الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الناتو يتعهد وكييف تنتظر.. إمدادات الأسلحة الثقيلة تصعد الحرب الأوكرانية

  • Share :
post-title
صورة أرشيفية

Alqahera News - مروة الوجيه

دخلت الحرب الروسية- الأوكرانية مرحلة جديدة، يُمكن أن نطلق عليها المرحلة الحرجة، بعد تعهدات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتقديم مساعدات عسكرية ثقيلة لكييف من جهة، واستمرار الجانب الروسي في تدمير البنية التحتية للبلدات الأوكرانية، تبدو الاتجاهات أن الأشهر المُقبلة قد تحمل المزيد من التصعيدات المباشرة في ميدان الحرب.. وهو ما يبعدنا عن اختيار الجلوس على طاولة التفاوض بين أطراف النزاع، على الرغم من معاناة كلا الجانبين وحلفائهما من دمار الحرب على جميع النواحي السياسية والاقتصادية.

مع اقتراب الحرب الروسية- الأوكرانية من إتمام عامها الأول، ورُغم عدم توافق مجريات سير المعركة مع جميع التوقعات الاستراتيجية لها، على مدار سير العملية العسكرية، إلا أن هذه الفترة والتي كان متوقعًا لها الوصول إلى مرحلة الجمود بعض الشيء، بفعل الدخول في فصل الشتاء مع وجود التضاريس الصعبة في مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، إلا أن الاتجاه الغربي والروسي أيضًا بدأ يأخذ منحنى جديدًا، خاصة بعد إعلان حلف الناتو، أمس الجمعة، الموافقة على إرسال أسلحة هجومية ثقيلة كمساعدات عسكرية للقوات الأوكرانية، وقال، جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن الدول الأوروبية، مُستعدة لإرسال دبابات ثقيلة، وأنه "علينا أن نمنح أوكرانيا الأسلحة اللّازمة ليس فقط لصد الهجمات، كما يفعلون حاليًا، وإنما لاستعادة أراضٍ أيضا".

اجتمع نحو 50 من قادة الدول أمس الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية في غرب ألمانيا، لمُناقشة إمكانيات إرسال الحلفاء الغربيين لهذه النوعية الجديدة من الأسلحة، رُغم شروط ألمانيا لمُوافقتها على إرسال دبابات ليوبارد إلى الحليفة الأوكرانية.

بالرغم من اضطرار كييف لانتظار إجراء مزيد من النقاشات للحصول على الدبابات التي تطالب بها، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك، أصدرت إعلانات مُنفردة عن إرسال شحنات أسلحة كبيرة إلى أوكرانيا، من ضمنها مدرعات وصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة.

كانت لندن وعدت كييف في نهاية الأسبوع الماضي بدبابات ثقيلة من طراز تشالنجر، فيما تُواجه ألمانيا ضغوطًا شديدة حتى تسمح للدول التي تملك دبابات ليوبارد بأن تسلمها لأوكرانيا.

أبدت كل من بولندا وفنلندا، والدنمارك، استعدادًا لإرسال دبابات ليوبارد إلى كييف؛ شريطة حصولها على موافقة ألمانيا، التي تشترط على الدول التي تمتلك هذه الدبابات الحصول على موافقة برلين قبل إرسالها إلى وجهات أخرى.

اشترطت ألمانيا إرسال الولايات المتحدة دبابات أبرامز إلى أوكرانيا، حتى تسمح بإرسال الدبابات الألمانية ليوبارد 2، إذ تخشى ألمانيا أن تسليم الأوكرانيين هذه الدبابات، قد يدفع ببرلين مباشرة في الحرب، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

مُعادلة القرار

يبدو إذًا أن برلين وضعت الكرة في ملعب الولايات المتحدة، فوفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أوضح أن واشنطن في الوقت الراهن تُحاول إرسال أسلحة هجومية إلى أوكرانيا، لتُمكن الأخيرة من العمل على استرداد شبه جزيرة القرم، التي سيطر عليها الروس عام 2014.

رُغم أن الولايات المُتحدة شددت مرارًا على أن القرم جزء لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية، التزمت نهجًا مُتشددًا عند الحديث عن استعادة شبه الجزيرة، ولم تبدِ تحمسًا لإرسال أسلحة هجومية تُساعد أوكرانيا على استعادة القرم، على طول أشهر سير العملية العسكرية.

