الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انقسام حلفاء أوكرانيا.. أزمة أوروبية تخدم روسيا

  • Share :
post-title
جانب من اجتماع وزراء دفاع الناتو في قاعدة رامشتاين بألمانيا

Alqahera News - محمد أبوعوف

ظهرت حالة الخلاف التي تسيطر على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشأن استمرار دعم أوكرانيا عسكريًا، إذ لا ترغب ألمانيا في تزويد "كييف" بدبابات "ليوبارد 2"، فيما تضغط كييف وأمريكا على برلين لإثنائها عن الرفض، ويرى محللون أن هذا الخلاف يصب في صالح موسكو.

 أمس الجمعة، عقد وزراء دفاع (الناتو) الداعمين عسكريًا لأوكرانيا اجتماعًا فى قاعدة "رامشتاين" الجوية بجنوب ألمانيا، والذي انتهى إلى عدم توصل الحلفاء إلى توافق على تسليم كييف دبابات ثقيلة لعدم موافقة برلين. 

وأكد خبراء في الشأن الدولي، لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أن البعض داخل الاتحاد الأوروبي يُفضل طرد القوات الروسية بشكل كامل واسترداد أوكرانيا لجميع أراضيها، لكن آخرين يخشون من استمرار تزويد " كييف" بالأسلحة خصوصًا ألمانيا، لأنها تخشي علي سمعة سلاحها من التدمير في حالة دخوله أرض المعركة. 

صورة أرشيفية لدبابة ألمانية
انقسام الناتو

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكدت لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الاجتماع عكس حالة الانقسام الواضح بين التكتل الغربي المضاد لروسيا، بسبب وجود عدد من الدول المقتنعة بضرورة التوقف عن مساعدة أوكرانيا، وأنه آن الآوان لمراجعة اتفاقيات ضخ الأسلحة.

وأرجعت أستاذ العلوم السياسية، اقتناع بعض الدول بضرورة التوقف عن دعم "كييف" إلى أنها لم تحقق نتائج إيجابية من عمليات ضخ الأسلحة في المرات السابقة، كما أن التخوف من ضخ المزيد منها خصوصًا بعض المنظومات الدفاعية يؤدي إلى التصعيد بين الأطراف، وبالتالي يرون أنًّ أوروبا في مرمى النيران.

وقالت إن ألمانيا إحدى الدول التى تخشي من التصعيد، وسيكون من الصعب السيطرة علي الموقف مسقبلًا، وأظهرت استطلاعات الرأي فى ألمانيا بأن 45% من المواطنين الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلي أوكرانيا، كما أن البرلمان الألماني فشل في اتخاذ قرار بإرسال الدبابات لـ "كييف".

منظومة باتريوت
المبالغة حول الانقسام الغربي

وفى السياق ذاته، اعتبر رئيس مركز أبحاث السلام والأمن في كييف ياسين رواشدة، أن هناك مبالغة بوجود خلاف بين دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتزويد أوكرانيا بالدبابات، وأكد أن هناك إجماعًا بين دول الناتو بضرورة الاستمرار في دعم كييف بالسلاح والمنظومات الدفاعية المختلفة.

وأشار "رواشدة" إلى أن الخلاف اقتصر على حجم ومستوى الدعم ونوع السلاح المقدم وفي أي وقت خصوصًا على المستوى التقني، وأوضح أن مسـألة إرسال دبابات "ليوبارد 2" أو المنظومات الدفاعية "باتريوت" هو محل الخلاف.

سمعة السلاح الألماني

فيما، ذكر الدكتور عمرو الديب، مدير مركز خبراء رياليست الروسي، أن تدفقات الأسلحة الغربية على أوكرانيا تصبح خطيرة عندما تهدد عمق الدولة الروسية، مشيرًا إلى أنه فى حالة استمرار دعم "كييف" سيجعل المواجهة مفتوحة.

وعن المناقشات التى أُجريت في "رامشتاين" بشأن تزويد أوكرانيا بالدبابات الألمانية "ليوبارد 2"، قال إن الأمر ليس متعلق برغبة "برلين" ولكنه مرتبط بخوف ألمانيا من تدميرها في حالة دخولها الأراضي الأوكرانية، لأن الدبابات هدف سهل التدمير.

وأكد أن ألمانيا تمتلك أكثر من 3200 دبابة من طراز "ليوبارد 2" منتشرة في عدد من الدول، وفي حالة تعرضها للتدمير ستؤثر على سمعة السلاح الألماني عالميًا، وأوضح أن روسيا تعتبر تسليم أوكرانيا أسلحة متطورة خط أحمر بالنسبة لها.