الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد مقتل عشرات الجنود.. الضربة الأوكرانية تشعل غضب روسيا

  • Share :
post-title
الحرب الروسية الأوكرانية- صورة أرشيفية

Alqahera News - وكالات

حالة من الغضب انتابت عددا من القوميين والمشرّعين الروس، على خلفية مقتل عشرات الجنود، في واحدة من أدمى الضربات خلال الصراع الأوكراني، وفق ما نقلته "رويترز" اليوم الثلاثاء.

قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الثلاثاء، إن 63 جنديًا لقوا مصرعهم ليلة رأس السنة الجديدة، في انفجار دمر ثكنة مؤقتة بمدرسة مهنية في ماكيفكا القريبة من العاصمة الإقليمية دونيتسك.

وقال منتقدون روس إن الجنود كانوا يقيمون بجانب مستودع للذخيرة، في الموقع الذي قالت وزارة الدفاع الروسية إنه أصيب بأربعة صواريخ أطلقت من راجمات هيمارس أمريكية الصنع.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مبنى ضخمًا تحول إلى أنقاض بينما كانت الرافعات والجرافات تتحرك وسط حطام خرساني على عمق عدة أقدام.

وأشارت تقديرات أوكرانيا وبعض المدونين القوميين الروس إلى أن عدد القتلى بالمئات، إلا أن مسؤولين موالين لروسيا يقولون إن هذه التقديرات مبالغ فيها.

مسيرات لإحياء ذكرى القتلى

ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء أن عدة مدن روسية شهدت مسيرات لإحياء ذكرى القتلى، منها "سامارا" التي ينتمي إليها بعضهم. ووضع المعزون الزهور في وسط المدينة.

وجاءت الضربات الصاروخية على "ماكيفكا" في الوقت الذي كانت روسيا تشن فيه هجمات ليلية بطائرات مسيّرة على كييف ومدن أوكرانية أخرى. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي إن الهجمات تهدف إلى "إنهاك شعبنا ودفاعاتنا المضادة للطائرات وطاقتنا".

وقال "يوري إهنات" المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، للتلفزيون الأوكراني، إن 84 طائرة مسيّرة أسقطت في هجومين روسيين منذ العام الجديد.

أضاف: "هناك زيادة في استخدام الطائرات المسيّرة من جميع الاتجاهات"، وأن القوات المسلحة الأوكرانية تنظم مجموعات متنقلة لمطاردتها باستخدام سيارات جيب ومركبات أخرى مزودة بمدافع رشاشة مضادة للطائرات وكشافات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها اليومية إن الضربات الصاروخية والجوية التي "تركز على المعدات" شنت بالقرب من محطة سكة حديد دروزكيفكا في دونيتسك قتلت "ما يصل إلى" 120 جنديًا أوكرانيًا ودمرت اثنين من قاذفات هيمارس وأكثر من 800 صاروخ.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قصفت أمس الاثنين قرية ياكوفليفكا ومدينة كراماتورسك اللتين تسيطر عليهما أوكرانيا في إقليم دونيتسك، ودمرت حلبة للتزلج على الجليد في مدينة دروزكيفكا.

تقدم أوكراني

قال حاكم منطقة لوهانسك الأوكرانية، التي تشكل مع دونيتسك المجاورة منطقة دونباس الصناعية التي تطالب بها موسكو، للتلفزيون الأوكراني اليوم الثلاثاء، إن القوات الأوكرانية أحرزت تقدمًا كبيرًا في اتجاه مدينتي سفاتوف وكريمينا اللتين تسيطر عليهما روسيا.

في الوقت نفسه، قالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إن غارة وقعت في 31 ديسمبر الماضي، على منطقة تسيطر عليها روسيا في خيرسون جنوب أوكرانيا أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 500 جندي روسي.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من روايات ساحة المعركة من مصادر مستقلة.

وأظهرت لقطات لـ"رويترز" فريقًا من المتطوعين الأوكرانيين يستخرجون جثثًا للجنود الذين لقوا مصرعهم بالقرب من خط المواجهة في منطقة دونيتسك.

قال مدونون عسكريون روس إن حجم الدمار في ماكيفكا ناجم عن تخزين الذخيرة في المبنى الذي كانت توجد فيه الثكنة العسكرية على الرغم من أن القادة كانوا على علم أنها تقع في مرمى الصواريخ الأوكرانية.

أضاف إيجور جيركين، أحد القادة السابقين للقوات المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا، والذي برز ضمن المدونين العسكريين القوميين الروس، أن عدد الضحايا من القتلى والجرحى يبلغ مئات الأفراد، وقال إن الذخيرة كانت مخزنة في الموقع دون اتباع طريقة التمويه.

وكتب مدون عسكري روسي آخر يدعى أرخانجيل سبيتزناز زد، لديه أكثر من 700 ألف متابع على تيليجرام، "ما حدث في ماكيفكا مروع، مَن الذي أتى بفكرة وضع أفراد بأعداد كبيرة في مبنى واحد؟ في حالة تعرض المبنى لهجوم بالمدفعية فسيكون هناك العديد من الجرحى والقتلى".

امتداد الغضب إلى المشرعين

ولم يطالب جريجوري كاراسين، عضو مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان الروسي) والنائب السابق لوزير الخارجية، بالانتقام من أوكرانيا وداعميها في حلف شمال الأطلسي فحسب، بل طالب أيضًا "بتمحيص داخلي صارم".

وطالب سيرجي ميرونوف، المشرّع والرئيس السابق لمجلس الاتحاد، بمساءلة جنائية للمسؤولين الذين "سمحوا بتكدس جنود في مبنى بلا حماية.. ولكل السلطات الأعلى التي لم توفر المستوى المناسب من الأمان".

ولجأت روسيا إلى توجيه ضربات جوية جماعية ضد المدن الأوكرانية بعد تعرضها لهزائم في ساحة المعركة في النصف الثاني من عام 2022.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين خلال عملياتها العسكرية في أوكرانيا، التي بدأت في فبراير 2022.