الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العلاقات المصرية الأمريكية.. 100 عام من الشراكة والتعاون

  • Share :
post-title
العلاقات المصرية الأمريكية.. 100 عام من الشراكة

Alqahera News - مروة الوجيه

على مدار قرن كامل من العلاقات القوية بين القاهرة وواشنطن، اتسمت علاقات البلدين بتوافق كبير في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ما أدى الى تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتجارية والرؤية السياسية الموحدة، وجعل من مصر الشريك القوي والفاعل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالنسبة لواشنطن، فضلا عن كونها مركزًا استراتيجيًا قويًا لدعم الاستقرار وأمن الحلفاء في المنطقة العربية كلها.

قمة "الشراكة"

في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بمرور 100 عام من الشراكة الدائمة بينهما، والتي بدأت في 1922، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم والتنسيق في جميع المجالات، خاصة على المستوى السياسي والعسكري مع تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئاسة البيت الأبيض.

اللقاء الأول بين الرئيسين المصري والأمريكي

 لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأول بنظيره الأمريكي جو بايدن، جاء على هامش انعقاد قمة جدة، يوليو الماضي، تأكيدًا لهذه الشراكة القوية والداعمة لاستقرار المنطقة والحلفاء في واشنطن والدول الغربية، وحسب الرئاسة المصرية، صرّح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التقى في جدة، الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث أعرب الرئيس المصري عن سعادته بهذا اللقاء .

وأكد بيان الرئاسة المصرية، تأكيد القاهرة تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، مُسلطًا الضوء على أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة.

مواقف مصرية ثابتة وبايدن يؤكد استمرار الدعم الأمريكي

أوضح المتحدث الرسمي، أن اللقاء تطرق إلى استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، في عدة مجالات، خاصةً على صعيد التعاون في مجال كيفية مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بأزمة الغذاء واضطراب إمدادات الطاقة، كما تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث أكد الرئيس السيسي الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معربًا عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة، لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعم الولايات المتحدة لمصر في الاستجابة للتحديات الاقتصادية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

عمق الشراكة

دائمًا ما اتسمت العلاقات المصرية الأمريكية بالعمق والتفاهم الدائم، رغم مرور هذه العلاقات ببعض الاختلافات في بعض الأحيان، ونجح الرئيس المصري، ودبلوماسية القاهرة، في وضع إطار مؤسسي للتعاون يتسم بالاستمرارية، وهو ما يُطلق عليه "الحوار الاستراتيجي"، كما تم وضع قاعدة للمصالح المشتركة تقف عندها الدولتان على قدم المساواة دون أي تمييز، لتحقيق مصالحهما دون الإضرار بمصالح طرف على حساب الآخر.

وفضلًا عن استمرار التنسيق والتشاور واللقاءات بين البلدين وضرورة التوصل إلى حلول متفق عليها في قضايا المنطقة، خاصة الفلسطينية والتصدي للإرهاب، والاستقرار الإقليمي، خاصة وأن هناك تطابقًا قويًا بين الرؤى المصرية والأمريكية، خاصة في كيفية العمل بصورة قوية للتصدي بحزم لخطر الإرهاب.

مصالح مشتركة

 الجانب الأمريكيى أكد أيضا على عمق العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي، وهو الأمر الذي أكده أنطونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي،في ختام جولة "الحوار الاستراتيجي" بين مصر والولايات المتحدة، أبريل الماضي، خلال لقائه مع سامح شكري، وزير الخارجية المصري، حيث أعلن الطرفان أن شراكة البلدين، التي دامت منذ عام 1922، لم تكن يومًا أقوى أو أكثر حيوية منها الآن، لتحقيق المصالح الأمنية والاجتماعية والاقتصادية المشتركة.

وحدة الرؤى في مواجهة الأزمات

وتتوحد الرؤية المصرية مع نظيرتها الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بدعم واستقرار الأمن في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

تجسد ذلك عندما اندلع قتال عنيف بين إسرائيل وحماس، مايو 2021، عمل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي بايدن معًا، للتوسط لوقف إطلاق النار والالتزام بالمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، واليوم تلعب مصر دورًا أساسيًا في الاستمرار بتثبيت دعائم الهدوء، تمهيدًا لإطلاق جهود سلام جادة.

