الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضحايا الزلزال المدمر.. صرخات حياة من تحت الأنقاض

  • Share :
post-title
زلزال سوريا وتركيا

Alqahera News - مروة الوجيه

تختنق الدموع في أعين الناجين، وتملأ صرخات الاستغاثة جنبات الشوارع والمدن التركية والسورية، كارثة إنسانية تعيشها شعوب البلدين، بين دولة تعاني أزمات الاقتصادية وأخرى لا تزال تلملم آثار الحرب التي استمرت على مدار أكثر من عقد كامل.

ومع ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال من قبل الجانبين، لتتخطي حاجز العشر آلاف ضحية (8574 ضحية في تركيا، فيما تتخطي التصريحات السورية عدد الـ1200 ضحية حتي الوقت الراهن)، إلا أن جهود الإغاثة الدولية وفرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض، ولليوم الثالث على التوالي نجحت فرق الإنقاذ في سوريا، وتحديدًا في محافظة حلب من انتشال 7 مصابين من تحت الأنقاض لا زالوا على قيد الحياة، وفق ما نقلته وكالة "سانا" الإخبارية.

على وقع هطول زخات المطر الغزيرة انتشلت فرق الإغاثة في المدن المنكوبة جثثًا لعائلات دفنت بالكامل تحت الركام، بينما وصل عدد المصابين إلى أكثر من 20 ألف مصاب، في حين تتضاءل جهود إنقاذ الأرواح مع مرور أكثر من 72 ساعة على الكارثة، ويأتي كل ذلك وسط معاناة شديدة في تأمين المعدات والآلات الثقيلة الضرورية لتلبية نداءات الاستغاثة من عدد الأبنية المنهارة خاصة في المناطق المعزولة بسوريا.

"ولادة" مأساة

وكانت من أصعب القصص الإنسانية خلال هذا الزلزال المدمر، ولادة طفلة تحت أنقاض أحد المنازل المنهارة في بلدة جنديرس بمدينة حلب في شمال سوريا.

وصرّح أحد سكان المنطقة المنكوبة لوكالة فرانس برس: "سمعنا صوتًا عندما كنّا نحفر.. نظفنا التراب لنجد الطفلة مع حبل السري، قطعناه وأخذها ابن عمي للمستشفى"، يقول قريب العائلة.

وقال عمّال الإنقاذ في البلدة إن الرضيعة ولدت بأعجوبة تحت الركام، وبقيت متصلة الحبل السري بوالدتها التي راحت ضحية تدمير الزلزال لمنزل العائلة.

وأبصرت الصغيرة للحياة يتيمة، بينما لقى أفراد أسرتها حتفهم جميعًا: والدها عبدالله المليحان ووالدتها عفراء مع أشقائها الأربعة، إضافة الى عمتها.

ولا تسعف الكلمات خليل السوادي، قريب العائلة وهو يقول بتأثر شديد لوكالة فرانس برس، الثلاثاء: "كنا نبحث عن أبو ردينة (خليل) وعائلته، وجدنا أولًا شقيقته ثم عثرنا على أم ردينة وكان هو قربها".

وتمكن عناصر الإنقاذ وسكان البلدة من إخراج جثث عائلة الطفلة بعد ساعات من البحث بإمكانيات ضئيلة، فيما تتلقى الرضيعة العناية الطبية في حاضنة داخل مستشفى جيهان في مدينة عفرين أقصى شمال محافظة حلب.

عند وصولها إلى المستشفى، عانت الطفلة من برودة شديدة في أطرافها وحرارة داخلية منخفضة، بعدما أمضت ساعات تحت الأنقاض بعد ولادتها، وفق تقدير الطبيب المعالج، الا أن حالتها مستقرة حتي الآن وفق ما نقلته "فرانس برس".

أين عائلتي؟

ومن طفل حلب إلى الطفلة رغد إسماعيل، الطفلة السورية التي رصدتها عدسات الكاميرات وهي تبكي بشدة وتصرخ باحثة عن والدها ووالدتها وعائلتها التي فقدتهم تحت أنقاض الزلزال.

وخرجت رغد محمولة بين ذراعي أحد عمال الإنقاذ دون أن تصاب بأذى، في مدينة أعزاز السورية فجر الاثنين الماضي، وقال قريب لها يتولى رعايتها إن شقيقها وشقيقتها ووالدتها لقوا حتفهم جراء الزلزال، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وقال أحد أقاربها في تصريحات صحفية عقب إنقاذ الطفلة: "البنت بخير، الأم الحامل توفيت وتوفي كل من أشقائها (خمس سنوات وأربع سنوات)، وكانت أسرة رغد قد نزحت عن بلدة مورك خلال الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من 11 عامًا.

