علا صوت النحيب على الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض في تركيا وسوريا، صوت الرصاص والصراعات والتوترات بين مختلف دول العالم، فنحي جميع الأضداد وأقطاب القوى خلافاتهم، وبقيت النيات الحسنة وخطوات الدعم الذي تعهدت بها أكثر من 10 دول إلى جانب تكتلات للمنكوبين، وعلى مدار يوم انصرفت فيه أنظار العالم عن ظروف صعبة لم تنقطع لنحو عام.
وضرب زلزال أطلق عليه اسم "كهرمان مرعش" بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وسط تركيا وشمال غرب سوريا، فجر الاثنين، أعقبته هزة قوية ثانية بقوة 7.7 عند منتصف النهار، مخلّفًا آلاف القتلى والجرحى، ودمارًا غير مسبوق لزلزال لم تشهد المنطقة في مثل قوته منذ قرابة قرن، وأطلقت أنقرة على أثره درجة الإنذار الرابعة المعنية بطلب المساعدة الدولية.
وفي أحدث إحصاء، حتى كتابة التقرير، قال أورهان تتار، مدير إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، إن عدد المواطنين الذين فقدوا أرواحهم في الزلزال بلغ 1762، بينما أصيب 1119 آخرين، فيما ارتفع عدد المباني المدمرة إلى 5606، وتم إنقاذ 6445 شخصًا كانوا عالقين تحت الأنقاض.
أما سوريا، فأعلنت وزارة الصحة بها، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 593 حالة وفاة، و1411 إصابة في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس في حصيلة غير نهائية، أوردتها الوكالة الرسمية السورية، فيما ذكرت وسائل إعلام أن حصيلة القتلى في عموم المناطق التي تأثرت بالزلزال تجاوزت الـ800 قتيل ومئات الجرحى.
أمريكا ترسل فرق إنقاذ لتركيا وتقدم العون لسوريا عبر منظمات إنسانية
أعلنت الولايات المتحدة عزمها تقديم مساعدات فورية لتركيا في أعقاب الزلزال، في وقت تقدم فيه المنظمات الإنسانية المدعومة أمريكيًا في سوريا المساعدة للتعامل مع تداعيات الزلزال في أنحاء البلاد.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تعمل عن قرب مع تركيا وأنه أمر بمساعدة فورية من واشنطن في أعقاب الزلزال،
وقال "بايدن" في بيان أصدره البيت الأبيض: "فرقنا تنتشر سريعًا لبدء تقديم الدعم لتركيا في جهود البحث والإنقاذ وتلبية احتياجات المصابين والمشردين جراء الزلزال".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تقدم المساعدة بالفعل في سوريا، وقال: "المنظمات الإنسانية المدعومة أمريكيًا في سوريا تتعامل مع تداعيات الزلزال في أنحاء البلاد. عازمون على بذل كل ما بوسعنا لمساعدة المتضررين من هذه الزلازل على مدى الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".
روسيا ترسل أفراد إنقاذ لسوريا وتركيا.. وتعرض طائرات إغاثة
أعلنت روسيا عزمها إرسال عمال إنقاذ إلى سوريا وتركيا لتقديم العون في رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين تحت ركام الزلزال.
وقال الكرملين، اليوم الاثنين، إن عمال إنقاذ روس سيتوجهون إلى سوريا وتركيا، بعد ما قدم بوتين عرضًا لإرسال فرق إنقاذ خلال محادثات هاتفية أجراها مع رئيسي البلدين.
أضاف الكرملين: "قَبِلَ بشار الأسد بامتنان هذا العرض، وسيتوجه رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الروسية في الساعات المقبلة إلى سوريا"، و"توجه الرئيس التركي بجزيل الشكر لفلاديمير بوتين على رد الفعل السريع والصادق، وقال إنه أصدر تعليمات للسلطات المختصة في البلاد بقبول مساعدة رجال الإنقاذ الروس".
وقالت وزارة الطوارئ الروسية إن طائرتين من طراز آي.إل-76 تحملان 100 من رجال الإنقاذ جاهزتان للسفر إلى تركيا إذا لزم الأمر.
وفي السياق ذاته، أصدر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمرًا للقوات الروسية الموجودة في سوريا بالمساعدة في جهود الإنقاذ.
أوكرانيا تعلن الاستعداد لتقديم الدعم
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا مستعدة لإرسال الدعم. وأضاف: "نحن في هذه اللحظة قريبون من الشعب التركي الصديق ومستعدون لتقديم المساعدة اللازمة".
الصين سترسل مساعدات عاجلة
أعلنت وكالة تابعة لمجلس الدولة الصيني معنية بتقديم المساعدات الخارجية، اليوم الاثنين، استعداد بكين لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى تركيا وسوريا اللتين ضربهما الزلزال، وفق "رويترز".
