الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذير أمريكي ورد صيني.. لماذا يحتدم صراع واشنطن وبكين حول تايوان؟

  • Share :
post-title
الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي

Alqahera News - محمد صبحي

في الوقت الذي يعاني فيه العالم، من تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، التي اقتربت من عامها الأول، تتزايد حدة الصراع الأمريكي الصيني، خاصة فيما يتعلق بتايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.

مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، cia، وليام بيرنز، قال أمس الخميس، إن الصين هي أكبر تحدٍ جيوسياسي تُواجهه الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الرئيس الصيني، أصدر تعليمات لجيش التحرير الشعبي بالاستعداد لغزو عسكري ناجح لتايوان بحلول عام 2027.

وقال "بيرنز"، إن الصراع بشأن تايوان، ستكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف المعنية، متحدثًا عن طموحات جادة للصين للسيطرة على تايوان، مشددًا على عدم التقليل من هذه الطموحات.

ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة، عليها التوقف عن التدخل في مسألة "تايوان"، وذلك على خلفية تحذيرات رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إن تايوان "شأن داخلي صيني خالص" ولا يمكن مقارنتها بالصراع بشأن أوكرانيا، ودعت واشنطن إلى التوقف عن التدخل في مسألة تايوان، وعن خلق عناصر جديدة، من شأنها زيادة التوتر في مضيق تايوان.

وقبل تصريحات "المخابرات الأمريكية"، بأيام خرج الجنرال الأمريكي مايكل مينيهان، وهو تابع لسلاح الجو، ليحذر من نشوب حرب مع الصين، عام 2025، بسبب تايوان، ووجه عناصره بالاستعداد للقتال اعتبارًا من هذا التوقيت، إذ كتب في مذكرة داخلية، تأكدت وكالة "فرانس برس" من صحتها: "حدسي يخبرني أننا سنقاتل عام 2025".

وأشار إلى أن الانتخابات التايوانية التي ستجري، عام 2024، ستمنح الزعيم الصيني سببًا للتحرك، معتبرًا أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستوفر للصين فرصة وجود "أمريكا مشتتة"، على حد وصفه، داعيًا قواته إلى التدريب والتصويب على أهداف محددة ونحو الرأس.

فما هي قصة الخلاف حول تايوان؟

قبل الحديث عن تاريخ الصين وتايوان، تتلخص نظرة الصين لها، وفق ما قاله الرئيس الصيني، شي جين، بأن بلاده لن تتنازل إطلاقًا عن حق استخدام القوة في تايوان، كحل أخير، وما قالته وزارة الخارجية الصينية، التي وصفت قضية تايوان بأنها شأن داخلي صيني، وأنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في الطريقة التي سيتم حل تلك القضية بها.

وأكدت الخارجية الصينية، أن بلادها ملتزمة بسياسة "صين واحدة"، في المقابل تدفع الولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه استقلال تايوان، وهو ما تعتبره الصين استفزازًا وتدخلًا في شؤونها ما يعزز حدة الصراع بينهما.

ولعل أبرز التصريحات التي أثارت غضب الصين، ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن القوات الأمريكية ستدافع عن تايوان، في حالة حدوث غزو صيني، إذ قالت إن تصريحات "بايدن" تُرسل إشارة خاطئة لمن يسعون إلى استقلال تايوان.

وتصاعدت التوترات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، نانسي بيلوسي، إلى تايوان أغسطس الماضي، والتي تلت مكالمة جمعت بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني شي جين، الذي قال إن "الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها"، في وقت تتعهد فيه بلاده بإخضاع تايوان لسيطرتها، ولم تستبعد استخدام القوة لفعل ذلك.

تاريخ أزمة تايوان والصين

تقع تايوان، على بعد نحو 100 ميل من ساحل جنوب شرقي الصين، ضمن "سلسلة الجزر الأولى"، التي تبدأ شمال اليابان، وكانت تعرف باسم "جمهورية الصين الوطنية"، وكانت جزءًا من دولة الصين الشعبية الكبرى، قبل عام 1949.

