نشأت فرح الديباني، مغنية الأوبرا المصرية، ابنة محافظة الإسكندرية، وسط محيط أُسري مُحب للموسيقى الكلاسيكية والفن الأوبرالي، كان جدها الذي يعزف البيانو أول من شجعها على تعلم العزف عليه في سن السابعة، وبسن الـ14 بدأت في تلقي التدريب الصوتي مع مغنية الأوبرا المصرية الشهيرة نيفين علوبة.
سافرت فرح إلى ألمانيا في عام 2010، لدراسة الغناء الأوبرالي لتحصل على بكالوريوس في الغناء الأوبرالي، من كلية هانز إيسلر للموسيقى ببرلين.
وبعد 6 أعوام وتحديدًا في عام 2016، تقدمت الديباني لخوض الاختبارات المؤهلة للالتحاق بأوبرا باريس، وبالفعل اجتازت اختبارات لجنة الاختيار، لتصبح أول مغنية مصرية وعربية تنضم إلى أكاديمية الأوبرا في فرنسا وتقف على مسرح أوبرا باريس.
نجحت فرح الديباني في تحقيق خطوات سريعة ومتلاحقة نحو النجومية والشهر، حيث حصلت في عام 2019، على جائزتها الشهيرة والمرموقة في الغناء الأوبرالي Prix Award Lyrique de l’AROP، لتصبح أول مطربة مصرية تحصل عليها، وهي الجائزة التي لفتت الأنظار إليها، وأهلتها للمشاركة في العديد من الأحداث والفعاليات العالمية المهمة، من بينها حفل افتتاح منتدى هيئة الأمم المتحدة من أجل المساواة بين المرأة والرجل، وهي الفعالية التي حضرتها هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شهد غناء السوبرانو المصرية للنشيد الوطني الفرنسي، في الحفل الذي أقامه عقب فوزه في الانتخابات الأخيرة، أبريل الماضي، وأصبحت الديباني الأجنبية الأولى التي تغني النشيد الوطني الفرنسي في مناسبة رئاسية.
وتكرر الأمر، أمس الأحد، حيث شهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غناء الديباني النشيد الفرنسي للمرة الثانية في الحفل الختامي لبطولة كأس العالم، التي أُقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، على استاد لوسيل، قبل انطلاق المباراة النهائية التي جمعت المنتخب الفرنسي مع نظيره الأرجنتيني.
تجيد الديباني الغناء بالعديد من اللغات، من بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وغنت على أشهر المسارح في أوروبا، بما في ذلك أوبرا باريس وبرلين، وكرمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال منتدى شباب العالم، في شرم الشيخ عام 2021.