الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"باخموت".. روسيا تحاول السيطرة وأوكرانيا تستميت في الدفاع

  • Share :
post-title
الدخان يتصاعد جراء القصف فى باخموت

Alqahera News - محمود غراب

اشتدت المعارك في مدينة "باخموت" شرقي أوكرانيا، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على المدينة الاستراتيجية، بينما تستميت القوات الأوكرانية في الدفاع عنها.

ونقلت شبكة "سى. إن. إن" الأمريكية، عن "يفجيني بريجوجين" قائد مجموعة "فاجنر" الروسية الخاصة، إن قتالًا عنيفًا لا يزال مستمرًا في الأجزاء الشمالية من "باخموت" محط اهتمام القوات الروسية منذ أسابيع.

وقال "بريجوجين" إن قواته تقاتل من شارع لشارع ومن منزل لمنزل ضد القوات الأوكرانية التي لم تنسحب من مدينة باخموت، شبه المحاصرة الواقعة شمال شرقى مقاطعة دونيتسك.

القوات الروسية تحقق تقدمًا طفيفًا في باخموت

وتحاول القوات الروسية تطويق "باخموت" والسيطرة عليها منذ أسابيع، ويبدو أنها تحرز تقدمًا بطيئًا، بحسب ما ذكرت "رويترز". وقالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، إن روسيا حققت "تقدمًا طفيفًا" في محاولتها لتطويق باخموت، مشيرة إلى أنه إذا تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء على المدينة فسيكون ذلك أهم تقدم استراتيجي لها منذ الصيف الماضى.

ونفى "بريجوجين" تقارير تواترت في وسائل الإعلام الروسية، تشير إلى تخلي القوات الأوكرانية عن باخموت، قائلًا إن القوات الأوكرانية لا تتراجع في أي مكان. مضيفًا أن معارك ضارية في الأحياء الشمالية لباخموت مقابل كل شارع وكل منزل.

وقال "بريجوجين" في حسابه على تليجرام: "خلال القتال، سيطرت وحدات من قوات فاجنر على مدينة نيكولايفكا، في دونيتسك". وتقع مدينة نيكولايفكا على بُعد بضع كيلومترات شمال مدينة سوليدار، التي سيطرت عليها القوات الروسية مساء 12 يناير الماضي. وفي اليوم السابق، سيطرت القوات الروسية أيضًا على بلدتي ساكو وفانتسيتي، غربي مدينة نيكولايفكا.

"باخموت" ساحة المعركة الرئيسية

وتحولت "باخموت" خلال الشهور القليلة الماضية، إلى ساحة المعركة الرئيسية في الحرب، حيث ترسل كييف وموسكو جحافل الجنود والمدفعية والدبابات في تركيز للقوة النارية بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضى، حيث اعتبرها المحللون "نقطة حاسمة معنويًا" بالمعارك شرقي أوكرانيا، وأي اختراق هناك سيسمح للقوات الروسية بالتقدم أكثر خلف الخطوط الأوكرانية.

وترجع أهمية السيطرة على باخموت إلى أنها تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك. والمدينتان ضمن منطقة دونباس الصناعية التي لم تسيطر عليها روسيا بالكامل بعد.

تقع باخموت على ضفتي نهر "باخموتوكفا" شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ويرجع تأسيسها إلى عام 1571، وتعد أقدم مركز تاريخي وثقافي في المقاطعة. وتقع المدينة قرب الطريق الدولي "إم 03″ الذي يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوجانسك، ويشق طريقه نحو منطقة خاركيف.

تبلغ مساحة مدينة باخموت 41 كيلومترًا مربعًا وعدد سكانها 71 ألفًا حسب إحصاء عام 2021، وبسبب الحرب فر 90 في المئة منهم وفقا لمسؤولين أوكرانيين.

في أبريل 2014، سيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على باخموت وأعلنوها جزءًا من "جمهورية دونيتسك الشعبية"، إلا أن القوات الأوكرانية استعادتها في يوليو من العام نفسه.

وفي صيف 2022، باتت المدينة في قلب العمليات العسكرية التي شنتها روسيا في دونيتسك، وتعرضت على مدى أشهر لمحاولات اقتحام عديدة أحبطتها القوات الأوكرانية.

أهمية السيطرة على باخموت

وتعززت أهمية باخموت بالنسبة لروسيا عقب خسارتها لمدينة "إزيوم" جنوبي منطقة خاركيف الشمالية منتصف سبتمبر الماضي، إذ باتت بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم قواتها في عمق مقاطعة دونيتسك، خاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.

وفي المقابل، تعد باخموت بالنسبة للأوكرانيين حصنًا منيعًا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، ومنها يتم توجيه ضربات نحو مواقع القوات الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها، بما فيها مدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.

وبالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقعها الجغرافي في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، تعد باخموت مركزًا صناعيًا مهمًا، وأحد أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في أوكرانيا، كما أنها تشكل عقدة مواصلات مهمة، حيث يمر بها خط سكك حديدية يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.

وتعتمد باخموت بشكل رئيسي على استخراج الملح الصخري، وتسهم بـ30 في المئة من إنتاج أوكرانيا من هذه المادة التي تقع مناجمها في سوليدار على بُعد 10 كيلومترات شمال شرق المدينة.

وفي باخموت العديد من المصانع لمعالجة المواد غير الحديدية ومؤسسات صناعية أخرى، وتوجد فيها واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنبيذ بالطرق التقليدية في شرق أوروبا، وإلى جانب كونها قلعة صناعية، يمارس سكانها أنشطة زراعية أيضا، حيث تنتشر حول باخموت حقول الحبوب ودوار الشمس وغيرها.