بداية الممثل اللبناني وسام صباغ كانت من خلال برنامج كوميدي، وحقق نجاحًا كبيرًا، لكن واجهته بعد ذلك عدة تحديات للخروج من قالب وضعه الجمهور به، إذ كان يؤمن بأن موهبته تتخطى حدود الكوميديا رغم اعتزازه بها، لذا حرص على أن يقدم أدوارًا مختلفة منذ ظهوره عام 2006.
في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" تحدث وسام صباغ عن مشواره الفني وانتقاله من الكوميديا إلى الدراما والتراجيدي، وتطرق إلى أعماله الفنية المقبلة، إذ قال: أقدم أعمالًا متنوعة غير مكررة، حتى لا يصاب المشاهد بالملل، وإن الفنان في بداية مسيرته الفنية يجب أن يتمتع بالوعي والفهم ليستخدم أدواته بشكل صحيح، خاصة عندما يرسم طريقه بنفسه، وليس لديه إدارة أعمال تُرشده للطريق السليم.
ورغم إيمانه بأن للأعمال الفنية الكوميدية دور مهم في محاولة تخفيف العبء عن المواطن، فإنه كشف عن ندمه على استغراقه وقتًا طويلًا في تأديتها موضحا: اكتشفت نفسي في الكوميديا بين أصدقائي وعائلتي، ولاحظت أن لدي حسًا كوميديًا بدأت به مسيرتي الفنية، لكن تأدية الدور لسنوات طويلة جعلني أتأخر كثيرًا في حياتي الفنية، ولو عاد بي الزمن لأعدت حساباتي في بعض الأمور، ولكن بعد اكتساب خبرات كثيرة ونضج فني، وجدت أن الوقت مناسب لتقديم أدوار متنوعة ومميزة، الأمر الذي كان صعبًا في الماضي.
ولدى وسام الصباغ ضوابط في اختيار الأدوار الكوميدية، كشف عنها بقوله إنه رفض أعمالًا لأنها تعتمد على الإيحاءات غير اللائقة ولا تناسب مجتمعنا، وجعلته يشعر بأن الكوميديا أصابها نوع من التشوه رخّص كثيرًا من قيمتها.
عانى الممثل اللبناني نحو عامين من محاولات مضنية لإقناع المخرجين وشركات الإنتاج بأن لديه مواهب متعددة غير الكوميديا، حيث قال: جاءتني الفرصة من خلال عمل درامي تاريخي بعنوان "ثورة الفلاحين" يتحدث عن حقبة زمنية تعود لأواخر القرن التاسع عشر، فوجئت بعدها بأن الجمهور يسألني عن سبب تأخري في تقديم دور مختلف وحصري في الكوميديا، كما قدمت دورًا يميل إلى الشر بمسلسل "للعودة" حقق ردود فعل طيبة.
الجار للجار
يعتبر الفنان اللبناني مسلسل "الجار للجار" الذي قدمه عام 2021 عملًا عائليًا كوميديًا محافظًا، جمع فنانين من جنسيات مختلفة، لهم أسلوبهم المميز ومنهم الممثلين المصريين بيومي فؤاد وشيماء سيف، اكتسب منهم خبرات كثيرة، إذ قال إن الممثل الموهوب يستطيع أن يتنوع في أدواره مثل فنانين كبار على الصعيد العربي برعوا وتنوعوا في جميع أدوارهم وأبرزهم الفنان المصري عادل إمام، فالأخير جعلني لا أحب أن أنحصر في قالب الكوميديا فقط، وأن أطور من نفسي مستقبلًا عبر قوالب أخرى منها التراجيدي.
عمل درامي مشترك
اكتسب الممثل خبرات من احتكاكه بمواهب من جنسيات أخرى، مشيرًا إلى أنه في بداية مشواره عندما كان طالبًا بالجامعة شارك في عروض بالمسرح التجريبي، وشاهد فرقًا من مختلف أنحاء العالم أثقلت خبرته وأكسبته نضجًا، إذ قال: أي عمل فني مشترك يساعده على أن يتعرف على فنون ومواهب من مدارس مختلفة.