وقال متحدث باسم الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي إن الصين تعبر عن تعازيها وقلقها بشأن الخسائر في الأرواح والممتلكات، وهي على اتصال بكل من تركيا وسوريا.
تايوان ترسل 5 أطنان من المساعدات
قالت إدارة الإطفاء التايوانية إن فريقًا من 40 رجل إنقاذ وثلاثة كلاب بحث، ومساعدات تصل إلى ما بين أربعة وخمسة أطنان غادروا إلى تركيا اليوم.
كما قالت في وقت سابق إنها مستعدة لإرسال فريق من 130 شخصًا، إلى جانب خمسة كلاب بحث و13 طنًا من المساعدات، وإنها في انتظار رد تركيا.
الاتحاد الأوروبي ينشر 10 فرق إنقاذ في تركيا ويتتظر طلب سوريا
أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية، اليوم، نشر أكثر من 10 فرق للبحث والإنقاذ من دول الاتحاد الأوروبي في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب تركيا الدولة العضوة بالاتحاد.
وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان: "تم بسرعة نشر عشرة فرق للبحث والإنقاذ بالمدن من بلغاريا وكرواتيا والتشيك وفرنسا واليونان والمجر ومالطا وهولندا وبولندا ورومانيا لدعم المسؤولين على الأرض". كما عرضت إيطاليا وإسبانيا وسلوفاكيا إرسال فرق إنقاذ مباشرة على تركيا.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه مستعد أيضًا لدعم المتضررين في سوريا، لكنه أشار إلى أنه لم يتلق بعد طلبًا من الدولة السورية لتفعيل آلية الحماية المدنية .
فرق طوارئ بريطانية و4 كلاب بحث في طريقها لتركيا
وأعلنت بريطانيا أنها سترسل متخصصين في البحث والإنقاذ وفرق طوارئ طبية إلى تركيا، وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن "لندن سترسل 76 متخصصًا في البحث والإنقاذ وأربعة كلاب بحث ومعدات إنقاذ ستصل إلى تركيا هذا المساء".
وقال جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، في بيان: "نقف مستعدين لتقديم مزيد من الدعم حسب اقتضاء الحاجة"، مضيفًا أن لندن تتواصل مع الأمم المتحدة بشأن تقديم الدعم لسوريا.
ألمانيا ترسل ملاجئ طوارئ ومولدات كهرباء
وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، إن هيئة الحماية المدنية الاتحادية بألمانيا ستقدم مخيمات بها ملاجئ طوارئ ووحدات لمعالجة المياه، وإنها تجهز بالفعل مؤن إغاثة تشمل مولدات كهرباء للطوارئ وخيامًا وأغطية بالتنسيق مع السلطات التركية.
رغم التوترات.. اليونان تقدم مساعدات فورية لتركيا
ورغم التوترات الشديدة مع تركيا، أعلنت اليونان عن تقديم مساعدات فورية لها، إذ أجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الاثنين، لتقديم المساعدة، وجدد خلالها "رغبة اليونان في مساعدة تركيا على الفور" وقدم "خالص تعازيه".
دعم عربي يشمل مشافي ميدانية وفرق بحث وخيامًا وإمدادات ووقودًا
أعلنت جمهورية مصر العربية عن توجيه مساعدات إغاثية عاجلة تضامنًا مع تركيا وسوريا في مواجهة تداعيات الكارثة.
وكشفت الإمارات عن عزمها إنشاء مستشفى ميداني في تركيا، وإرسال فرق بحث وإنقاذ إلى كل من تركيا وسوريا، وأضافت أنها ستقدم إغاثة عاجلة إلى أكثر المناطق تضررًا في سوريا.
وقال العراق إنه سيرسل أطقم دفاع مدني إلى تركيا وسوريا مدعومة بإمدادات الطوارئ والإغاثة والأغذية والوقود.
أما قطر فأعلنت أنها ستبدأ تشغيل رحلات إغاثة إلى تركيا اليوم لنقل فرق البحث والإنقاذ إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى مركبات ومستشفى ميداني وخيام ومؤن أخرى.
منظمة الصحة العالمية تفّعل شبكة الطوارئ الطبية
وفعّلت منظمة الصحة العالمية شبكتها من فرق الطوارئ الطبية من أجل تقديم الرعاية الصحية الأساسية للمصابين والأكثر عرضة للخطر الذين تضرروا من الزلزال، وفق ما أعلنه تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية.
وفي الوقت الذي تعلن فيه تركيا وسوريا، عن ارتفاع إحصاءات الضحايا والإصابات وسط جهود جارية لانتشال والإنقاذ، لاتزال تتلقيان عروضًا من دول أخرى لتقديم العون والمساعدة.