الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الهجوم الكبير.. هل تنجح خطة أوكرانيا بعد تطورات "باخموت"؟

  • Share :
post-title
صورة أرشيفية

Alqahera News - مروة الوجيه

في خطوة نحو زيادة وتيرة الهجمات على شرق أوكرانيا، كثفت القوات الروسية من تحركاتها على جميع جبهات القتال في أوكرانيا، واقتربت من إحكام قبضتها على باخموت، التي شهدت معارك دامية خلال الأشهر الماضية، وفي المقابل طالبت الولايات المتحدة القوات الأوكرانية بـ"عدم السعي للدفاع عن المدينة، وأن تركز أكثر على الاستعداد لشن هجوم مضاد كبير ضد روسيا".. فما هي خطة أوكرانيا وحلفائها الغربيين المقبلة؟

نداء التسليح

في الوقت التي تشتعل فيه الجبهات الغربية للإسراع بارسال الأسلحة الهجومية الى أوكرانيا، وتتعالى أصوات حكومة كييف للمطالبة بدبابات الغرب للتصدي للعمليات العسكرية الروسية في منطقة "دونباس" تحديدًا، ولاسترداد جزيرة القرم من قبضة موسكو، تأتي مؤشرات باستعداد أوكرانيا لشن "هجوم كبير" ضد الجبهة الروسية.

ووفق تقارير إخبارية، حقق الجيش الروسي بمساعدة قوات "فاجنر" خلال الأيام الماضية، تقدمًا وتمددًا على جميع جبهات القتال المشتعلة في الشرق، وبالأخص محوري باخموت وزابوريجيا، ووفق آخر تقارير روسية، تقدمت قوات موسكو باتجاه قرية كراسنوبولي قرب مدينة سوليدار، كذلك استطاعت السيطرة على كليشيفكا، وهي بلدة صغيرة جنوبي باخموت.

وفي محور دونيتسك، سيطرت قوات روسيا على قرية دفوريتش، وتكبد الجيش الأوكراني خسائر فادحة، وبالنسبة إلى محور زابوريجيا، تمكنت القوات الروسية من السيطرة على 7 كيلومترات في العمق، والسيطرة على عدة مناطق في محيط المحطة النووية، كما نجحت القوات الروسية في السيطرة على قرية لوبكوفيه الصغيرة الواقعة قرب نهر دنيبرو، جنوب شرق زابوريجيا.

كما أعلن مسؤولون من منطقتي زابوريجيا وسومي الأوكرانيتين، أمس، أن روسيا كثفت قصفها لمناطق واقعة بشرق أوكرانيا، خارج خط المواجهة الرئيس في منطقة دونباس الصناعية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هجومًا شنته في الآونة الأخيرة جعل قواتها تحتل مواقع مميزة بشكل أكبر على طول خط جبهة زابوريجيا، وهو ما وصفه مسؤولون عسكريون أوكرانيون بأنه "مبالغة".

انقسام غربي

وفي ضوء الموقف الغربي من إرسال الدبابات لكييف، فإن الدول التي اجتمعت في قاعدة رامشتاين الأمريكية بألمانيا، الجمعة، لم تتوافق على إرسال دبابات ثقيلة إلى كييف رغم مطالباتها المتكررة، ونقلت إذاعة "ذي فويس أوف أمريكا" عن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن جنودًا أوكرانيين سيتدربون قريبًا على دبابات "ليوبارد" في بولندا، مضيفًا: "سنبدأ بذلك، وسنرى ما سيحدث لاحقًا"، ومن جهته، بدا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن كأنه يرجئ الأمر بقوله "لا تزال هناك فرصة سانحة بين الآن والربيع لتسليم دبابات غربية".

وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أنها سترسل مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل مئات المركبات المدرعة من أنواع مختلفة، لكنها لا تضم دبابات ثقيلة من طراز أبرامز، كما تعهدت بريطانيا، الخميس، تزويد أوكرانيا بـ600 صاروخ إضافي من طراز برايمستون، فيما وعدت الدنمارك بتزويدها بـ19 مدفع قيصر فرنسي الصنع، والسويد بمدافع آرتشر، ويبلغ مدى جميع هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكن أوكرانيا تطالب بالمزيد.

وكانت لندن تعهدت بإرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز "تشالنجر 2 "إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبابة "ليوبارد 2 "ألمانية الصنع، وهو ما يقل كثيرًا عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنها تحتاج إليها لهجمات مستقبلية.

من جهته، نفى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الجمعة، أن تكون برلين تعرقل من طرف واحد إرسال دبابات ليوبارد القتالية إلى أوكرانيا، لكنه قال إن الحكومة مستعدة للتحرك سريعًا لإرسالها "إذا كان هناك إجماع بين الحلفاء".

التعهد والتردد

وفيما تدفقت التعهدات بتقديم دبابات، أعربت الولايات المتحدة عن ترددها في تسليم أوكرانيا دبابات من طراز "أبرامز" بسبب صعوبة صيانتها والتدريب على استخدامها، في حين رفضت ألمانيا حتى الآن تقديم دبابات "ليوبارد"، ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهبات الأخيرة، لكنه حذر من أنه لن يكون هناك "بديل" عن تقديم الغرب دبابات ثقيلة لكييف.

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، إن الجيش الأوكراني يحتاج إلى تدريب جيد على استخدام هذا العتاد حتى يكلل الهجوم بالنجاح، وتابع: "إذا أخذنا في الاعتبار الطقس والميدان، نرى أن هناك نافذة ضيقة نسبيًا" لتحقيق ذلك، مشيرًا إلى أنها ستكون مهمة "صعبة للغاية".

الدبابات.. وتغير دفت المعركة

يبقى تساؤل حول التباس الموقف في ميدان المعركة، فهل ستصنع الدبابات الغربية فارقًا في الحرب؟ فوفق روسيا، فإن إرسال هذه الدبابات لن يغير شيئًا في الوضع على الأرض، فيما اتهم الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الدول الغربية "بالتشبث بوهم مأسوي حول قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة".

لكن بالنسبة الجانب الأوكراني، ومعسكر الحلفاء الغربي، فإن سلاح الدبابات الثقيلة قد يحدث فارقًا حقيقيًا لكييف في المعارك خاصة في الشرق الأوكراني، حيث استأنفت روسيا الهجوم بعد تعرضها لانتكاسات في الخريف، لكن يبقي التردد الغربي لتزويد كييف بالأسلحة الهجومية وراء تعقيد الموقف، خاصة وأنه وفق خبراء كان فصل الشتاء يعتبر مؤشرًا لتباطؤ سير العملية العسكرية بسبب برودة الطقس وصعوبة التضاريس الجغرافية في بعض المناطق بأوكرانيا، لكن ما ظهر خلال الأشهر الماضية يؤكد أن الجانبين الروسي والأوكراني لا يعتزمان توقف المعركة، غير أن كييف تسعى إلى امتلاك أسلحة هجومية وليس دفاعية فقط، وهو ما قد يؤثر أيضًا على خططتها العسكرية، سواء لإحداث فارق في أرض المعركة أو توجهها إلى إحداث ضربات استباقية في الداخل الروسي، وهو الأمر الذي يقلق الغرب فليس من الواضح رد فعل روسيا في حالة حدوث مثل هذه الخطوة، فعلى الرغم من قلة التصريحات الروسية عن استخدام أسلحة الدمار الشامل خلال الأشهر الماضية، إلا أن موسكو دائمًا ما تؤكد أن هذا الخيار مطروح، ولن يتم التنازل عنه.

ومع تطور هذه الأوضاع تؤكد المؤشرات أن الطرفين لن يسعيا إلى الجلوس على طاولة التفاوض في الوقت القريب، وأن الأيام المقبلة قد تشهد مزيدًا من التصعيد الروسي وربما الأوكراني، في حال وصول شحنات الأسلحة الهجومية إلى كييف.