تقديم البرامج
وحول تجربته في المشاركة ببرامج التلفزيون الفُكاهية أشار إلى أنها تتمتع بمساحة أوسع من الحرية، مع فرصة التعبير الارتجالي العفوي لا يتقيد بنص مكتوب، وأن من خلالها يظهر مقدم البرامج على النقيض من الصورة المحفوظة "الكليشيه"، ويساعد على ذلك تمتع الفنان بخفة ظل تعجب الجمهور.
المسرح
رغم أن دراسة وسام الصباغ الأساسية في الجامعة المسرح، لكنه لم يتجه بشكل أساسي إلى العروض المسرحية، نظرًا لقلة الإنتاجات المسرحية، مشيرا إلى أنها ليست وسيلة للرزق بشكل مباشر، ورغم ذلك لا يمانع في أن يخوض تجربة جديدة على خشبة المسرح شرط أن تكون مناسبة وتليق بجمهوره.
للموت
يعد مسلسل "للموت" من أبرز أعمال وسام صباغ ولقي عنه صدى كبيرًا في الوطن العربي، لأن قصته تعبر عن فئة لشباب من بيئة متواضعة تُمثل شريحة كبيرة من الشباب، ووصفه بأنه عمل لمس مشاعر الجمهور في أنحاء مختلفة بالوطن العربي، وليس لبنان فقط، وجسّد به دور شاب يُدعى "محمود" تخرج في الجامعة ولم يجد وظيفة، ويعاني من ظروف معيشية صعبة ويضطر إلى السرقة لكي يشتري علاج والده لإنقاذه من الموت.
وكشف وسام صباغ عن بدء تصويره جزءًا ثالثًا لمسلسل "الموت" مكون من 30 حلقة ويعرض في رمضان المقبل 2023، كما أن لديه مشروع مسلسل درامي جديد من المحتمل عرضه في رمضان المقبل، رفض الكشف عن اسمه حتى يوقع عقد بطولته.
مصر عمود الفن
ويشعر الممثل اللبناني بالظلم نظرًا لقلة الأعمال الإنتاجية غير الكافية لاستيعاب الكم الهائل من المواهب الصاعدة، ومنهم خريجو معهد الفنون، ونفكر كثيرًا في تقديم أعمال فنية بمصر لأننا نفتخر بها كثيرًا ونعتبرها عمود الفنون، وقدمت للفن العربي مسرحيات ومسلسلات وأفلام خالدة، كما أن سوق العمل بها يتميز باستيعابه مواهب شتى، مما يجعل أي فنان يتجه إلى مصر ليتلقى فرصته ويحقق الانتشار ويكتسب الخبرة، مثل الفنان نيكولا معوض صاحب الإنتاجات الفنية الناجحة كثيرًا ونجح في الوصول إلى قلب الجمهور المصري.
أزمة لبنان
يرى وسام أن لبنان مر بأزمات كثيرة اقتصادية وحروب وأوضاع غير مستقرة أثرت سلبًا على صناعة الفن، ورغم ذلك هناك شركات إنتاج لبنانية وعربية تقدم مستوى عاليًا من الأعمال وتبعث الأمل لجميع الممثلين.
وأشار إلى أن الأزمات الأخيرة ألقت بظلالها على الموضوعات التي يتم تناولها بالأعمال، فالدراما مرآة المجتمع وتناقش مشاكله، مثل توغل مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا حاليا.
ويؤكد أن المنصات الإلكترونية لعبت دورًا كبيرا في انتشار الأعمال التي تُعرض حاليًا بمختلف الدول، مما يجعل المُشاهد لديه القدرة على التعرف على جميع الأعمال على عكس التلفزيون التقليدي، وهذا نتيجة للتطور الذي نشهده حاليا.