إلا أن الأمر تغير في الوقت الراهن، فوفق تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن توصلت إلى أنه إذا ما استطاعت القوات الأوكرانية إيصال رسالة إلى الروس، مُفادها أن سيطرة الكرملين على شبه الجزيرة قد تكون مُهددة، فإن من شأن هذه الخطوة تحسين الموقف التفاوضي لكييف مستقبلًا.

علاوةً على ذلك، بدأت مخاوف من شن الروس ضربة نووية على أوكرانيا تتراجع، ما حفز الدعم الغربي، رُغم أن الخطر لا يزال قائمًا، وفقًا للتقرير.

الدبابات الأمريكية

وفيما يتعلق بالرد الألماني حول إرسال واشنطن لدبابات أبرامز إلى كييف، قال مسؤولون بالبنتاجون، إن تشغيل دبابات أبرامز مُعقد، ولن تتمكن الولايات المتحدة من إرسالها بسبب صُعوبات لوجستية، وذلك رُغم استعدادها لإرسال حزم مساعدات تقدر بـ2.5 مليار دولار فبراير المقبل، من بينها مركبات برادلي وصواريخ هيمارس، ومدرعات سترايكر.

كانت كييف تضغط بشدة، حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، من أجل إرسال صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، ما يعني إمكانية استهداف العمق الروسي وليس فقط القرم.

لكن لم توافق الولايات المتحدة حتى اللحظة، ومن غير المتوقع أن تضم حزمة المساعدات القادمة الصواريخ بعيدة المدى أو مركبات أبرامز2، وليس واضحًا بعد إذا ما كانت مركبات برادلي ضمن الحزمة.

أعلنت واشنطن عزمها تسليم هذه المركبات لأوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، وهي مدرعات قتالية سريعة وعملية وذات كفاءة عالية في القتال الميداني.

الرد الروسي

في المقابل، يُشدد الروس على أن الأسلحة الغربية هي أهداف مشروعة، وأنهم يعتبرونها دليلًا على خوض روسيا حربًا ضد دول الناتو، وتأكيدًا على تورط الغرب في النزاع.

قال، دميتري بيسكوف، المُتحدث باسم الكرملين، ردًا على اجتماع الخطوات الغربية لمساندة كييف، معتبرًا أن هذه الدول "مُتوهمة" حول قدرة أوكرانيا على الانتصار "على أرض المعركة".

قال، أناتولي أنتونوف، السفير الروسي لدى واشنطن، إن "سياسة الإدارة الأمريكية لضمان الهزيمة الاستراتيجية لروسيا في أوكرانيا ستقود العالم نحو كارثة".

من جانبه، حذر الرئيس الروسي السابق، دميتري مدفيديف، من أن "قوة نووية تخسر في حرب تقليدية يُمكن أن يتسبب باندلاع حرب نووية".

ووفق رأي محللين لوكالة "دوتشيه فيليه" الألمانية، أوضحوا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يسعى لتعبئة مزيد من الرجال، لإطالة أمد النزاع، مراهنًا على الوقت بوجه الدول الغربية التي قد تشهد انتخابات تؤدي إلى تغيير حكومات، أو قد يتراجع استعدادها للإبقاء على مستويات المساعدة الحالية لأوكرانيا.

في المقابل تستمر القوات الروسية في استهداف البنية التحتية للمدن الأوكرانية على مدار نحو أكثر من شهر، وذلك عقب تقدم القوات الأوكرانية ونجاحها في استرداد بعض المدن والبلدات في الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي من تحت سيطرة روسيا.

أدّت الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، بما في ذلك محطات الطاقة والتدفئة، إلى حرمان ملايين الأشخاص من التدفئة والكهرباء والمياه، وفي إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، قال مارتن جريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومُنسق الإغاثة في الأمم المتحدة، إن ذلك أضاف بُعدا خطيرًا آخر على الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب.

وأوضح "جريفيثس"، أن الهجمات الروسية تسببت في أضرار كبيرة بشبكة الكهرباء في أوكرانيا، ما أدّى إلى انقطاع هائل في الكهرباء وانقطاع خطوط الهاتف والإنترنت وانخفاض إمدادات المياه في جميع أنحاء البلاد، وكان الوضع حرجًا بشكل خاص في الغرب وفي العاصمة كييف، مُوضحًا أن أكثر من 14 مليون شخص في أوكرانيا يُعتبرون في عداد النازحين قسرا من ديارهم بما في ذلك 6.5 مليون نازح داخليًا، وتم تسجيل أكثر من 7.8 مليون لاجئ في جميع أنحاء أوروبا.