الأخت وشقيقها

وقصة إنسانية أخرى، أظهرت فتاة سورية لم تتعد السابعة من عمرها تحمي رأس شقيقها من أنقاض منزلهما بعد الزلزال.

وتم إنقاذ تلك الفتاة وشقيقها من تحت الأنقاض بعد الزلزال الذي شهدته سوريا، إذ كانت تحمي رأس شقيقها وبدأت تبتسم لرجال الإنقاذ وهم يقتربون منها، وفق ما نشرته مواقع الأخبار العالمية.

"لا تخاف عمو"

وفي مشهد مؤثر آخر، تناقلت وسائل إعلام محلية صورة لطفل سوري يتدلى نصف جسده الأعلى لأسفل فيما بقيت قدماه تحت أنقاض سطح عقار، وذلك بعد لحظات من وقوع زلزال تركيا وسوريا.

وأثار مقطع فيديو تلقين الطفل الشهادتين عندما حاول المواطنون الوصول إليه لكنهم فشلوا وسط حزن الملايين من مشاهدي مقطع الفيديو، وتلقين أحد الموجودين الشهادتين له قائلا: "لا تخاف عمو قول لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".

وبالفعل ردد الطفل الشهادتين وراء الرجل بصوت باكٍ ما أثار حالة كبيرة من التعاطف معه والحزن على وضعه حتى تم إنقاذه، وفقًا لمصادر محلية سورية.

وكتبت الصفحة الرسمية لأخبار حلب عبر "فيس بوك": "أخبار سارة تم إنقاذ الطفل العالق في البناء السكني المنهار الذي سبق وتم نشر فيديو للطفل وهو عالق من قدميه، ألف حمدًا لله على السلامة."

أنت بطل

وفي مقطع فيديو تم تداوله، على عدد كبير من صفحات التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء، لإنقاذ طفل من تحت أنقاض منزل بحالة صحية جيدة، على الأقل وفقًا للحالة التى شوهد عليها فور إنقاذه.

ولوحظ أن رجل الإنقاذ احتضن الطفل وأخذ يداعبه، فيما بكى الطفل قائلًا: "ماذا يحدث؟"، فى إشارة إلى أنها لم يعِ ما حدث من ساعات صعبة عاشتها تركيا بأسرها على إثر الزلزال.

وحرص رجل الإنقاذ على طمأنة الطفل قائلا له "لم يحدث شيء.. أنت بطل".

وفي ولاية هاتاي جنوبي تركيا نجحت فرق الإنقاذ في انتشال أم ورضيعتها من تحت أنقاض المباني المنهارة، وذلك بعد مرور نحو 29 ساعة على وقوع الزلزال.

وبحسب وكالة "الأناضول"، تم نقل الأم وابنتها إلى مستشفى قريب، إثر إنقاذهما من تحت أنقاض مبنى مكون من 6 طوابق.

المسنون من الزلزال إلى العواصف

ولم يفرق الزلزال من ضحاياه الأطفال أو المسنين، وأظهرت قنوات تركية خروج مسنين من دور رعاية في مدينة مالاتيا، شرق تركيا، وتجمعوا في الطرقات وسط الثلوج والعواصف، حتى لا يظلوا تحت سقف يمكن أن يقع في أي لحظة.

وبدأ المسنون وهم يرتعدون حول نار أوقدوها، في انتظار إيجاد ملجأ يختبئون به، في حين يواجه عمال الإنقاذ ضغطا يُوصف بالرهيب، وفق ما نقلته قناة TRT التركية.

ونقل حساب صحيفة "آكار هاكان" التركي، مشهد إنقاذ طفل في مدينة كهرمان مرعش من تحت الأنقاض بعد 30 ساعة من انهيار المنزل باحثًا عن عائلته.

كما تمكنت فرق الإنقاذ في تركيا، من إنقاذ سيدة مسنة، بعد أن حوصرت لمدة 65 ساعة تحت أنقاض مبنى تدمر بسبب الزلزال الضخم بجنوب شرق تركيا.

وقد وثّق مقطع فيديو، لحظة خروج السيدة من تحت الأنقاض بمساعدة رجال الإنقاذ والأهالي الذين صاحوا بالتهليل بعدما خرجت سلمية دون إصابات تقريبًا.