الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي ألمانيا.. بغداد تبحث عن تعزيز الوجود الدولي

  • Share :
post-title
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

Alqahera News - محمد صبحي

أنهى رئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، زيارته ألمانيا، التي امتدت يومين، التقى خلالها المستشار الألماني أولاف شولتس، ومستثمرين ألمان، وهو ما يراه مراقبون أنها تنتج تعاونًا كبيرًا على المستويين السياسي والاقتصادي.

بدأت زيارة رئيس الوزراء العراقي، ألمانيا الخميس وانتهت الجمعة، وهي الأولى له أوروبيًا، منذ توليه منصبه في أكتوبر الماضي، بعد زيارة عدة دول عربية، لتكون برلين النافذة الأولى له غربيًا، قبل زيارتيه الرسميتين المقررتين إلى فرنسا وأمريكا.

وقال "السوداني"، قبل مغادرته العراق، على رأس وفد حكومي، إن ما يميز هذه الزيارة كونها تتضمن خطة عمل مشتركة بين البلدين، إلى جانب توقيع مذكرات تفاهم سيتم تنفيذها على الفور، إذ تم رصد المخصصات المالية المطلوبة.

العلاقات الاقتصادية

و ترأس "السوداني"، والمستشار الألماني أولاف شولتس، مساء الجمعة، جولة مباحثات، تناولت أوجه التعاون المشترك وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، والشراكة الاستراتيجية بين العراق وألمانيا، والخطوات اللازمة لتفعيل وتوسعة الاتفاقات في مجال الطاقة والطاقة البديلة والمتجددة، وتعزيز مشاركة الشركات الألمانية في قطاع الاستثمار بالعراق، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".

ووصف "السوداني"، في مؤتمر صحفي مشترك مع "شولتس"، المباحثات بالإيجابية وأنها تؤسس لشراكة استراتيجية، مؤكدًا أن "ألمانيا دعمت العراق أمنيًا واستخباريًا وهنالك فريق استشاري يعمل مع القوات العراقية"، بحسب "واع".

وتابع أن "اللقاء مع المستشار الألماني ناقش ملف استرداد الأموال المهربة من العراق واستعادة الآثار، وتطرق إلى الاستفادة من تجربة ألمانيا في مجال الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي".

وفي ملف الطاقة، أعلن "السوداني" إعداد مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز لزيادة الإنتاج وتحسين عمليتي النقل والتوزيع وتقليل الضائعات وضمان استقرار الطاقة، لافتًا إلى أن الحكومة العراقية وضعت المخصصات المالية اللازمة لتنفيذ مذكرة التفاهم.

وأضاف، أن "المذكرة تتضمن كذلك تدريب ورفع كفاءة العاملين العراقيين، من أجل خلق صناعة قادرة على تأمين مستلزمات عمليات ومشاريع نقل الطاقة الكهربائية، وتوفير فرص العمل".

استثمار الغاز

وأشار إلى أن "العراق دولة مهمة في مجال الطاقة على صعيد إنتاج النفط والخزين الاستراتيجي، ولدينا خطط لاستثمار الغاز المصاحب والطبيعي ونمتلك خزينا كبيرا لم يستثمر"، داعيا الشركات الألمانية لـ"الاستثمار في قطاع الغاز".

وأكمل: "العراق لديه مشاريع استراتيجية كبيرة تنفذ حالياً من بينها إنشاء ميناء الفاو وهو الأكبر في الشرق الأوسط".

وكان رئيس وزراء العراق، أكد في كلمته خلال لقائه بممثلي الشركات الألمانية باليوم السابق للقاء شولتس، أن العراق يضع ثقته في الشركات الألمانية، لما تمتاز به من خبرة وكفاءة عاليتين وسمعة عالمية، مؤكدًا توجه الحكومة العراقية الجديدة نحو المزيد من مشاركة الشركات الألمانية في إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية" بحسب وكالة الأنباء العراقية.

ودعا الشركات الألمانية إلى الاستثمار في قطاع الطاقة العراقي، خاصة النفط والغاز والكهرباء.

فيما كشف المستشار الألماني أن ألمانيا تُجري محادثات مع العراق لبحث إمكانية استيراد الغاز الطبيعي، في ظل سعي برلين لتنويع مصادر الطاقة، بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وما نتج عنها من تراجع للإمدادات الروسية.

وعن الملفات التي تمت مناقشتها أثناء الزيارة، قال السوداني، إنها تشمل فرص استثمار الغاز المصاحب لإنتاج النفط، والاستثمار في قطاع البترول، ومجالات أخرى تتعلق بالتعاون، خاصة في الزراعة، واسترداد المطلوبين والأموال ضمن حملة الحكومة لمكافحة الفساد الإداري والمالي، فضلًا عن استرداد الآثار، والتي دعمته ألمانيا في محطات سابقة، كما أنها دعمت العراق عسكريًا في مواجهة داعش.

وتحدث السوداني، عن رغبة العراق في الاستفادة، من التجربة الألمانية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة ومواجهة التغيرات المناخية، إذ تعاني البلاد من شح المياه وقلة الحصص المائية بنهري دجلة والفرات، وزيادة نسبة التصحر.

ووقع مسؤولون عراقيون صفقة ضخمة، الجمعة، مع شركة سيمنس الألمانية، لتحسين البنية التحتية للطاقة العراقية، وذلك خلال زيارة السوداني الحالية إلى برلين. تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إلى بناء وتوسيع محطات الطاقة لإنتاج 6 جيجاوات من الكهرباء بالإضافة إلى بناء خطوط كهرباء وإجراء عمليات الصيانة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

الدكتور عبد الكريم الوزان

الارتباط بالقرار الدولي

من جهته، قال الدكتور عبد الكريم الوزان، السياسي العراقي، إن ألمانيا لها ثقل سياسي واقتصادي، وإن العراق أراد أن يوطد علاقته مع دولة أخرى من الدول المتحكمة بالقرار الدولي، وأن يكون له صوت من خلال الموقع الذي تلعبه ألمانيا على الساحة الدولية.

وأوضح الوزان، في تصريح خاص لـ"القاهرة الإخبارية"، أن التوقيت، سواء السياسي في العراق، أو توقيت عودة نشاط داعش، إضافة تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية، وانعكاساتها على الأوضاع العربية، هو ما يميز زيارة السوداني برلين.

وأشار "الوزان: إلى أن حكومة العراق تطمح في إبعاد انطلاق الحرب والنزاع من داخل أراضيه على المستوى السياسي، كما تأمل في المساعدة التقنية التكنولوجية من جانب ألمانيا، عن طريق تدريب الكفاءات وتدريب الأجهزة الأمنية، إضافة إلى دعم العراق في المحافل السياسية والمحافل الدولية، موضحًا أنه يتوقع تعاونًا كبيرًا من ألمانيا سياسيًا واقتصاديًا، لما لها من مصالح في الدول العربية، وخاصة في العراق.