التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بالقصر الرئاسي في العاصمة الأرمينية يريفان، الرئيس فاهاجن خاتشاتوريان، رئيس جمهورية أرمينيا، وأقيمت للرئيس السيسي مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
أجرى "السيسي"، مباحثات مغلقة مع الرئيس الأرميني تبعتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس الارميني فى مستهلها بالزيارة التاريخية الرئيس المصري، معرباً عن تقدير أرمينيا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
كما أشاد الرئيس الأرميني بخطوات إصلاح الاقتصاد المصري والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، مؤكدًا حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كل المجالات، فضلًا عن التطلع لتبادل الخبرات الفنية مع مصر ومشاركتها في تنفيذ المشروعات بأرمينيا في عدد من القطاعات التي باتت تتمتع فيها بتجربة ناجحة، لا سيما البنية التحتية والنقل.
من جانبه؛ أعرب "السيسي" عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال الأرميني، مشيدًا بعلاقات الصداقة المصرية الأرمينية المتينة والتاريخية، خاصةً في ضوء استضافة مصر للجالية من الأرمن والذين أسهموا في التطورات التي شهدتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية، إلى جانب دورهم في إثراء المجتمع المصري كمكون فاعل ومنتج.
كما ثمّن "السيسي" ما بلغته العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الصديقين من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، معربًا عن التقدير لمشاركة الرئيس الأرميني في القمة العالمية للمناخ COP27 التي عقدت في شرم الشيخ، نوفمبر الماضي، وهي المشاركة التي عكست قوة العلاقات بين البلدين، ومؤكدًا تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري، أخذًا في الاعتبار دور الآليات المؤسسية في تحقيق ذلك، والمتمثلة في اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، التي عقدت دورتها الأخيرة في يريفان عام 2017، وكذلك منتدى رجال الأعمال، الذي يساعد بدوره على التعريف بمجالات الاستثمار والتجارة المتاحة بين البلدين.
وأضاف بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن المباحثات تناولت عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأشاد "خاتشاتوريان" بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.
كما تم تبادل وجهات الرؤى فيما يخص مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلًا عن سبل التكاتف لمواجهة التداعيات الاقتصادية العالمية للأزمة الروسية الأوكرانية.
وشهد الرئيسان المصري والأرميني التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في عدد من المجالات، هي المجال العلمي والتكنولوجي، وكذا مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الشباب والرياضة المصرية ووزارة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة الأرمينية، إلى جانب مذكرة تفاهم للتعاون المؤسسي في مجال الاستثماري.