ومع تحديد موعد الانتخابات البرلمانية الليبية، في 24 ديسمبر 2021، لعبت مصر دورًا حاسمًا في جمع كل الأطراف. وفي يونيو من العام نفسه، ومع انهيار مناقشات قمة برلين حول مستقبل ليبيا، عملت مصر والولايات المتحدة بسرعة، لضمان نجاح قمة باريس، وهما على توافق مشترك في الرؤي السياسية، لحل الأزمة الليبية وتستمر المشاورات بين وزراء الخارجية بصورة مستمرة لضمان استقرار الأوضاع في المنطقة.

أما فيما يتعلق بالأزمة اللبنانية، فقد عملت مصر والولايات المتحدة بداية الأزمة، حيث عملت القاهرة وواشنطن من خلال قنوات تواصل مستمرة بين الأطراف اللبنانية، للتوصل الى اتفاق مع الدول المجاورة للسماح لمصر بتزويد لبنان بالغاز الذي تحتاجه لدعم الشعب الشقيق وإبعادها عن حافة الانهيار.

وفي سبتمبر2021، وبعد المخاطر والشكوك التي أثارها انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، نسقت وزارة الدفاع المصرية والقيادة المركزية للقوات العسكرية الأمريكية، 21 دولة في عمليات جوية وبرية وبحرية مشتركة بشرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وهو تأكيدًا للجميع أن مصر والولايات المتحدة وحلفاءنا مستعدون لحماية السلام والاستقرار معًا.

وفي نوفمبر الماضي 2021، وقفت مصر إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى في مؤتمر قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26)، لإعلان التزامها بخفض انبعاثات غازات الدفيئة، كما أن اختيار مصر لعقد قمة المناخ COP 27، الشهر المقبل، بمدينة شرم الشيخ، يعتبر دليلًا واضحًا على الثقة الدولية في مصر وقيادتها السياسية التي تؤكد انحيازها الدائم لاستقرار الشعوب والعالم.

قوة إقليمية لا يستهان بها

مع الخطوات التي حققتها الدبلوماسية المصرية بمنطقة شرق المتوسط، في ضوء زيادة أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، ومبادرتها في طرح فكرة وإنشاء منظمة غاز شرق المتوسط، التي تضم في عضويتها مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا وقبرص واليونان، بجانب الولايات المتحدة ودولة الإمارات كمراقبين، سعت مصر إلى أن تكون مركزًا إقليميًا لإسالة الغاز، وأبرمت عدة اتفاقيات مع بعض الدول بهذا الشأن، وعملت على تطوير العلاقات السياسية مع كل من قبرص واليونان، وأدت هذه التطورات وغيرها من السياسات والممارسات المصرية إلى قيام مؤسسات التخطيط الاستراتيجي، والأمني الأمريكي بإعادة تقييم دور مصر في المنطقة، ووصلت إلى نتيجة أنها أصبحت عنصرًا فاعلًا على الأصعدة العربية والمتوسطية والأفريقية، وبالتالي الاتجاه نحو المزيد من التعاون المشترك ودعم أسسه في كل الأصعدة سواء سياسيًا، أو اقتصاديًا.

التعاون العسكري

أما في التعاون العسكري المشترك بين القاهرة وواشنطن، فهو مستمر منذ أكثر من نصف قرن، وتعتبر مناورات "النجم الساطع" بين الجيشين الأمريكي والمصري، من أكثر السبل المشتركة، والداعمة في هذا الجانب من العلاقات، وكان آخر مناورات بين الجيشين في 2-16 سبتمبر 2021، بقاعدة "محمد نجيب" العسكرية في منطقة الساحل الشمالي، وشارك فيها نحو 600 ضابط وجندي أمريكي، وأعقبها انعقاد الدورة رقم 32 للجنة التعاون العسكري بين البلدين، التي قدمت سبل تعميق الشراكة الاستراتيجية في المجال العسكري، وناقشت قضايا تأمين الحدود، والملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب، وخطط تحديث الجيش المصري، كما صرحت الخارجية الأمريكية بأن واشنطن تؤكد دعم القاهرة في تأمين أمنها المائي.

كل هذه مؤشرات أكدت دعم سبل العلاقات بين الدولة المصرية والولايات المتحدة، كما أنها تؤكد اتجاه واشنطن لمزيد من التعاون بين الدولتين، خاصة أن دعم القاهرة فى المحافظة على أمن واستقرار المنطقة والحفاظ على المصالح الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والجيوسياسية بين الحلفاء هو ما يحقق مصالح واشنطن، خاصة بعد فترة عصيبة من التخبطات السياسية والأزمات الاقتصادية بعد تفشي فيروس كورونا وما تبعه من أزمات أخرى على المستوى العالمي.