الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة المنطاد الصيني.. علاقات واشنطن وبكين تقترب من العودة للمربع صفر

  • Share :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج

Alqahera News - محمد أبوعوف

بعد فترة من سعي بكين وواشنطن إلى وضع أطر للعلاقة بينهما، تمر العلاقات الأمريكية الصينية خلال هذه الأيام بفترة من التوتر الملحوظ، خصوصًا بعد تحليق منطاد صيني في الأجواء الأمريكية، الأمر الذي وصفته واشنطن بأنه "انتهاك صارخ"، وطرح هذا التوتر والتأزم تساؤلات بشأن مصير العلاقات بعد لقاءات ثنائية وصلت المستوى الرئاسي، جرت في إندونيسيا أثناء انقعاد قمة العشرين خلال العام 2022، وهل هناك إمكانية لاستكمال العلاقات بعد أزمة المنطاد أم تنتظر العودة إلى المربع صفر؟

ويرى خبراء، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أنًّ تحليق المنطاد فوق الأراضي الأمريكية جرأة صينية رغم التبريرات التى أعلنتها بكين بأنه متخصص فى الرصد الجوي والبحث العلمي، ويعتبرونه نقطة تحول في الصراع ويبعد العلاقات عن مسار التنافس الاستراتيجي.  

مسار جديد في الصراع

الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام المصري للدراسات السياسية، قال إنًّ إسقاط المنطاد الصيني يؤكد أننا أمام نقطة تحول مهمة فى مسار العلاقات الأمريكية الصينية، رغم أن استراتيجية واشنطن الأخيرة تؤكد على ضرورة الحفاظ على علاقتها مع الصين، في ظل تنافس استراتيجي. 

وأوضح "فرحات" أنًّ التطور الذي شهدته سماء أمريكا، أمس، من الممكن أنَّ ينقل العلاقات من مستوى التنافس الاستراتيجي إلى مسار الصراع، مؤكدًا أنَّ الصراع هنا لا يعني بالضرورة أن يكون عسكريًا، لكن ستكون الغلبة لنمط التفاعلات بين البلدين. 

ووفقًا للسردية التى كشفت عنها الصين بشأن تحليق "المنطاد"، علق فرحات قائلًا: "الصين اعتبرت عملية إسقاط المنطاد بالعدوان، لأن بكين أشارت إلى أن دخوله للأجواء الأمريكية نظرًا للعوامل الجوية، وذلك يضع الأطراف تحت ضغط والابتعاد عن مستوى التنافسية الاستراتيجية". 

انتهاك للأجواء الأمريكية

الدكتور سمير التقي، مدير مركز الشرق للبحوث بدبي، قال إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية استشعرت في واقعة المنطاد بانتهاك أجوائها، واعتبرته تصرفًا غير مسؤول من قبل القيادة الصينية. 

وبحسب "التقي"، فإن عملية اختراق "المنطاد الصيني" للمجال الجوي الأمريكي ليست المرة الأولى، وأوضح أنًّ الجدل الدائر بشأن المنطاد احتوائه على تكنولوجيا جديدة، خصوصًا بأن الصين تمتلك منصة متطورة متخصصة فى التجسس، تواصل ليل نهار فى رصد النشاط العسكرى بأوروبا وأمريكا. 

وعن رد فعل الصين، قال مدير مركز الشرق للبحوث، إنه "رد هادئ ولكنه مربك في نفس الوقت"، لأن الادعاء بأن المنطاد مدني ليس مبررًا ناجحًا، لأن المناطيد المختصة بدراسة الأجواء صغيرة مقارنة بهذا المنطاد الذي يصل حجمه ما يقارب 3 عربات ضخمة، وعلى الصين تقديم تفسيرات واضحة بشأنه. 

واعتبر ديفيد دي روش، المسؤول السابق في البنتاجون، خلال حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ تحليق المنطاد بارتفاع 80 ألف قدم وعدم قدرته فى الانخفاض يُعد انتهاكًا لسيادة الدولة الأمريكية، مشيرًا إلى أن أمريكا لديها الحق فى الدفاع عن أرضها وسيادتها. 

وأوضح المسؤول السابق في البنتاجون، أنَّ جميع المناطيد تعبر بشكل هادئ وبريء، إلّا أن إعلان الصين بأن المنطاد متخصص فى الرصد الجوي والبحث العلمي وانحرافه عن مساره، دفع الولايات المتحدة بأن تضع احتمالية استخدامه في أغراض المراقبة.  

العلمان الصيني والأمريكي
العودة إلى المربع صفر

وفي السياق ذاته، قال ياسر نور الدين، مراسل "القاهرة الإخبارية" من نيويورك، إنَّ الصحافة الأمريكية وصفت تحليق المنطاد الصيني فوق المجال الجوي الأمريكي بـ"انتهاك واضح" وتجسس غير مبرر.

وأضاف "نور الدين" خلال رسالة على الهواء، اليوم الأحد، أنَّه إذا أثبتت السلطات الأمريكية بأن "المنطاد" وسيلة لتسجيل المعلومات ستكون هناك عواقب وخيمة، خصوصًا أنه حلَّق فوق مواقع نووية أمريكية مما يُدخل العلاقات "الأمريكية - الصينية" المتوترة في حالة تأزم، وقد يعيدها إلى المربع صفر.

مراسل "القاهرة الإخبارية"، نقل ردود فعل وسائل الإعلام الأمريكية التي ركزت على تهئنة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد إعلان وزير دفاعه بإسقاطه المنطاد وتوجيه الشكر إلى دولة "كندا" التى كان لها دور فى التنسيق مع السلطات الأمنية الأمريكية في تتبعه، ومن المقرر أن تُرسل فرقًا متخصصة لجمع حطام المنطاد، خصوصًا بعد إعلان الصين بأنه مخصص للبحث العلمي.

ومن جهتها، وصفت الصحف الأمريكية عملية إسقاط المنطاد بـ"انتصار جديد" للديمقراطيين أمام الجمهوريين، خصوصًا بعد الدعوات بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الانتهاكات الصينية.