الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين فرنسا وبريطانيا.. القطاع الصحي المنهار في انتظار "قُبلة الحياة"

  • Share :
post-title
ماكرون في لقاء سابق مع الفرق الطبية

Alqahera News - مروة الوجيه

أزمات القطاع الصحي بدأت تتفاقم يومًا تلو الآخر في القارة الأوروبية، كما تتزايد الاحتجاجات في عدد من دول القارة العجوز، ما تطلب تدخلًا لإنقاذ الوضع مثلما حدث في بريطانيا عندما تدخلت قواتها المسلحة لسد عجز عمالة الخدمات في ظل الإضرابات، كما يترقب الفرنسيون خطاب رئيسهم إيمانويل ماكرون لحث العاملين في القطاع على وقف الاحتجاجات التي ضربت فرنسا على مدار الشهور الماضية، بسبب ما تتعرض له البلاد من أزمات اقتصادية طاحنة على أثر الحرب الروسية- الأوكرانية، فضلًا عن زيادة حالة الإصابات بأمراض الشتاء في عدد من الدول الأوروبية.

أطباء فرنسا

خرج المئات من الأطباء العامين في فرنسا، أمس السبت، في مظاهرات احتجاجية للمطالبة برفع الأجور وتحسين ظروف عملهم، بعد أن دخل إضرابهم أسبوعه الثاني.

وعلى مدار نحو 14 يومًا تتصاعد احتجاجات القطاع الطبي بفرنسا على ظروف العمل الصعبة، فيما يتواصل إضراب الأطباء عن العمل للمطالبة بمضاعفة "تعريفة المعاينة الطبية" على اعتبار أنها الأقل في أوروبا.

من جانبها انتقدت حكومة الإليزيه توقيت المظاهرات، إذ تكافح فرنسا زيادة حالات الإصابة بكورونا، والتهاب القصيبات والإنفلونزا.

وفي خضم كل ذلك، أعلنت الحكومة الفرنسية أنه سيجري تكليف لجنة من الأطباء المحتجين بالتفاوض مع وزير الصحة، فرانسوا براون، وهو طبيب ترأس لسنوات قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الفرنسية.

وتنتقد الحكومة هذا الإضراب وتقول إنه جاء في "وقت صعب للغاية"، إذ تواجه فرنسا زيادة في حالات الإصابة بكورونا والتهاب القصيبات والإنفلونزا.

وأعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيتوجه بكلمة للقطاع الطبي فيما تتصاعد دعوات للإضراب عن العمل في المستشفيات الفرنسية التي عانت لسنوات من قلة التمويل.

بريطانيا وانهيارات متتالية

على صعيد متصل، عقد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اجتماع أزمة مع وزراء الحكومة ومديري الأطقم الطبية والخدمات الصحية، أمس السبت، لبحث سبل إنهاء أزمة الرعاية الصحية، وحل مشكلة آلاف المرضى العالقين خارج المستشفيات.

وتعاني بريطانيا من تصاعد حاد لأزمة قطاع الرعاية الصحية، الذي يئن بسبب الإضرابات الواسعة المنفذة من قِبل الكوادر الصحية والتمريضية الشحيحة، وبالتالي عجز المستشفيات والمراكز المختصة عن استيعاب الحالات المرضية المتزايدة .

وتشهد بريطانيا عددًا من الأزمات التي أثرت بصورة قوية على القطاع الصحي، وضربت في البلاد طفرة جديدة من الإنفلونزا والفيروسات الشتوية الأخرى، بعد عامين من الإغلاق .

كما تشهد عاصمة الضباب أزمة نقص العمالة الأوروبية وذلك منذ انسحابها من الاتحاد الأوروبي، كما كانت للحرب الروسية الأوكرانية تداعياتها القوية على اقتصاد بريطانيا ومنطقة اليورو بصورة خاصة، وقد انعكست هذه التداعيات على ميزانيات القطاع الصحي، الذي كان بالكاد يخرج متثاقلًا من أزمة فيروس كورونا.

من جهه أخرى كانت الأزمة الاقتصادية هي القشة الأخيرة التي أدت لتفاقم الأزمة للعاملين في القطاع الصحي، فمع زيادة نفقات المعيشة التي تفاقمت جراء ارتفاع تكاليف وفواتير الطعام والطاقة، تركت بعض العاملين بهذا القطاع الخدمي يكابدون لتغطية تكاليف المعيشة المتضخمة.

يذكر أن قطاع الممرضات وطواقم الإسعاف نظموا آواخر نوفمبر الماضي، إضرابًا واسعًا كجزء من أكبر موجة من الإضرابات في المملكة المتحدة منذ عقود.

ووفق خبراء، فقد أصبح القطاع الصحي طاردًا للعاملين فيه، جراء قلة الكوادر وما يترتب على ذلك من جهود مضاعفة على عاملي القطاع، الذين يطالبون بتحسين شروط حياتهم المهنية ورفع رواتبهم.