تدريبات مشتركة وصاروخان باليستيان.. تصاعد حدة التوتر بين الكوريتين وأمريكا

  • Share :
post-title
زعيم كوريا الشمالية يتوسط رئيس كوريا الجنوبية والرئيس الأمريكي

Alqahera News - محمد صبحي

مع تزايد حدة التوتر بين الكوريتين، أطلقت كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه البحر، وهو أول إطلاق لأسلحة باليستية في غضون أسبوعين، وسط تحذيرات من الجيش الأمريكي لكوريا الشمالية، مفادها أن استخدام كوريا الشمالية للأسلحة النووية سيؤدي إلى نهاية نظام بيونج يانج. 

ووفقًا لهيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، رصد الجيش الكوري الجنوبي عمليتي الإطلاق من منطقة تونج تشون الساحلية في الشمال الشرقي في منتصف النهار اليوم الجمعة، فيما قالت القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، إن عمليات الإطلاق لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة أو حلفائها، لكنها سلطت الضوء على "التأثير المزعزع للاستقرار" للأسلحة النووية غير المشروعة لكوريا الشمالية وبرامج الصواريخ الباليستية لديها.

وابل من الصواريخ الكورية الشمالية 

ومنذ أواخر سبتمبر، أطلقت كوريا الشمالية وابلًا من الصواريخ باتجاه البحر، ووصفته بتجارب المحاكاة لأنظمة الأسلحة النووية التكتيكية المصممة لمهاجمة أهداف كورية جنوبية وأمريكية.

مخاوف من تجربة نووية

ويأتي إطلاق كوريا الشمالية للصاروخين في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تكون بيونج يانج تستعد لإجراء أول تجربة نووية منذ عام 2017، وتزامنًا مع انتهاء القوات الكورية الجنوبية، اليوم الجمعة، من تدريبات هوجوك 22 الميدانية التي استمرت 12 يومًا بالتعاون مع القوات الأمريكية.

تدريبات واسعة بين أمريكا وكوريا الجنوبية

وتخطط القوات الجوية الكورية الجنوبية والأمريكية لإجراء تدريبات واسعة النطاق يوم الإثنين المقبل، تحت اسم "العاصفة اليقظة"، وتستمر حتى الجمعة، وتشمل حوالي 140 طائرة حربية كورية جنوبية وحوالي 100 طائرة أمريكية، وقالت عنها وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن الطائرات تشمل طائرات مقاتلة متطورة مثل "إف -35" من البلدين.

تبادل الاتهامات

وانتقدت كوريا الشمالية التدريبات العسكرية المشتركة، بين جارتها الجنوبية وأمريكا، وقالت إن إطلاق الصاروخين جاء احتجاجًا على المناورات المشتركة التي تقول إنها استفزازية وبمثابة تدريب على غزو، في الوقت الذي بررت فيه سول وواشنطن هدف إجراء المناورات، قائلين إنها مناورات دفاعية وضرورية لمواجهة تهديدات بيونج يانج.

من جهتها، ترى كوريا الشمالية أن مثل هذه التدريبات المنتظمة بين جارتها الجنوبية وأمريكا، على أنها مناورة لشن هجوم على كوريا الشمالية، وأن أنشطتها التجريبية تهدف إلى إصدار تحذير وسط سلسلة من مناورات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، فيما تقول سول وواشنطن أن مناوراتهما المشتركة دفاعية بطبيعتها.

في المقابل، يرى بعض الخبراء أن مناورات كوريا الشمالية، استغلت تدريبات منافسيها كفرصة لاختبار أنظمة أسلحة جديدة، وتعزيز قدرتها النووية وزيادة نفوذها في التعاملات المستقبلية مع واشنطن وسول.

تزايد المخاوف من البرنامج النووي لكوريا الشمالية

من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إن إجراء تجربة نووية جديدة من قبل كوريا الشمالية سيكون تأكيدًا آخر لبرنامج يمضي قدمًا بكامل قوته بطريقة تثير القلق بشكل لا يصدق، وأن الوكالة ترى الاستعدادات لاختبار سابع لكن "ليس لديها ما يشير إلى ما إذا كان هناك انفجار نووي وشيك".

وقال رافائيل جروس، في تصريحات للصحفيين: "الجميع يحبس أنفاسه، مزيد من الاختبارات، بالطبع، تعني أنهم يقومون بتحسين الاستعدادات وبناء الترسانة. لذلك نحن نتابع هذا عن كثب للغاية، ونأمل ألا يحدث ذلك، لكن المؤشرات للأسف تسير في اتجاه آخر".

وتعمقت المخاوف بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة، حيث تبنت الدولة قانونًا جديدًا يصرح بالاستخدام الاستباقي لقنابلها في حالات معينة، واتخذت الخطوات المبلغ عنها لنشر أسلحة نووية تكتيكية على طول حدودها مع كوريا الجنوبية، ونفذت أكثر من 40 عملية إطلاق صاروخ.

وندد مبعوثون نوويون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان بإطلاق كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى اليوم الجمعة، وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن تطوير الأسلحة النووية والصاروخية لن يؤدي إلا إلى تعزيز التعاون الأمني الإقليمي، وذلك عقب اتصال هاتفي بين مبعوث كوريا الجنوبية ونظيريه الأمريكي والياباني.