الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دبابات أوروبا تثير استفزاز روسيا.. وأوكرانيا تراها المنقذ

  • Share :
post-title
الدبابة ليوبارد-2 - صورة أرشيفية

Alqahera News - مروة الوجيه

"ليوبارد".. اسم أصبح يتردد بصورة مستمرة على مدار أسابيع الماضية عندما يتطرق الحديث للحرب الروسية الأوكرانية، على أنه السلاح الأقوى الذي قد يساهم في قلب موازين الحرب ومساعدة كييف لسد ضربات موسكو واسترداد أراضيها مرة أخرى.

ورغم مخاوف الغرب من توريد الدبابات القتالية إلى أوكرانيا إلا أنه على مدار الأيام الماضية أعلنت بعض الدول الأوروبية عن عزمها تزويد الجيش الأوكراني بدبابات من الطراز الغربي الحديث، بعد تردد دام لشهور طويلة عقب بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل نحو عام، وذلك وفقًا لما ذكرت شبكة "CNN" الإخبارية.

تعهدات أوروبية

وتعهدت فرنسا وبولندا بإرسال دبابات إلى أوكرانيا، في حين تدرس المملكة المتحدة وفنلندا الأمر نفسه، فيما تحدثت مصادر عن اقتراب ألمانيا من الموافقة على دعم أوكرانيا بدبابات ليوبارد، لكن المستشار أولاف شولتس دعا لمزيد من التعقل وعدم إصدار قرارات متعجلة "تتعلق بالحرب والسلام ببساطة" معلقًا على الجدل حول ذلك في ألمانيا.

كان المستشار الألماني أولاف شولتس انتقد "التصريحات المتشنجة" في النقاش الدائر حول تسليم دبابات قتالية إلى أوكرانيا ودعا إلى مزيد من التعقل، مشددًا، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، أن برلين ستعمل على الدوام بالتنسيق الوثيق مع أصدقائها وحلفائها فيما يختص بالمسائل المتعلقة بمزيد من الدعم لكييف، موضحًا أن الأمر يتعلق أيضًا بأمن ألمانيا وأوروبا.

وعلى خلفية الجدل الدائر حول إمكانية تسليم ألمانيا دبابة القتال من طراز "ليوبارد 2" لأوكرانيا، أكد "شولتس" أن غالبية المواطنين يدعمون الموقف المتزن للحكومة الاتحادية التي تتخذ القرارات بعناية، على الرغم من "التعليقات الصاخبة" في برلين.

من جهة أخرى، أعلن الرئيس البولندي، أندريه دودا، خلال زيارة إلى أوكرانيا، الأربعاء الماضي، أن بلاده مستعدة لتزويد كييف بـ14 دبابة ثقيلة متطورة من نوع "ليوبارد-2" على أن يحدث ذلك في إطار تحالف دولي يجري العمل حاليًا على بنائه.

وأضاف دودا: "كما تعلمون، هناك عدد من الشروط الرسمية التي يجب الوفاء بها، مثل الحصول على الموافقات وما إلى ذلك، لكن الأهم من كل ذلك، نريد أن يكون هذا تحالفًا دوليًا"، مشيرًا إلى أنه يعتمد على دول أخرى للمساهمة في عمليات التسليم.

دبابات ثقيلة متطورة

وليوبارد-2 هي دبابات ثقيلة متطورة ألمانية الصنع، وبالتالي فإن بيع أي منها أو التبرع بها لا بد أن يحصل على موافقة مسبقة من برلين.

ورحّب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بتصريح نظيره البولندي، قائلًا إن بلاده تتوقع "قرارًا مشتركًا" تشارك فيه دول إضافية أخرى مستعدّة لإرسال دبابات "ليوبارد".

وزادت هذه التحركات من الضغط على ألمانيا التي قالت الأسبوع الماضي إنها ستنقل مركبات مشاة قتالية إلى كييف، لكنها لم تلتزم بعد بإرسال دبابات.

وأصر المستشار الألماني، أولاف شولتس، على أن أي خطة من هذا القبيل يجب أن يجري تنسيقها بالكامل مع التحالف الغربي بأكمله، بما في ذلك الولايات المتحدة.

كانت بولندا قد أرسلت في السابق إلى أوكرانيا أكثر من 200 دبابة من العهد السوفيتي، وبعد بولندا أعلنت فنلندا أيضا الخميس، أنها مستعدة بحذر لتسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد 2.

الدعم المشروط

وفق ما نقلته شبكة "CNN" الأمريكية عن مسؤولين غربيين أوضحوا أن قرار بعض الدول الأوروبية بإرسال المزيد من الدبابات كان جزءًا من تقييم أوسع لما كان يحدث على الميدان في أوكرانيا.

وأمضى حلفاء في الناتو الأسابيع الأخيرة، يتحدثون بالتفصيل عن أي الدول هي الأفضل لتقديم أنواع معينة من المساعدة، سواء كانت معدات عسكرية أو مالية.

ويرى أحد الدبلوماسيين الغربيين البارزين أن المزيد من الدول يمكن أن ترفع من مستويات الدعم العسكري في الأسابيع المقبلة مع دخول الحرب مرحلة جديدة، خاصة عقب ورود تقارير عن هجوم روسي محتمل مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الأولى للحرب.

