الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وحيد حامد.. حكاية لن ينساها الزمن

  • Share :
post-title
المؤلف المصري الكبير وحيد حامد

Alqahera News - إيمان بسطاوي

"الفلاح الفصيح"، لم يكن مجرد لقب أُطلق على المؤلف المصري الكبير وحيد حامد، لكنه كان تعبيرًا عن أصالته وجذوره الضاربة في أعماق الوطن، بعد أن استطاع أن يُعبر عن قضايا مجتمعه، من خلال كتاباته التي تحولت لأعمال فنية حققت شهرة واسعة في العالم العربي.

"أقسم بالله عمري ما تبنيت قضية غير وأنا مؤمن بها"، كانت هذه الكلمات آخر ما قاله الكاتب وحيد حامد، وهو على منصة التتويج بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، عام 2020، إذ حملت كلماته نهجًا لأسلوب حياته خلال مشوار طويل قدمه على مدار أكثر من 60 عامًا، قبل أن يغادر دنيانا في مثل هذا اليوم الثاني من يناير عام 2021، لتمر اليوم الذكرى الثانية لرحيله.

كان وحيد حامد يرى أن النجاح لا يُبنى فقط على الممثل والكاتب، ويقول عن ذلك في أحد لقاءاته التليفزيونية: "نجاح أي عمل يقف وراءه عناصر كثيرة مثل الإخراج والمؤلف والممثلين والمصورين وكل شيء، فلا يمكن أن يكون شخص واحد هو سبب نجاح عمل ولكن كل العناصر لا بد أن تكتمل".

دلل وحيد حامد على كلامه بأن عامل إضاءة وراء تسمية فيلم "الإرهاب والكباب"، بطولة النجم المصري عادل إمام بهذا الاسم، إذ يقول: "كنا في حيرة من تسمية الفيلم وفجأة قال أحد عمال الإضاءة ما رأيكم في تسمية الفيلم بالإرهاب والكباب"، واعتمدنا هذا الاسم بعد أن وجدنا رأيه صائبًا، فالصح لا يعرف إذا كان الشخص كبيرًا أو صغيرًا".

تسببت أعمال وحيد حامد في وجود عداء مع الجماعات المتطرفة، واتخذ من قلمه سلاحًا لمحاربتها وتفتيت طيور الظلام والإرهاب، بعد أن استطاع أن يخلق وعيًا شعبيًا وجماهيريًا تجاه قضايا الإرهاب ليكون من أوائل الكتاب الذين حملوا على عاتقهم محاربة الجماعات الإرهابية، ليقدم العديد من الأعمال التي وضعته في مرمى النيران بأعمال مثل "الإرهاب والكباب" و"الجماعة" بأجزائها، ومسلسل "العائلة"، الذي قال عنه: "أشكر الفنانة ليلى علوي التي قبلت تقديم دور في مسلسل العائلة رفضته فنانات قبلها".

ناضل وحيد حامد كثيرًا من أجل أعماله التي واجهت اعتراضًا من قبل الرقابة على المصنفات الفنية في كثير من الأوقات، فكان يستخدم الحيلة لتمرير بعض المشاهد، ويقول عن ذلك في أحد لقاءاته التليفزيونية: "أعرف أن في كل عمل أقدمه سيكون هناك مشهد سياسي ثقيل ستعترض عليه الرقابة، فكنت أشغلهم بمشهد حب أو يحمل إيحاءات عاطفية، تعترض عليه الرقابة وأظل متمسكًا برأيي من أجل أن أشغلهم عن المشهد الحقيقي الذي يحمل وجهه نظر سياسية، لكنهم اكتشفوا أنني أضللهم من أجل تمرير مشاهد سياسية".

رغم أن وحيد حامد كان صاحب باع طويل في السينما وحقق من خلالها نجاحًا كبيرًا، لكنه لم يتردد في أن يعمل بنصيحة الكاتب الكبير يوسف إدريس الذي نصحه بالاتجاه للدراما التليفزيونية ليقدم أشهر الأعمال لها، وبالفعل حققت نجاحًا كبيرًا وقتها وتعاون مع كبار النجوم.

قدّم وحيد حامد نحو 41 فيلمًا سينمائيًا و16 مسلسلًا تليفزيونيًا، و12 مسلسلًا إذاعيًا، بالإضافة لثلاث مسرحيات، بجانب السهرات التليفزيونية والسباعيات، ونال العديد من الجوائز طوال مشواره، منها جائزة الدولة التقديرية عام 2008.

وحرص على أن يستلهم أعماله من الحياة الواقعية، وقال عن ذلك في لقاء تليفزيوني: "أركز في التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية واستلهمت أجمل أفلامي من الشارع، حيث كنت أسير بسيارتي ووجدت مُصورًا يتجول بالكاميرا فكتبت أجمل أفلامي آنذاك، وهو فيلم "أضحك الصورة تطلع حلوة" مع الفنان أحمد زكي وسناء جميل، فالشارع المصري أعطاني إلهامًا لأعمال كثيرة".

تنوعت أعمال وحيد حامد الفنية، فكان من بينها اللون الرومانسي، في فيلمه "أنا وأنت وساعات السفر" مع نيللي ويحيى الفخراني، الذي يسرد حقبة حقيقية ليقول وحيد حامد عن هذا الفيلم: إن قصته حقيقية إذ استلهم فكرته في أثناء ركوبه القطار دون حجز تذكرة، وبالفعل كانت سيدة تجلس بجواره في المقعد المجاور لتطرأ على ذهنه فكرة الفيلم.

لم ينسى وحيد حامد أن يشكر كل من ساعده في مشواره، وعلى رأسهم الفنان عادل إمام، الذي قدّم معه أشهر أعماله مثل "الهلفوت" ومسلسل "أحلام الفتى الطاير"، "المنسي"، "طيور الظلام"، و"عمارة يعقوبيان" وغيرها الكثير والكثير، ليقول وحيد حامد:" مشواري الطويل الذي قدمته على مدار أكثر من 55 عامًا أشكر كل من وقف معي وساندني مثل الفنان عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وليلى علوي وإلهام شاهين، وغيرهم"، ليرحل عن عالمنا لكنه يظل باقيًا في ذاكرة الجمهور بأعماله الخالدة.