الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كيفن مكارثي.. ملفات شائكة وصراع مرتقب في "النواب" الأمريكي

  • Share :
post-title
كيفين مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي

Alqahera News - مروة الوجيه

بعد 15 جولة متتالية، نجح الجمهوري كيفين مكارثي في حصد الأصوات اللازمة لانتخابه رئيسًا لمجلس النواب الأمريكي، لينهي حالة فوضى لم يشهدها الكونجرس منذ أكثر من 160 عامًا، وذلك بسبب عرقلة نواب مؤيّدين للرئيس السابق دونالد ترامب لانتخابه.

واعتبرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن فشل "مكارثي" في تأمين الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب الأمريكي إلا بعد 14 عملية تصويت، يمثل "ضربة خطيرة أخرى للنفوذ السياسي لترامب"، حيث تجاهل الجمهوريون المعارضون لرئاسة مكارثي، مناشداته لدعمه للحصول على المنصب.

ضعف تأثير ترامب

وأوضحت الصحيفة الأمريكية المختصة بشؤون الكونجرس، أن ما عكسته أحداث الجولات الماضية للتصويت هو ضعف "تأثير الرئيس السابق دونالد ترامب" على حزبه، الأمر الذي يثير تساؤلات حول إمكانية هزيمته في الانتخابات التمهيدية للحزب، والتي تسبق السباق الرئاسي 2024.

يذكر أن "مكارثي" يشار إليه على أنه "الابن المدلل" للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي يدعمه الأخير بصورة قوية، مما زاد من انشقاق الحزب الجمهوري بين الفريق المؤيد لترشح ترامب لانتخابات الرئاسة، والفريق المعارض له، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة حالة الانشقاق داخل الحزب الجمهوري، وقد يكون في صالح الحزب الديمقراطي المنافس والرئيس الحالي جو بايدن.

أصابع الاتهام

واستمرت حالة التشويق في النواب بعد الإخفاق في انتخاب رئيس المجلس ما تسبب في حدوث فوضى حقيقية في البرلمان. ومباشرة بعد فشله في جلسة الانتخاب الـ14، وجّه مكارثي النائب عن كاليفورنيا، أصابع الاتّهام إلى مجموعة من النوّاب الجمهوريّين المعارضين لترامب بأنهم وراء عرقلة ترشحه لرئاسة النواب الأمريكي.

ووفق تصريحات رامي جبر، مراسل قناة "القاهرة" الإخبارية من واشنطن، فإن 14 عضوًا من الجمهوريين، أحجموا سابقًا عن التصويت لـ"مكارثي"، لكنهم قرروا تغيير رأيهم والتصويت له بعد تعهد الأخير بتقليص الإنفاق الحكومي الخاص بالسنة المالية المقبلة 2024، ليكون أقل من الإنفاق الحكومي في 2022، وهو الملف الذي شهد صراعًا كبيرًا مع الديمقراطيين، الذين يرون ضرورة كبيرة في زيادة مستويات الإنفاق.

ويسعى الجمهوريون إلى تقليص الإنفاق الحكومي حتى يكون لدى الدولة فائض في أوقات الأزمات، على عكس الديمقراطيين فهدفهم زيادة الإنفاق الحكومي حتى يستطيعوا الإنفاق على البنية التحتية والرعاية الصحية.

مصلحة "الرئيس"

ورغم نجاح "مكارثي" في نهاية المطاف، الا أن هذه الانتخابات قد تنذر بولاية صعبة للغاية، خاصة في حالة امتداد احتدام الصراع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي داخل مجلس الشيوخ أيضًا.

وتبرز على أجندة الأشهر القليلة المقبلة، العديد من الملفات الشائكة التي تنتظر اتفاق أعضاء الكونجرس بغرفتيه، لكن الأهم بالنسبة للداخل الأمريكي هو التوافق في النواب الذي يباشر بصورة خاصة القضايا الداخلية للولايات المتحدة.

