعلق بالتصدي لفيروس كورونا، حيث عملت الولايات المتحدة مع مصر جنباً الى جنب للحد من انتشار الفيروس، ونحن نشكر مصر على تقديمها مساعدات في شكل معدات طبية للولايات المتحدة، فيما منحت الولايات المتحدة 1.8 مليون جرعة جديدة من لقاح فايزر إلى مصر في يناير 2022، وفيما يتعلق بالتعاون المناخي، يعمل البلدان سوياً على تخفيف آثار تغير المناخ، حيث أصبح العمل الجدي لمعالجة أزمة المناخ أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لذلك فإن هناك عدد من الشركات الأمريكية، تعمل مع القطاعات المختلفة في مصر لتقديم الخبرات، والعمل معاً على مشاريع مختلفة للتصدي لآثار هذه الأزمة، ولمساعدة مصر على أن تكون رائدة في مجال الطاقة الخضراء، كما تتطلع الولايات المتحدة الى التعاون مع مصر المستضيفة لمؤتمر المناخ الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل

وتجدد الولايات المتحدة التزامها بتعزيز العلاقات مع مصر، عن طريق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، حيث قدمت الولايات المتحدة أكثر من 30 مليار دولار خلال العقود الأربعة الماضية، في إطار التعاون في مجالات الزراعة والسياحة والمياه والاستثمار وصناعة الأعمال والصحة والتعليم، كما يدرس ويزور الآلاف من المصريين الولايات المتحدة في إطار التبادل الثقافي والبعثات التعليمية بين البلدين.

إنّ العلاقات بين الشعبين الأمريكي والمصري هي جوهر وأساس العلاقات بين البلدين، حيث أصدرت السفارة الأمريكية في القاهرة أكثر من 50 ألف تأشيرة زيارة للولايات المتحدة للدراسة والسياحة والأعمال، كما زار مصر أكثر من 208 آلاف أمريكي خلال العام الماضي، فيما يعيش أكثر من 250 ألف مصري داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ويسكن ما يقارب 60 ألف أمريكي في مصر، ونحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في كافة المجالات.

ما هو موقف الإدارة الأمريكية الحالية من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. كيف ترى واشنطن الحل؟

إن موقف الولايات المتحدة ثابت ولم يتغير، حيث إن هذه الإدارة تؤمن بشدة أن حل الدولتين هو الحل الأنسب لهذا الصراع الذي طال أمده، وقد أكد الرئيس جو بايدن خلال كلمة ألقاها في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته لبيت لحم في يوليو، فالولايات المتحدة من الداعمين لحل الدولتين، والتزام الرئيس "بايدن" بذلك لم يتغير، وهو يرى أن الشعب الفلسطيني يستحق العيش في دولة مستقلة وذات سيادة.

وأكّد الرئيس شخصياً خلال هذه الزيارة على التزام الولايات المتحدة بالأونروا، معلناً عن مساعدات بقيمة 201 مليون دولار، وبذلك يصل إجمالي مساهمة الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونوروا" إلى 618 مليون دولار منذ بداية عهد إدارة بايدن، كما أعلن الرئيس عن عدد من المبادرات لدعم الشعب الفلسطيني وتشمل تعزيز قطاعات الرعاية الصحية والتكنولوجيا، ودعم شبكة اتصالات الجيل الرابع، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي والحوار لدعم السلام، كما أعلن الرئيس عن منحتين جديدتين بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار، على مدى خمس سنوات لتنفيذ مشروعات يديرها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، من أجل تهيئة البيئة اللازمة لتحقيق سلام طويل الأمد، وسيعمل هذا التعاون على المستوى الشعبي على بناء الثقة المتبادلة والتفاهم بين المجتمعين، وهذه الخطوات من شأنها تسهيل الطريق لبدء مناقشات مباشرة للتوصل إلى حل الدولتين، ولن تتخلى الولايات المتحدة عن السلام وعن حل الدولتين، وندعو للتوقف عن كل الإجراءات أحادية الجانب وإنهاء العنف الذي لا يصب في مصلحة أحد.

هل شهدت القضية أي تحركات في الفترة الأخيرة؟

الرئيس بايدن مهتم جداً بحل الدولتين، وهذه الإدارة ترى أنه الحل الأنسب لكلا الطرفين لأنه يضمن الحرية والأمن والازدهار للشعبين، وقد سعدنا مؤخراً لسماع نفس الموقف من الجانب الإسرائيلي في سبتمبر الماضي، أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ورحبنا بهذا الموقف، وبالتالي فإن الولايات المتحدة على استعداد لتقديم كل المساعدة المطلوبة لتقريب الجانبين وتشجيعهم على المحادثات المباشرة، ولكن من الضروري في البداية أن تكون الولايات المتحدة على تواصل مع كلا الجانبين ولهذا السبب قامت هذه الإدارة بالعديد من المناقشات والزيارات للطرفين وكانت زيارة الرئيس بايدن للمنطقة تأكيدا على اهتمام الإدارة بهذا الملف ضمن ملفات أخرى.

