بين أهمية العلاقات الاجتماعية والأسرية ومدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في جودة هذه العلاقات، تبحث الدراما التليفزيونية -بأكثر من زاوية وأساليب متنوعة- تطور ترابط الأسرة وطبيعة علاقتهم في زمن السوشيال ميديا، وأسلوب الحياة المختلف الذي فرضته على كل أفراد العائلة.
من هذا المنطلق يتناول المسلسل المصري "جروب العيلة" الذي يُعرض مطلع العام الجديد على تقديم طرح مختلف بأسلوب جديد من خلال تناول المشكلات العائلية وكيفية تعامل الآباء مع أبنائهم، والعكس، ومدى تأثر العلاقات الإنسانية في العصر الحالي، بسبب وسائل التطور التكنولوجيا المختلفة.
رسائل عدة
دائمًا ما تتميز هذه النوعية من المسلسلات بوجود الجد أو الجدة اللذين يمثلان الجيل القديم، ولكنهما يشهدان العصر الحالي بما يحمله من تطور واختلاف كلي عن عصرهما، ليبرز البناء الدرامي للعمل وهو "لقاء أجيال مختلفة في عمل واحد".
تُمثل الفنانة القديرة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، الجيل القديم في مسلسل "جروب العيلة" لتكون صوت العقل في أحداث العمل، وحول ذلك تقول لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن أكثر ما حمّسها للعمل هو أنه مليء بالرسائل المختلفة التي سيلمسها المُشاهد عند عرض المسلسل، إذ يناقش قضايا عدة تتعرض لها الأسر المصرية، دون الاكتفاء بتسليط الضوء على قضية تأثير السوشيال ميديا في الأسرة فقط، كما هو مشاع، بل هي جزء من قضايا عدة نطرحها داخل الأسرة الواحدة.
يحاول العمل -من خلال أحداثه- العودة إلى شكل الأسرة المصرية والعربية قديمًا من خلال الحرص على إظهار الترابط والتكاتف، رغم كل تحديات التفكك الأسرى التي تسببت فيها وسائل التواصل الاجتماعي، وعن ذلك تقول سميحة أيوب: "أجسد خلال أحداث المسلسل، دور جدة لديها أبناء، وأحفاد يحرصون على زيارتها يوم الجمعة من كل أسبوع، ليجتمعوا معها في منزل العائلة، ولكننا خلال الأحداث نستعرض المشكلات العائلية من خيانة زوجية وسلوكيات خاطئة لدى الأبناء، بالإضافة إلى تأثير السوشيال ميديا في العائلة وكيف تفرق بينهم، وتتسبب في عدد من المشكلات".
خوف وقلق
يتطرق العمل الذي يحمل ملامح الأسرة المصرية، إلى دور الأم في مواجهة مشكلات تربية الأبناء، والخوف والقلق الذي يسيطر عليها بسبب التغيرات التي يشهدها المجتمع الخارجي، وفي هذا الإطار تجسد الفنانة المصرية صفاء جلال، أحد أبطال المسلسل، شخصية الأم، إذ تقول: "أكثر ما حمّسني لخوض هذه التجربة، هو أن القصة قريبة من كل بيت مصري، إذ يتناول العمل قضايا تحدث كل يوم بين العائلات".
تضيف: "العمل يوضح لنا مساوئ وعيوب السوشيال ميديا ومدى تأثيرها في الأجيال الجديدة، ويتطرق إلى الوظائف التي نتج عنها وجود مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، وأصبح يهتم بها الشباب مثل إنفلونسر وخبيرة تجميل، وغيرها من الوظائف التي أصبح يهتم بها الشباب، وهو ما يشير إليه العمل، ويستعرض كيفية تعامل الآباء مع أبنائهم في ظل هذه الأوضاع".
سلبيات ومشكلات
يؤكد الفنان المصري حسام فارس، أحد أبطال المسلسل، أن العمل يستعرض تأثير السوشيال ميديا في العائلات ودورها في توقف اللقاءات والتجمعات، إذ أصبح ما يربط العائلة مجرد رسائل على جروب، إضافة إلى وجود عدد من الأفكار الخاطئة التي تؤثر سلبيًا في الأجيال الحديثة، وتدمير الأخلاق والمبادئ".
يضيف: "أجسد خلال أحداث العمل، دور زوج يدعى حسن، وهو شخص مخلص ومحب لأسرته وزوجته، وتحاول إحدى الفتيات أن ترتبط به، لتقع مشكلات بين الطرفين".
المسلسل يشارك في بطولته الفنانين أحمد سعيد عبد الغني، إسلام جمال، حنان سليمان، وإخراج منال الصيفي.