الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تأثير الدبابات الغربية في أوكرانيا.. "كييف" تأمل في التحول من الدفاع إلى الهجوم

  • Share :
post-title
دبابة ليوبارد 2 الألمانية الصنع

Alqahera News - سيدخميس

في ظل التوقعات بأن تشن كل من موسكو وكييف، هجمات برية جديدة في الربيع المقبل، تأمل أوكرانيا في التحول من حالة الدفاع إلى الهجوم، فمنذ أن بدأت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في فبراير الماضي، تتصدى كييف للهجمات التي تشنها موسكو، معتمدة في ذلك بشكل كبير على أسلحة الدفاع الجوي، لإسقاط وابل الصواريخ الروسية والطائرات المسيرة، واعتمدت في صد الهجوم البري على أسلحة خفيفة ودبابات سوفيتية قديمة، وبعد تعهد أمريكا ودول أوروبية بإمدادها بدبابات غربية الصنع، تسعى كييف لمهاجمة الجيش الروسي وتحرير المناطق التي سيطر عليها.

وتستعد 9 دول لإرسال دبابات إلى أوكرانيا؛ لتدعيم قواتها في مواجهة العملية العسكرية الروسية، وتأتي وعود إرسال الدبابات إلى "كييف"، بعد أن كانت تواجه أوكرانيا حتى وقت قريب مقاومة لطلباتها الخاصة بالدبابات القتالية الرئيسية، إذ ترى كييف أن الأسلحة الثقيلة ضرورية لهزيمة القوات الروسية، في حين أن موسكو تحذر من أنه استفزاز لا داعي له.

ووافقت ألمانيا على إرسال دباباتها القتالية "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا بعد أسابيع من الضغط المتزايد من الحلفاء الغربيين والمسؤولين الأوكرانيين. كما أعلن جو بايدن الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي أمس، إرسال 31 دبابة "أبرامز إم1" لكييف كدعم جديد لأوكرانيا، وأكدت النرويج أنها أيضًا سترسل دبابات كجزء من المساعدات الغربية، وقالت إسبانيا وهولندا إنهما قد ترسلان دبابات أيضًا، وتعهدت بولندا وفنلندا بالفعل بإرسال "ليوبارد 2" بمجرد موافقة برلين، فيما قال أليكس تشوك وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية، اليوم الخميس، إن بلاده تأمل في وصول 14 دبابة "تشالنجر 2"، التي ستمد كييف بها، إلى أوكرانيا في نهاية مارس المقبل.

هل تحدث الدبابات الثقيلة فرقًا؟

وحول تأثير الدبابات الغربية على أرض المعركة في أوكرانيا، يقول مارك كانسيان، العقيد المتقاعد في مشاة البحرية الأمريكية وكبير المستشارين العسكريين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، إن الدبابات الغربية يمكنها أن تساعد في هجوم أوكراني بري ضد روسيا، موضحًا أن الدبابات الثقيلة تحتوي على ثلاثة عناصر تجعلها خاصة ومفيدة في الهجوم وهي: سرعة التنقل وقوتها النارية وإمكانيتها في الحماية.

وأضاف كانسيان، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن دبابات "ليوبارد 2" على وجه الخصوص هي دبابات ممتازة وحديثة تم ترقيتها، وأوضح أن السؤال يدور حول عدد الدبابات التي يمكن توفيرها، لإحداث فرق.

وأكد كانسيان أن الأوكرانيين بدأوا الحرب بحوالي 800 دبابة، لذا فإن إرسال 15 أو 30 ليوبارد لن يكون له تأثير عسكري كبير، وسيتعين على أوروبا إرسال مئات الدبابات ليكون لها تأثير حقيقي على ساحة المعركة.

ويطالب فولوديمير زيلنسكي الرئيس الأوكراني، بتوفير 300 دبابة لاختراق خطوط القوات الروسية.

وعن الدبابات الأمريكية، أوضح كانسيان أن "أبرامز إم 1" لديها محرك توربيني غازي، مثل المحرك النفاث، مما يجعلها قوية للغاية، لكن الجيش الأوكراني لم يستخدم هذه الأنواع من المحركات من قبل، لذا سيكون الأمر صعبًا للغاية، مؤكدًا أن دبابات "ليوبارد2" هي المفضلة لعدد من الأسباب، أولًا أن هناك الكثير منها، ثانيا تمتلك محرك ديزل قياسيًا، اعتاد الأوكرانيون عليه، ثالثًا أنها تمتلك أفضل نظام للتحكم في الحرائق، ما يجعلها أقل عرضة للخطر. رابعًا يمكنها رصد الأهداف وضربها في نطاقات أطول، خامسًا مدفعها مستقر بشكل أفضل ويمكنه ضرب الأهداف أثناء الحركة.