ولقد رأينا قبل بضعة أشهر بعض المؤشرات الجيدة مثل تحدث رئيس وزراء إسرائيلي مع رئيس السلطة الفلسطينية لأول مرة منذ خمس سنوات، وهذه التحركات سوف تصب في صالح الشعبين، ونأمل أن تؤدي إلى نتائج إيجابية، والرئيس بايدن قالها بشكل صريح خلال زيارته إلى الضفة الغربية، أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن السلام ولن تتخلى عن حل الدولتين.

 هل هناك أي تحركات أو متابعة من قبل الولايات المتحدة بشأن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية؟

الولايات المتحدة لن تتدخل في مثل هذه المحادثات الداخلية، ولكن موقفنا بشكل عام تجاه حماس لم يتغير حيث أن هذا التنظيم مصنفاً كتنظيم إرهابي، ونرى أن الفلسطينيون في قطاع غزة يستحقون حكومة تعمل من أجل تأمين حياة كريمة وآمنة لهم، فبينما يواجه الفلسطينيون في غزة ظروفاً معيشية واقتصادية قاسية في ظل حكم حماس، حيث تجمع هذه الجماعة مئات الملايين من الدولارات، ولهذا السبب فرضت وزارة الخزانة عقوبات على بعض الأفراد والشركات، وأولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية.

وفيما يتعلق بالدعم المستمر لتطوير مجتمع فلسطيني آمن وحر وديمقراطي ومزهر، قدمت الولايات المتحدة أكثر من نصف مليار دولار من المساعدات للفلسطينيين، بما في ذلك 90 مليون دولار من الدعم من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منذ شهر أبريل 2021 و 24 مليون دولار للمساعدة في التعافي من جائحة كوفيد-19 وإعادة الإنعاش في غزة، وفي الوقت نفسه، ما زلنا نركز على دعم الشعب الفلسطيني، لأنه يستحق العيش في سلام، وتعتزم الولايات المتحدة تقديم قرابة 75 مليون دولار إضافية من المساعدات الاقتصادية للشعب الفلسطيني هذا العام، وتقدم الولايات المتحدة أيضًا 45 مليون دولار لبرامج دعم قطاع الأمن بما في ذلك تحسينات مهمة لسيادة القانون.

وتدعم المساعدة الأمريكية للشعب الفلسطيني قطاع الأعمال الخاص الفلسطيني، والإغاثة السريعة للأسر الأكثر احتياجًا، وكذلك تقديم دعم إلى المجتمع المدني الفلسطيني، وتوفير الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والنظافة، كما أن هذه المساعدات تعزز سيادة القانون، لا سيما في قطاع الأمن.

ما الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في الأزمة الروسية الأوكرانية؟

الولايات المتحدة تركز على تقديم كل الدعم اللازم لأوكرانيا على كل الأصعدة، عسكرياً وأمنياً، إنسانياً واقتصادياً لتكون أوكرانيا في موقف أقوى سواء على أرض المعركة ، أو طاولة المفاوضات، وكما قال الرئيس بايدن: كسب الحرب في أوكرانيا هو إخراج روسيا من أوكرانيا بشكل كامل والاعتراف بسيادة أوكرانيا على كل أراضيها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والحدود الجغرافية المعترف بها دولياً، وإذا توقفت روسيا عن القتال وانسحبت، ستنتهي الحرب، ولكن إذا توقفت أوكرانيا عن القتال، ستنتهي أوكرانيا.

إن "الاستفتاءات الزائفة" وجهود الضم تعد إهانة لمبادئ السيادة، ووحدة الأراضي، التي يرتكز عليها السلام والرفاهية الدوليين، ولن تعترف الولايات المتحدة أبدًا بضم روسيا المزعوم لأي أرض استولت عليها بشكل غير قانوني من أوكرانيا، فالمحادثات بين البلدين لم تتوقف لأن أوكرانيا أدارت ظهرها للدبلوماسية كما يزعم الكرملين، لقد توقفت هذه المحادثات لأن روسيا تواصل شن حرب للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أوكرانيا، ونحن لا نعرف متى ستنتهي هذه الحرب، لكننا نعرف أن أوكرانيا ستخرج منتصرة، وستواصل الولايات المتحدة الوقوف مع أوكرانيا طالما يتطلب الأمر ذلك.

كيف تصفون تصرفات روسيا في الفترة الأخيرة في تلك الأزمة؟

إن تصرفات روسيا الأخيرة من محاولات ضم واستفتاءات زائفة وتصعيد عسكري ضد المدنيين والبنية التحتية لأوكرانيا هي كلها تصرفات مشينة، وهي إهانة لميثاق الأمم المتحدة وكل القوانين الدولية، وما تقوم به روسيا في أوكرانيا يصل إلى مستوى جرائم الحرب، ولن تفلت روسيا من المحاسبة ولن نتوقف عن دعم أوكرانيا حتى تنسحب روسيا من كل الأراضي الأوكرانية بدون استثناء.