ومن أهم الملفات الشائكة التي قد تشهد تصادم بين الديمقراطيين والجمهوريين فضلًا عن انقسام الجمهوريين، هو ملف رفع سقف الدين العام الأمريكي وتمويل الدولة الفيدرالية، وربما الإفراج عن حزمات مالية إضافية للحرب في أوكرانيا.

وفي تصريحات سابقة لـ"مكارثي"، أوضح أنه يدعم قرار حزبه في التوجه لفتح تحقيقات حول إدارة بايدن، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب الفوضوي للإدارة الامريكية في أفغانستان وكذلك فتح ملف الشبوهات المالية التي تطال ابنه هانتر بايدن، وقال مكارثي: "لقد حان الوقت لممارسة السيطرة على سياسة الرئيس"، لكن بعد انكشاف انقسامات الحزب، هل سيكون لتحقيقاتهم الصدى نفسه؟.

تخبط سياسي للجمهوريين

من جهة أخرى، ووفق قراءة للمشهد السياسي في الولايات المتحدة، فإن انقسام الحزب الجمهوري داخل النواب قد يصب في مصلحة الرئيس بايدن، وقد تساعده في النجاح لتمرير باقي أجندته الرئاسية، رغم أن هذا الأمر ليس بالسهل، لكن سيبقي مشهد الحزب المنقسم أمام الشعب الأمريكي صورة تعكس تخبطه السياسي، خاصة وأن الجمهوريين الآن، وبعد إعلان دونالد ترامب عن ترشحه، انقسموا بصورة كبيرة لفريقين، يرفض أغلبهما هذا الترشح بسبب ما أحدثه ترامب من اضطرابات في الداخل والخارج الأمريكي آخرها أحداث اقتحام الكونجرس.

وطوال عملية انتخاب رئيس مجلس النواب، لم يفوت حزب جو بايدن مناسبة للتنديد بالخناق الذي يفرضه مؤيدو دونالد ترامب، ومن بينهم مكارثي، في التسبب بتعسر سبل الديمقراطية الأمريكية.

ولم يكن للديمقراطيين، الأقلية في النواب، أصوات كافية لإنهاء شلل التصويت، فيما بدا أنه "لا نهاية لهذه الانتخابات".

وكان لهذا الوضع المأزوم في رئاسة مجلس النواب تداعيات ملموسة جدًا فهو يشل المؤسسة برمتها، إذ إنه من دون رئيسٍ لمجلسهم لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين، وبالتالي لن يقروا أي مشروع قانون أو المشاركة في اللجان النيابية أو الوصول إلى المعلومات المصنفة أسرارًا دفاعية.

تعهدات مكارثي

وفي أول خطاب له تعهد مكارثي، اليوم السبت، بالعمل على تحقيق اقتصاد قوي لصالح المواطنين الأمريكيين، مؤكدًا التزامه تجاه الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها وليس الحزب أو الكونجرس فقط.

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي المنتخب، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن المجلس سيلتزم بوقف إنفاق واشنطن المسرف وتخفيض سعر منتجات البقالة وأسعار الغاز والسيارات والمنازل وكبح الدين الوطني المتزايد، إضافة إلى خفض تكلفة الطاقة على الأسر وخلق وظائف بمرتبات جيدة.

وأضاف "مكارثي" أن المجلس سيعمل على تمرير مشروعات قوانين لإصلاح مشكلات البلاد الموروثة، بدءًا من الحدود الجنوبية إلى سياسات الطاقة ومشكلات التعليم.

وسيجري إنشاء لجنة من الحزبين لدراسة كيفية استعادة مئات الآلاف من الوظائف التي ذهبت إلى الصين لكي تتمكن بلاده من الفوز بتلك المنافسة الاقتصادية.

وأكد "مكارثي" أن المجلس سيستخدم كل سلطاته للقيام بواجباته، متعهدًا بالتمثيل والدفاع عن دافعي الضرائب وعدم تجاهل أي أزمة، مؤكدا أهمية العمل الجاد واستعادة الثقة داخل البلاد.