الدبابات الغربية تُطيل أمد الأزمة الروسية- الأوكرانية

مع تعهدات الغرب بإرسال الدبابات إلى أوكرانيا، تتعقد الأمور أكثر في الأزمة الروسية- الأوكرانية، ويطول أمدها، وأشار كانسيان إلى أن الحصول على مئات الدبابات سوف يتطلب الوقت والجهد، فعلى الرغم من أن الألمان أنتجوا حوالي 3600 دبابة "ليوبارد2"، إلا أنها منتشرة في عشرين دولة مختلفة، ويجب أن يتم صيانتها وتدريب أطقمها من خلال الخضوع لدورات تدريبية مكثفة، وهو أمر يستغرق عدة أشهر، متوقعًا أنه من المحتمل أن تبدأ الدبابات في الوصول إلى ساحة المعركة أواخر الربيع المقبل، وأن أي هجمات متوقعة أو هجمات مضادة يمكن أن تكون جارية بحلول ذلك الوقت. وقال: "لسوء الحظ، يبدو أن الحرب ستستمر لفترة طويلة".

تغيير الدبابات لقواعد اللعبة بالنسبة لأوكرانيا

أكد كانسيان أنه لا يوجد شيء اسمه رصاصة فضية أو عامل يمكنه تغيير قواعد اللعبة منفردًا، إذ أنه يعتقد أن الدبابات الغربية يمكنها بناء قدرة عسكرية من شأنها أن تدفع الروس إلى خارج أوكرانيا، لكن لا يوجد عنصر واحد من شأنه أن يقلب الأمور ويغير القواعد، مشددًا على أنه يرى أن النصر يأتي من التأثير التراكمي لجميع المعدات العسكرية التي يمد الغرب بها أوكرانيا، وكذلك التدريبات التي يتم إجراؤها.

من جهته، يرى إد أرنولد زميل أبحاث لشؤون الأمن الأوروبي، في معهد "رويال" للخدمات المتحدة البريطاني، أن دبابات القتال الغربية الصنع، سواء "تشالنجر أو أبرامز أو ليوبارد"، لديها قدرة تفوق القدرات الروسية من حيث قوتها النارية وقدرتها على الحماية، واستقرارها، وأفضليتها في إطلاق النار أثناء التحرك، وكذلك أفضليتها في تحديد الأهداف، لذا فإن الدبابات الغربية ستحدث فرقًا حقيقيًا.

وأكد أرنولد أن أوكرانيا ستظل بحاجة إلى أن تقرر فعليًا كيفية استخدام هذه الدبابات ودمجها في تشكيلات أكبر، والتدريب على تلك التشكيلات، موضحا أن الجيش الأوكراني سيقضي وقتًا أطول في دمج الدبابات الجديدة، وأن كييف من الممكن أن تبدأ في استخدامها الصيف المقبل.

وعن مقارنة الدبابات الغربية التي سترسل لأوكرانيا بالدبابات التي تستخدمها القوات الروسية في أوكرانيا، قال أرنولد إن الحماية التي توفرها دبابة قتال غربية الصنع تعني أن هناك فرصة أفضل للنجاة، موضحًا أن مشكلة الدبابات الروسية هي عيب كبير في التصميم، وهو أنها لا تقسم مخزون الذخيرة داخل الدبابة نفسها، ما يجعل من السهل إصابة برجها العلوي، والذي قد لا يؤدي عادة إلى تدميرها، لكنه يتسبب في تدمير الذخيرة ومن ثم تدمير الدبابة بالكامل، أما الأنظمة في الدبابات الغربية ليس لديها هذا العيب ودرعها أفضل بكثير، ما يجعلها قادرة على تحمل بعض الضربات.

أما عن تأثير الدبابات الغربية لتحول أوكرانيا للهجوم، واختراق صفوف القوات الروسية، أوضح الباحث في شؤون الأمن الأوروبي أن الدبابات الغربية تمتلك قوة نارية وسرعة في الحركة وإمكانيات في الحماية، وهي ثلاثة مستويات جيدة، والتي تعتبر ضرورية للعمليات الهجومية لتكون قادرة على اختراق خطوط العدو، ومهمة أيضا للمواقع الدفاعية. وأشار إلى أن مشكلة الدبابات تكمن في أنه من الضروري استخدامها بطريقة معينة ضمن تشكيلات، وأنها ليست معدات عسكرية يمكن استخدامها بمعزل عن غيرها، بل بحاجة إلى دعم من المشاة والمدرعات.