 كيف تنظر الولايات المتحدة إلى ممارسات الصين في قضية تايوان؟

ليس هناك أي مبرر لتصرفات الصين غير المنطقية وهذا التصعيد دون أي سبب، ولكن هذا النهج من الإكراه واستخدام القوة ليس بجديد بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية لقد رأينا مثل هذه التصرفات في تايوان من قبل ودول اخرى، وبشكل عام، فسياستنا كانت ولا زالت منذ أربعة عقود قائمة على سياسة "صين واحدة"، وإن التزامنا تجاه تايوان ثابت للغاية، ويسهم في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وداخل المنطقة، وستواصل الولايات المتحدة دعم الحل السلمي للقضايا عبر المضيق، بما يتفق مع رغبات ومصالح الشعب في تايوان، ونحن نحث بكين على وقف ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية ضد تايوان والانخراط بدلا من ذلك في حوار هادف مع تايوان.

 كيف ستتصرف الولايات المتحدة حال تحرك عسكري صيني في تايوان؟

لن ندخل في سيناريوهات قد تحدث أو لا، ولكن الأعمال الاستفزازية التي قامت بها الصين كان تصعيد كبير، لقد رأينا كيف حاولت بكين تغيير الوضع الراهن في تايوان منذ فترة حتى الآن، على سبيل المثال، مضاعفة عدد الطائرات فوق خط الوسط الذي يفصل بين الصين وتايوان خلال العامين الماضيين وممارسة الإكراه الاقتصادي والتدخل السياسي والهجمات الإلكترونية ضد تايوان، والآن قاموا بأفعال خطيرة وتصعيد إلى مستوى جديد، فقد نقلت الولايات المتحدة رسالة إلى جمهورية الصين الشعبية باستمرار وبشكل متكرر مفادها أننا لا نسعى إلى أزمة ولن نتسبب فيها، ولكن الصين اختارت المبالغة في رد الفعل واستخدام زيارة رئيسة مجلس النواب بيلوسي كذريعة لزيادة النشاط العسكري الاستفزازي في مضيق تايوان وحوله، وتوقعنا أن تتخذ الصين خطوات من هذا القبيل وتحدثنا عن مثل هذا السيناريو من قبل الحقيقة أن زيارة رئيسة مجلس النواب كانت سلمية ولا يوجد أي مبرر لهذا الرد العسكري المتطرف وغير المتناسب والتصعيد. 

ولم يتغير شيء بشأن سياسة "صين واحدة"، التي يسترشد بها قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة الثلاثة والتأكيدات الستة، ولا نريد تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن من أي جانب، فنحن لا نؤيد استقلال تايوان ونتوقع حل الخلافات بالطرق السلمية وليس بالإكراه أو بالقوة، ونحن لسنا وحدنا في هذا الموقف فقد أصدرت رابطة دول جنوب شرق آسيا بيانًا حول الحاجة إلى تهدئة التوترات في مضيق تايوان كما أن مجموعة السبع رفضت محاولة بكين إكراه وترهيب تايوان، وهناك مخاوف جدية ليس فقط لتايوان ولكن من احتمال أن تؤدي هذه الأعمال من قبل بكين إلى زعزعة استقرار المنطقة الأوسع، ولن يتم استفزاز الولايات المتحدة، وسنواصل القيام بما قمنا به لفترة طويلة.

وسندعم السلام والاستقرار عبر مضيق تايوتن، وحرية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسنلتزم بحلفائنا وشركائنا وسنعمل معهم ومن خلال المنظمات الإقليمية لتمكين حلفائنا في المنطقة من اتخاذ قراراتهم الخاصة، دون إكراه، كما سنتخذ المزيد من الخطوات لإظهار التزامنا بأمن حلفائنا في المنطقة.

بعد مقتل الظواهري.. هل تتوقع الولايات المتحدة أي رد فعل من قبل تنظيم "القاعدة" الإرهابي؟

كما قال وزير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لا شك أن العالم أصبح مكانًا أكثر أمانًا بعد موت الظواهري، وستواصل الولايات المتحدة العمل بحزم ضد أولئك الذين يهددون بلدنا أو شعبنا أو حلفائنا وشركائنا، سواء كان هناك رد فعل من القاعدة أم لم يكن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها للتصدي للتهديدات الإرهابية سواء في أفغانستان أو العالم، ولقد قال الرئيس بايدن العام الماضي بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أننا لا نريد أن نرى أفغانستان ملاذاً آمناً للإرهابيين وبالفعل حققنا هذا الالتزام وسنواصل القيام بذلك في مواجهة أي تهديدات مستقبلية، وسنعمل مع شركائنا في كل مكان للتصدي لأي تهديدات سواء من القاعدة أو داعش أو غيرهم من التنظيمات الإرهابية.

وماذا بشأن الاحتياطات التي اتخذتها الولايات المتحدة لحماية مواطنيها في الخارج؟

ليس لدى الرئيس بايدن وهذه الإدارة أولوية أهم من حماية المواطنين الأمريكيين أينما كانوا، لا يمكننا أن ندخل في التفاصيل الأمنية، ولكن هذه الإدارة تعمل على مدار الساعة لضمان أمن المواطنين الأمريكيين في كل أنحاء العالم.