وكانت تايوان تابعة للصين حتى عام 1859، ثم خضعت للسيطرة اليابانية، وفقًا لمعاهدة "سيمونسكي"، ثم عادت لسيطرة الصين بعد هزيمة اليابان بالحرب العالمية الثانية، عام 1945.

بعدها اندلعت الحرب الأهلية في الصين، وهزمت قوات "ماو تسي تونج، الشيوعية"، قوات الزعيم "تشيانج كاي شيك"، الذي هرب إلى تايوان وما تبقى من حكومة "الكومينتانج"، إلى تايوان عام 1949، وجعلوها مقرًا للحكومة، فيما بدأ الشيوعيون المنتصرون في حكم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية، وأعلن كل منهما أنهما يمثلان الصين كلها، وفقًا لـ "بي بي سي".

وشهدت تايوان عام 2000، أول رئيس من خارج حزب الكومينتانج، بعد أن قاد الرئيس "لي تنج هوي"، الذي عُرف باسم "أبو الديمقراطية"، في تايوان، تغييرات دستورية نحو نهج أكثر ديمقراطية.

كيف اشتعل الصراع مجددًا؟

في الثمانينيات تحسنت العلاقات الصينية التايوانية، ووقتها حاولت الصين إغراء تايوان بالعودة إلى البر الرئيسي، من خلال صيغة "دولة واحدة ونظامان"، إلا أن العرض الصيني قوبل بالرفض، وبعد ذلك وفي عام 1991 أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية.

وشهد عام 2000 انتخاب تايوان تشين شوي بيان، رئيسًا لتايوان، وهو ما أشعر بكين بالقلق، إذ إنه أيد صراحة فكرة "الاستقلال"، وبعد إعادة انتخابه في 2004 أصدرت الصين، قانون "مناهضة الانفصال"، والذي نص على أن للصين الحق في استخدام الوسائل غير السلمية، إذا حاولت تايوان الانفصال عنها.

وفي عام 2008، تولى رئاسة تايوان ما يينج جيو، والذي سعى لإعادة تحسين العلاقات، حتى عام 2016، إذ انتخبت رئيسة تايوان الحالية تساي إنج ون، والتي تقود الحزب الديمقراطي التقدمي والذي يميل للاستقلال عن الصين بشكل رسمي ونهائي، وعندها ساءت العلاقات مجددًا بين البلدين.

أمريكا وتايوان

بعد فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الأمريكية، هاتفته "تساي"، في مكالمة أثارت الجدل وقتها، واعتبرت خروجًا عن السياسة الأمريكية الموضوعة عام 1979 عندما قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الرسمية مع تايوان، لكنها رغم ذلك تعهدت بتزويدها بأسلحة دفاعية، وأكدت أن أي هجوم صيني قد يثير ما وصفته بـ "قلق كبير".

وتصاعدت حدة التوترات منذ الإعلان عن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، السابقة نانسي، بيلوسي، التي زارت تايبيه، رغم التحذيرات الصينية، وهو ما أثار غضبًا صينيًا، التي أكدت أنها تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها، ووعدت بإعادة ضمها بالقوة إذا لزم الأمر.

ووصفت الصين وقتها زيارة "بيلوسي"، بأنها "انتهاك خطير لمبدأ صين واحدة، والبيانات المشتركة الثلاثة الصينية الأمريكية"، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية "شنخوا".

وقامت الصين، بتنفيذ مناورات عسكرية، في المياه حول تايوان بالذخيرة الحية.

ولم تكتف أمريكا بزيارة "بيلوسي"، إذ زار وفد من الكونجرس تايبيه في 15 أغسطس الماضي، ووقتها بدأت الصين مناورات عسكرية جديدة قبالة تايوان، ردًا على الزيارة، وحلقت الطائرات الحربية على مقربة من الجزيرة الرئيسية.