صنع في ألمانيا

ووفق محللون فإن الدعم الألماني ينظر له على أنه يعكس خطوة حاسمة فيما يتعلق بتدفق الدعم الأوروبي، إذ أن هناك نحو 13 دولة أوروبية، بما في ذلك بولندا وفنلندا، تمتلك دبابات "ليوبارد-2" الحديثة، التي يرجع تاريخ تصنيعها إلى عام 1979، وجرى تحديثها عدة مرات منذ ذلك الحين، وفقًا لمركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

في حين أن أي إعادة تصدير للدبابات من قِبل هذه الدول تحتاج عادة إلى موافقة من الحكومة الألمانية، بيد أن برلين أوضحت على لسان نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، الخميس الماضي، أن بلاده لن تقف "حجر عثرة" في طريق الدول الأخرى التي تعيد تصدير دبابات ليوبارد.

وأضاف "هابيك" على هامش اجتماع لحزب الخضر في برلين: "يجب ألا تقف ألمانيا في طريق الدول الأخرى التي تتخذ قرارات لدعم أوكرانيا، وذلك بغض النظر عن القرارات التي تتخذها ألمانيا".

وفي المقابل، أوضحت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، كريستيان هوفمان، أمس الجمعة، أن بلادها لم تتلق طلبًا رسميًا بهذا الشأن من بولندا أو فنلندا.

وأضافت "هوفمان" في مؤتمر صحفي: "نحن في نقاش مستمر بشأن الأمر الصواب الذي يجب القيام به في هذه المرحلة الزمنية، وكيف ندعم أوكرانيا على أفضل وجه".

انتظار أوكرانيا

وفي حوار سابق للقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، لصحيفة "إيكونوميست"، ديسمبر الماضي، أوضح أن جيش بلاده بحاجة إلى نحو 300 دبابة لصد الضربات الروسية، في حين يقدر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن هناك نحو 2000 دبابة من طراز ليوبارد منتشرة في جميع أنحاء أوروبا.

وفي السياق نفسه، أوضح أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، في تصريحات الخميس الماضي، أنه واثق من أن الدبابات التي وعد بها الشركاء الأوروبيون سيتم تسليمها "بسرعة كبيرة جدًا"، وأن عناصر القوات المسلحة الأوكرانية "سوف يجيدون استخدام تلك المدرعات في غضون أسابيع قليلة".

وعلى الرغم من المخاوف الألمانية إلا أن شبكة "دوتشه فيليه" الإخبارية أكدت عبر مصادرها أن برلين على وشك اتخاذ قرار بشأن إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا خلال الأسبوع المقبل، وذلك بعدما يقيّم الحلفاء الأوروبيون حاليًا كيفية مساعدة حكومة كييف في حال حدوث قتال في فصل الربيع المقبل.

كان دبلوماسيون ألمان أعربوا عن مخاوفهم من أن إرسال دبابات إلى أوكرانيا، الذي ربما تعتبره موسكو خطوة تصعيدية من الغرب، ما قد يؤدي إلى تأجج المعارك أو خروجها عن السيطرة في بعض الأوقات، وهو الأمر الذي لا يمكن التنبؤ بخطورته أو بخطوات موسكو المقبلة.

وفي حين أن الحلفاء الأوروبيين متحدون إلى حد كبير في دعمهم لأوكرانيا، قال الدبلوماسيون الذين تحدثوا إلى شبكة "CNN" إن هناك خلافًا حول ما إذا كان إرسال الدبابات والمزيد من الأسلحة هو الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لإنهاء الصراع.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة كانت قد زودت أوكرانيا بأنظمة صواريخها المتطورة "هيمارس"، الأمر الذي ساعد كييف في قلب مجرى الحرب في الأشهر الأخيرة.

الدعم مستمر

من جهة أخرى، أفاد تقرير لجامعة "كيل" الألمانية، أن المساعدات الغربية لأوكرانيا، تخطت 12 مليار دولار، إذ قدمت المملكة المتحدة وفرنسا وبولندا مساعدات مالية وعسكرية وإنسانية بقيمة 7.5 مليار دولار، ثم 1.5 مليار دولار، تلتها 3 مليارات دولار.

ووفقًا لاستطلاع حديث لمعهد Eurobarometer، فلا يزال 74% من المواطنين الأوروبيين يؤيدون تقديم الدعم لأوكرانيا، وهذا يعني أنه إذا قررت ألمانيا المضي قُدمًا في هذا الأمر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا وبولندا، فإنها ستجد على الأرجح الغطاء السياسي للقيام بذلك.

ومن المتوقع أن تواصل المملكة المتحدة وفرنسا الضغط على ألمانيا للانضمام إليهما في هذا الجهد الأيام المقبلة، وإذا نجحتا في مسعيهما، فإن ذلك يعني أن القوى الأوروبية الرئيسية الثلاث بالإضافة إلى الولايات المتحدة تسير على قدم وساق في تأييد أوكرانيا مع اقتراب الحرب من الذكرى السنوية الأولى لها.