الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رئيس العلاقات الدولية بأكاديمية العلوم بأرمينيا: مصر قادرة على إعادة توازن القوى في العالم العربي

  • Share :
post-title
أراكس باشيان رئيس العلاقات الدولية بأكاديمية العلوم بأرمينيا

Alqahera News - آلاء عوض

أراكس باشيان: مصر أفضل وجهاتنا السياحية.. والعلاقات اكتسبت زخمًا

تمتد العلاقات بين مصر والأرمن إلى ما قبل قيام دولة أرمينيا في نهايات القرن الماضي، إذ شكّل الأرمن جزءًا من النسيج المصري وشاركوا في جميع مناحي الحياة، وعُرفوا في عدد من المجالات بعينها، ومع إعلان جمهورية أرمينيا كانت مصر أولى الدول المعترفة باستقلالها، وأقيمت العلاقات الرسمية عام 1992.

وحملت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تلك العلاقات، التي قالت عنها أراكس باشيان، رئيس العلاقات الدولية بأكاديمية العلوم بأرمينيا، في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن التعاون بين القاهرة ويريفيان شهد نموًا مستدامًا على جميع الأصعدة والمجالات، كما أن الحوار السياسي بين الدولتين أصبح على مستوى عالٍ، وهناك رغبة متبادلة في تعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية..

وإلى نص الحوار:
كيف تنظر أرمينيا إلى مصر.. وكيف تراها؟

على مدى سنوات طويلة، تحوّلت مصر من كونها مجرد مكان آمن للشعب الأرميني، إلى أحد المراكز المهمة للفكر والثقافة العامة والسياسة، خاصة أن العلاقات الثنائية بين مصر وأرمينيا تتميز بالارتباط الوثيق على مدار التاريخ، وتعود إلى عصور قديمة، فالشعبان يعرفان بعضهما البعض جيدًا، إذ كان للأرمن دور ملموس في الحكومة المصرية بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر، وعلى رأسهم "نوبار نوباريان باشا" رئيس الوزراء المصري ذات الأصل الأرميني، وهنا يمكننا القول بأن أرمينيا ومصر حليفان طبيعيان.

إلى أي مدى شهدت العلاقات المصرية-الأرمينية تطورًا في السنوات الأخيرة؟

رغم أن "يريفيان" تقع في جنوب القوقاز، إلا أن العلاقات الأرمينية-المصرية اكتسبت زخمًا جديدًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية شهد التعاون بين القاهرة ويريفيان نموًا مستدامًا على جميع الأصعدة والمجالات، كما أن الحوار السياسي بين الدولتين أصبح على مستوى عالٍ، وهناك رغبة متبادلة بتعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.

إلى أي مدى تعتبر يريفيان مصر شريكًا دوليًا؟

العلاقات الأرمينية- المصرية مهمة للغاية في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات الدولية والتحولات الجيوسياسية والحروب المتكررة، ونحن بحاجة لبعضنا البعض، والحكومة الأرمينية تقدر بشدة موقف مصر المتوازن فيما يتعلق بإقليم "ناجورني كاراباخ" المتنازع عليه، كما تثمّن أرمينيا دور مصر كقوة رائدة في العالم العربي، وكمركز سياسي وثقافي، ونثق أن مكانة مصر كقوة رائدة بإمكانها إعادة توازن القوى في العالم العربي وتسهم في استقرار البيئة الأمنية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ما أبرز المجالات التي يمكن التعاون فيها بين البلدين؟

أرمينيا ومصر لديهما العديد من الفرص غير المستغلة، هناك حاجة لمجتمعاتنا لمعرفة بعضهما البعض بشكل أفضل، وهناك اهتمام كبير في أرمينيا تجاه العالم العربي واللغة العربية والثقافة العربية، وبالمناسبة، مصر واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في أرمينيا، فشعبنا يفضل الإجازات البحرية ويفضل مصر، ويرجع ذلك لأن الرحلات السياحية "ميسورة التكلفة" إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ، ونتمنى أن تكون أرمينيا أيضًا مثيرة للاهتمام بالنسبة لمصر على مستوى الشعب والحكومة، وأعتقد أن إنماء العلاقات الودية بين الأمم يمكن أن يتحقق من خلال إنعاش الرحلات السياحية المتبادلة.

أين تكمن المشكلة بين أرمينيا وأذربيجان في الوقت الحالي؟

تواجه أرمينيا تحديات أمنية منذ حرب "أرتساخ" التي استمرت 44 يومًا عام 2020، وانتهت بهزيمة ثقيلة للجانب الأرميني واتفاق 9 نوفمبر، ونتيجة لذلك، ازداد دور تركيا في جنوب القوقاز، ما عزز من قوة أذربيجان، وحتى اليوم، تُبقي كل من باكو وأنقرة، يريفان، تحت ضغط كبير، إذ تطالب أذربيجان بممر خارج أراضيها عبر أرمينيا، بحيث ترتبط أذربيجان بجمهورية "نخجوان" ذاتية الحكم، وفي الواقع، هذا الأمر سيخدم أجندة أنقرة التي أصبحت طرفًا في الحرب باستخدام أراضي أرمينيا.

بالإضافة إلى ذلك، أغلقت أذربيجان حاليًا المدخل الوحيد الذي يربط "آرتساخ" بأرمينيا، و"ممر لاتشين"، حيث يعيش نحو 120 ألف أرميني آرتساخي معزولين عن العالم الخارجي ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والضروريات الأساسية، ومن ناحية أخرى، تتلاعب أذربيجان بالتضامن الإسلامي العالمي لصالحها، إذ تستخدم المنصات الإسلامية الدولية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي، لتشويه سمعة أرمينيا.