الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أقدم أسير فلسطيني يرى النور بعد 40 عامًا في سجون الاحتلال

  • Share :
post-title
كريم يونس

Alqahera News - هبة وهدان

"كل شيء تغيرت ملامحه.. الشوارع والطعام وحتى الوجوه"، كانت تلك إحدى عبارات كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، الذي رأي النور والحياة بعينه بعد 40 عامًا بالتمام والكمال قضاها في السجون الإسرائيلية، قبل أن يحصل اليوم على حريته.

بعمر 26 عامًا وداخل الجامعة، ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي القبض على كريم يونس، المولود في 23 نوفمبر عام 1958 ببلدة عارة، الواقعة في المثلث الشمالي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ويحتل كريم يونس المرتبة الأولى في صفوف عائلته، إذ إنه الابن الأكبر، ودرس في المدرسة الابتدائية الرسمية بمدرسة عارة، والمرحلة الإعدادية في عرعرة، والثانوية في السالزيان بمدينة الناصرة، والتحق بجامعة "بن جوريون" في بئر السبع لدراسة الهندسة الميكانيكية، وفي السنة الثانية من دراسته، ومن على مقاعد الدراسة اُعتقل "يونس" في 6 يناير 1983.

معاملة قاسية تلقاها "يونس" على يد الاحتلال، حتى إنه حُكم عليه بالإعدام في بداية أسره، ولاحقًا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديد المؤبد له لاحقًا لمدة 40 عامًا.

رحيل الأعزاء كان يتلقاه عميد الأسرى واحدًا تلو الآخر، ففي عام 2013، وفي ذكرى اعتقاله الــ30 توفي والده، بينما ظلت والدته تتردد على زيارته في معتقل "هداريم".

ظلت الأم المكلومة "صبحية" تنتظر ولدها لمدة 39 عامًا، حتى رحلت هي الأخرى في 5 مايو 2022، دون أن تحتضنه وتودعه الوداع الأخير.

700 زيارة هي عدد الزيارات التي قامت بها "صبحية" لنجلها، ففي أول رسالة له بعد وفاة والدته، قال: "أمي زارتني في السجن ما يقارب 700 مرة، كانت تقاتل لتصلني إلى السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها".

على مدى 40 عامًا، بقي "يونس" الثائر المناضل الوفي لأبناء شعبه ورفاقه الأسرى، وكان مدرسة بالوحدة الوطنية، شارك على مدار أربعة عقود في كل المعارك التي خاضها الأسرى، ومنها الإضراب عن الطعام الذي يُعتبر أقسى هذه المعارك، وكان آخرها إضراب عام 2017 الذي استمر 42 يومًا.

وشكّل كريم يونس بما يحمله من فكر نضاليّ، مدرسة للأجيال التي دخلت وخرجت من الأسر، وهو صامد وقوي وثابت على مبادئه الأولى، وبقي الثائر الفاعل، في كل جوانب الحياة الاعتقالية، وأكمل دراسته داخل الأسر، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير.