الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيارة جونسون إلى كييف.. مزايدة سياسية أم جني لثمار دعمه أوكرانيا

  • Share :
post-title
بوريس جونسون والرئيس الأوكراني في كييف

Alqahera News - سمر سليمان

تارة عقب انتهاء ولايته، وتارة أخرى مسؤول سابق أقالته الفضائح، دأب رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، على زيارة أوكرانيا، والاتصال برئيسها فولوديمير زيلينسكي، وإظهار دعم المملكة المتحدة للبلد الذي يعاني صراعًا مع روسيا منذ قرابة العام، بينما بالأساس بات الشهير بـ"جونسونيوك"، كناية عن ارتباطه بأوكرانيا، لا يملك ما يقدمه، وبشكل مفاجىء، ظهر اليوم الأحد في كييف، واجتمع مع الرئيس الأوكراني وتعهد بأن بريطانيا "ستساند أوكرانيا طالما لزم الأمر"، فلماذا الآن؟

بوتشا وجهة جونسون

زار جونسون، منطقتي بوروديانكا وبوتشا، بضواحي العاصمة الأوكرانية، وهي المناطق التي يضرب بها الغرب مثالًا للفظائع الإنسانية التي اُرتكبت خلال الصراع، عندما هاجمت القوات الروسية ضواحي العاصمة كييف، في بداية العملية العسكرية في فبراير الماضي، ثم تعالت الأصوات الأوروبية لمحاسبة روسيا على ما وصفته حينها بـ"جرائم الحرب" في ضاحية بوتشا قرب كييف، بعد العثور على نحو 340 جثة، عقب انسحاب القوات الروسية من الضاحية، في أبريل 2022، فيما نفت موسكو مسؤوليتها عن أي جرائم.

وقال جونسون لحاكم بوتشا: "يمكنني إخبارك بأن المملكة المتحدة ستساند أوكرانيا طالما لزم الأمر"، وأضاف متحدثًا بالاستعانة بمترجم: "ستنتصرون وستطردون جميع الروس من بلادكم، لكننا سنظل هناك لأطول أمد.. وسنريد أيضًا مساعدتكم في إعادة الإعمار"، وذلك بحسب ما نقلته وكالة رويترز، اليوم الأحد.

"جونسونيوك".. شعبية وصلت للكعك

واكتسب "جونسون" شعبية كبيرة في أوكرانيا، إذ أصبح معروفًا باسم "بوريس جونسونيوك"، وأطلقت المقاهي في كييف اسمه على كعكات، ورُسمت صورته على لوحات في الشوارع وعلى الجدران، وفق رصد "رويترز".

الزيارة الأولى

وبينما لا تزال أسباب زياة جونسون كييف اليوم غير واضحة، إلان أن رحلته الأولى لأوكرانيا كانت جلية المعنى، إذ تزامنت مع ذكرى يوم استقلال البلاد، والذي صادف وقتها مرور ستة أشهر على بدء العملية العسكرية الروسية، وكتب جونسون وقتها، على موقع تويتر: "ما يحدث في أوكرانيا يهمنا جميعًا.. وهذا هو سبب وجودي في كييف اليوم.. ولهذا السبب ستستمر المملكة المتحدة في دعم أصدقائنا الأوكرانيين". أضاف: "أعتقد أن أوكرانيا قادرة على الانتصار في هذه الحرب، وستنتصر".

مزايدة سياسية أم خطف للأنظار؟

وبينما نفى "جونسون" إشارات استدل بها بعض المراقبون على أن تحركاته في أوكرانيا قد يُنظر إليها على أنها إضعاف لرئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك، إلا أن تحركاته في وقت تأتي فيه بريطانيا في مقدمة دول الغرب الأكبر دعمًا للسيطرة على "حرب ضد الديمقراطية"- مثلما يطلق عليها زيلينسكي-، ربما تظهر رغبته في جني ثمار ربما شارك بزراعتها في بادئ الأمر قبل نحو 6 أشهر، حيث سعى "جونسون" خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء، إلى جعل لندن أكبر حليف لكييف في الغرب.

تحذيرات لجونسون: لا تبحث عن الشهرة

وبحسب صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، تلقى جونسون تحذيرات من شخصيات عسكرية رفيعة، بأنه يتوجب عليه الابتعاد والتوقف عن "البحث عن الشهرة"، ومحاولة "خطف الأنظار" من رئيس الوزراء الحالي، وبينما تقترب العملية العسكرية في أوكرانيا من اكتمال العام، أعلن "سوناك" قبل نحو أسبوع أن بريطانيا سترسل 14 دبابة من طراز "تشالنجر "2 إلى أوكرانيا، لتصبح بالقرار الدولة الأولى التي ترسل دبابات قتال رئيسية، ومن ثم أعلنت عن شحنة إضافية تضمنت 600 صاروخ بريمستون مضاد للدبابات، في قمة إستونيا.